|
حول الخط الأممي /الماركسية اللينينية لمنظمة -إلى الأمام-
الأماميون الثوريون
تيار ماركسي ـ لينيني ـ خط الشهيد زروال
(Alamamyoun Thaoiryoun)
الحوار المتمدن-العدد: 3115 - 2010 / 9 / 4 - 00:58
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
لقد حكمت تجربة "إلى الأمام" الممتدة من التأسيس (30 غشت 1970 ) إلى 1980 (نهاية الخط الثوري وانتصار الخط التحريفي) ، عشر سنوات من العطاء الفكري و النظري و التضحيات الجسام (سجون ، معتقلات ، متابعات ، إستشهادات ...) من أجل بلورة خط سياسي سديد للثورة المغربية ، مباديء و أسس تنتمي لخط أممي ثوري بقيادة ماو تسي تونغ ، تبني أيديولوجيا ثورية : الماركسية اللينينية ـ فكر ماو تسي تونغ.
ستتبنى "إلى الأمام" خلال الحقبة الممتدة من 1970 إلى 1980 و باعتبارها جزءا من حركة اليسار الثوري الجديد عالميا النظرية الماركسية اللينينية ـ خط ماو تسي تونغ ، و ذلك انطلاقا من التأسيس العلمي للفكر الثوري المادي الجدلي ، الذي جاء به ماركس و إنجلس و الذي قام بتطويره بشكل خلاق القائد الثوري البلشفي لينين ، فكان أن أصبحت اللينينية على يده "ماركسية عصر الإمبريالية و الثورة البروليتارية" ، و استمرارا على نهج لينين الذي دافع عنه ستالين، قام ماو تسي تونغ بتعميم خبرات الثورة الصينية (الثورة الديمقراطية الجديدة ، الإشتراكية ، الثورة الثقافية البروليتاريا الكبرى) و بالإستفادة من دروس و خبرات و تجارب البناء الإشتراكي في الإتحاد السوفييتي و أوربا الشرقية ، إرتقى بالعلم الماركسي اللينيني إلى مستوى أعلى.
لقد شكلت الثورة البلشفية (أكتوبر 1917 ) و انتصار الثورة الصينية (1949) و انطلاق الثورة الثقافية الصينية اللحظات الأممية الكبرى للقرن 20 .
و على قاعدة دروس و خبرات هذه الثورات الثلاث قامت منظمة "إلى الأمام" (كما تثبت ذلك وثائقها المختلفة) بدراسة و استخلاص مقومات النظرية الثورية و تطويرها في معمعان الصراع ضد الفكر البورجوازي بمنوعاته المختلفة (التحريفية ، البلانكية ، النزعة العمالوية ، الإصلاحية ، العفوية ، التصفوية ، الإطاروية ...). لقد طبعت سيرورة الصراع ضد هذه الخطوط و التيارات عملية بناء خطوطها :
ـ الخط النظري. ـ الخط السياسي. ـ الخط العسكري. ـ الخط التنظيمي. ـ الخط الجيوسياسي للثورة المغربية(الثورة العربية و الثورة في الغرب العربي).
