أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - هل يمكن لملايين السوريين الفقراء أن يرسموا سياسة اقتصادية أفضل من الدردري ؟














المزيد.....

هل يمكن لملايين السوريين الفقراء أن يرسموا سياسة اقتصادية أفضل من الدردري ؟


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3115 - 2010 / 9 / 4 - 11:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هل هذا كلام معقول ؟ إذا كانت هناك "ملاحظات" على أداء أو سياسات الدردري إذن يجب البحث عن رجل أكثر "فهما" بالاقتصاد يستطيع أن يحدد سعر الفائدة "الصحيح" و أن يقترح مشروعات قوانين تحفز الاقتصاد كالقانون 10 و غيره , من الغباء الحديث عن فقراء , معظمهم أمي اقتصاديا , "يخططون" سياسة البلد ناهيك عن اقتصاده , هذا كلام مؤدلج , ذا مضمون طبقي "ضيق" , سيخرب البلد و البلد مو ناقص خراب . لمصلحة الفقراء أنفسهم يجب أن يسمعوا كلام الناس الفهمانين في المجتمع . الحقيقة أن الدردري شخص تقني و ليس سياسي , يمكنه أن يخدم طائفة متنوعة من الأنظمة السياسية تشترك جميعا في توجهاتها النيوليبرالية , إنه فهمان فيما يتعلق بكيفية تطبيق سياسات محددة بعينها يمكن أن تخدم طبقات مختلفة أو متناقضة ظاهريا . لكننا في الحقيقة لا نحتاج إلا لشيء من الموضوعية فقط و أقل من ذلك من التمحيص لنكتشف حقيقة أن هذه السياسات الاقتصادية التي خططها و يخططها الدردري سوريا و أمثاله في كل مكان انتهاءا "بفطاحل و عباقرة" وول ستريت و صندوق النقد الدولي ليست إلا سياسات اعتباطية , عشوائية , مؤدلجة , و إن اختبأت خلف رطانة علمية , و أنها ذات طابع طبقي فاضح و ضيق جدا , إنها تخدم مصالح أقلية محدودة جدا , بأضيق تعريف طبقي ممكن . في أفضل الأحوال فإن أي نمو أو تقدم جماعي , أي يخص الطبقات الأفقر و الأكثر تهميشا , سيكون نتيجة ثانوية , غير مقصودة لهذه السياسات التي يفترض أن تخدم الطبقات صاحبة الامتيازات , لكنها بالنسبة للدردري و أمثاله الطريقة الوحيدة لتحسين حياة الفقراء و إن بشكل غير مباشر أو ربما الطريقة الوحيدة لسير الأمور . الحقيقة إن الاقتصاد الذي درسه الدردري و أمثاله يبحث أساسا في اكتشاف أفضل الطرق لاستخراج فضل القيمة لصالح الطبقات السائدة من الفقراء , و هو لذلك يستوجب أن يجري تطبيقه من خلال أفراد أو مؤسسات ذات بنية غير ديمقراطية , ليس بالمعنى البرجوازي الليبرالي , إنها خارج تأثير الجماهير , و في كثير من الأحيان حتى خارج إمكانيات نقدها , كما كان عليه الحال قبل الأزمة العالمية الراهنة في عرين النظام الرأسمالي العالمي نفسه . و في هذه الحالة فإن الفقراء هم أفضل من يمكنه أن يضع سياسة اقتصادية تهدف لتحسين حياتهم , حياة الجماهير , و تحقيق توزيع عادل لنتاج عمل الجماهير....إن الجهل سلاح بيد القوى السائدة و هو أيضا عقبة في وجه التقدم الإنساني بلا شك , لكن تفقه الفقراء بقوانين و أسس الاقتصاد السائد حاليا ليس هو المطلوب كشرط لوضع هذه السياسات الاقتصادية الوحيدة التي يمكنها أن تخرج البلاد و الإنسانية برمتها من أزماتها التي يخلقها الاقتصاد السائد و واضعوه , تصوروا مثلا لو أن الله غير موجود للأسف , هذا سيعني أن كل ملايين الكتب التي وضعت في "علوم" اللاهوت ستلقى جانبا و تصبح عديمة النفع تماما , هذا يختلف طبعا عن موقف اللاهوتيين المسلمين مثلا من اللاهوت المسيحي أو اليهودي , فهذا اللاهوت المختلف هو بالفعل غير معترف به و موصوم بالتحريف و الهرطقة و غير ذي أهمية للاهوتيين المسلمين و العكس صحيح , بل إن هذا صحيح أيضا بالنسبة للاهوتيين الشيعة و السنة فيما بينهم أيضا , إذا فإن لاهوت الرأسمالية الاقتصادي الذي تجبر الناس على الإقرار بعبوديته و بعصمته و تجعله أساس استعباد هؤلاء الفقراء لها أيضا يصبح فارغا تماما و غير ذي صلة بالنسبة لمجتمع يديره الفقراء أنفسهم و ينتجون فيه لصالح الجميع و ليس لصالح أقلية ما........بدلا عن "علوم" الاقتصاد التي درسها و يطبقها الدردري ذات الصبغة الإلزامية الحتمية القدرية التي تستعيض عن إرادة الإله بإرادة قانون إلزامي يخدم الطبقة السائدة كقيد على تفكير و عمل ملايين الفقراء أي كنير حقيقي على ظهورهم سيكون هناك نقاش حر لا يهدأ عن أفضل الطرق لخلق حياة كريمة و رفاهية لكل إنسان على الأرض بين بشر أحرار و متساوين , إن السياسة الاقتصادية القادرة على انتشال سوريا من الأزمة هي فقط تلك التي سيضعها ملايين الفقراء السوريين , أولئك الذين ينتجون اليوم كل الثروة الوطنية و لا يستفيدون منها على الإطلاق.........

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هناك طريقتان لفهم أو قراءة التاريخ
- لكن هذا سخف أيها الشيخ !
- نحو سلطة العمال لموريس برينتون
- الشبه بين النظام الستاليني و السوري : دروس الماضي و المستقبل
- كلمات في غياب مراقب الإخوان المسلمين السوريين السابق
- النقاب في سوريا
- عقد على خطاب القسم الأول للرئيس بشار الأسد
- مناقشة لموضوعات المؤتمر السابع لحزب الشعب الديمقراطي السوري
- أوجه الشبه و الاختلاف بين الله و الرأسمالية
- أحداث كومونة باريس
- عن الخرافة
- دفاعا عن الأناركية رد على مقالي الكاتب سليم نصر الرقعي عن ال ...
- ما الذي يعنيه أن تخرج في مظاهرة
- أزمة جديدة في حزب مأُزوم ( عن الأزمة الجديدة في الحزب الشيوع ...
- انتفاضات الخبز في مقابل الثورات المخملية
- الحرية ليست شأنا خاصا بالمستبدين أو الطغاة و لا بالنخب أو جي ...
- لماذا يجب الاقتصاد في التصفيق لأردوغان
- حادث عادي جدا
- تعليق على ما كتبه غسان المفلح و كامل عباس عن اليسار و اليمين
- الرهانات في -معاقبة- اليونان


المزيد.....




- أمريكي انتقل إلى ريف إيطاليا هربًا من-ستاربكس- و-ماكدونالدز- ...
- حماس: مستعدون لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب
- وزراء إسرائيليون يرفضون مقترحات حماس بشأن وقف إطلاق النار
- تونس: الرئيس قيس سعيّد يزور مدينة المزونة بعد مصرع ثلاثة تلا ...
- الصين.. روبوت لإطفاء الحرائق!
- مصر.. إغلاق محال ومطاعم شهيرة في حملة تفتيش مكثفة
- الولايات المتحدة تنفذ إطلاقا ناجحا لصاروخ Minotaur IV إلى ال ...
- غلوبو: ترامب ولولا دا سيلفا معجبان ببوتين ويزدريان زيلينسكي ...
- زعيم حزب الوطنيين الفرنسيين: روبيو وويتكوف أذلا ماكرون في قل ...
- هل منع ترامب نتنياهو من ضرب المشروع النووي الإيراني؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - هل يمكن لملايين السوريين الفقراء أن يرسموا سياسة اقتصادية أفضل من الدردري ؟