إن هذه الإنجازات الهامة ، و التي تشكل إرثا هائلا و غنيا للشيوعيين المغاربة يحتم عليهم دراسته و الإستفادة منه ، إستندت على استيعاب الخط الثوري الأممي و الإسترشاد به ضمن تبني الخطوط التالية للثورة العالمية :
1 ـ تبني النظرية الثورية الماركسية اللينينية الخاصة بالمهمة التاريخية للبروليتاريا في إنجاز الثورة الإشتراكية و بناء دكتاتورية البروليتاريا على طريق المجتمع اللاطبقي : الشيوعية. 2 ـ إعتماد و تبني مميزات المرحلة المعاصرة التي دشنها عاملان أساسيان : ـ إنتقال الرأسمالية إلى مرحلتها العليا : الإمبريالية. ـ إنتصار ثورة أكتوبر الإشتراكية بقيادة الحزب البلشفي. 3 ـ إستيعاب القوانين المشتركة و العامة للثورة الإشتراكية و البناء الإشتراكي باعتباره مرحلة انتقال نحو الشيوعية. 4 ـ إدراك و تبني الإسهامات الأساسية لمؤسسي الفكر الشيوعي العلمي : كارل ماركس (1818 ـ 1883 ) وفريدريك إنجلس (1820 ـ 1895 ) و التطوير الخلاق لهذه النظرية على يد لينين (1870 ـ 1924 ) و الثورة البلشفية ، إضافة إلى إنجازات الثورة الصينية حيث لعبت اللينينية و إسهامات ماو تسي تونغ (1893 ـ 1976 ) دورا حاسما في إغناء النظرية الماركسية اللينينية الثورية. 5 ـ إن إقرار هذا الإسهام الحاسم للثورتين الكبيرتين للقرن 20 (الثورة البلشفية و الثورة الصينية) من طرف منظمة "إلى الأمام" كان يعني إقرارا و تثبيتا للحقيقة العامة للماركسية اللينينية و لإسهامات الثورة الصينية بقيادة ماو تسي تونغ. 6 ـ تبني واضح للمفهوم البروليتاري في نضالها المستميت من أجل بناء دولة ديكتاتورية البروليتاريا ، وتحقيق الإشتراكية على طريق الشيوعية. من هذا المنطلق تملي الواجبات الثورية على الماركسيين اللينينيين في العالم إنجاز الثورة الإشتراكية في الدول الإمبريالية و الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية على طريق الإشتراكية تحت قيادة البروليتاريا و حزبها الثوري في البلدان التابعة. 7 ـ إنجاز المهمتين الإستراتيجيتين (الثورة الإشتراكية و الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية) يستند إلى النداءين التاريخيين اللذين أطلقهما البيان الشيوعي (فبراير 1848 ) (أول وثيقة برنامجية يعرض فيها ماركس و إنجلس مبادئهما للبروليتاريا) شعار "يا عمال العالم اتحدوا ! " و شعار "يا عمال العالم و يا شعوبه و أممه المضطهدة اتحدوا ! " الذي أطلقته الثورة البلشفية بقيادة لينين و عممته الثورة الصينية. و يكشف هذان الشعاران المهمة التاريخية الملقاة على البروليتاريا و أحزابها الماركسية اللينينية الثورية ، من أجل القضاء على الإمبريالية و محاربة الرجعية في كل بقاع العالم لضمان انتصار التحرر الوطني ، الديمقراطية الشعبية و الإشتراكية ، و يقوم جوهر المهمة التاريخية على الموقف الأممي البروليتاري الداعي إلى قيادة الثورة العالمية المتواصلة عبر مراحل إلى الإنتصار التام على الرأسمالية و نظامها الإمبريالي و بناء مجتمع جديد بدون رأسمالية ينمحي فيه استغلال الإنسان للإنسان. 8 ـ إستندت الهوية الشيوعية الأممية لمنظمة "إلى الأمام" باعتبارها فصيلا من فصائل الثورة العالمية ، على التحليل المادي التاريخي المعتمد على المنهجية الجدلية العلمية للوضعية العالمية في شموليتها ، و من هنا تبنيها التحليل الطبقي للتناقضات الأساسية التي تحكم العالم المعاصر . و منطقيا تبني استراتيجية ثورية عامة مضادة لاستراتيجية الثورة المضادة للإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و مناهضة في نفس الوقت ل"الإشتراكية الإمبريالية" السوفييتية ، لقد كانت تلك الإستراتيجية الثورية تستدعي الجمع بين الحقيقة العامة للماركسية اللينينية و فكر ماو تسي تونغ و الممارسة الملموسة للثورة المغربية كما هو الحال بالنسبة لكل الماركسية اللينينية عبر العالم. 9 ـ من منظور الهوية الشيوعية و الإنتماء الأممي للثورة العالمية ، و من خلال تبني التحليل الطبقي لتناقضات العصر الإمبريالي ، تلك التناقضات التي كان ينظر إليها في تفاعلها و ترابطها الشامل و من تم التأكيد على التقائــها (Sa convergence) في البلدان المضطهدة. و قد اختزل الماركسيون اللينينيون (منذ لينين) التيارين الكبيرين لعصرنا التاريخي الذي دشنته ثورة أكتوبر العظيمة ، في حركتين كبيرتين :
1 ـ الحركة الثورية الوطنية و الديمقراطية في بلدان الشعوب المضطهدة (شعوب القارات الثلاث : أفريقيا ، أمريكا اللاتينية ، آسيا). 2 ـ الحركة الثورية الإشتراكية في البلدان الرأسمالية الإمبريالية.
إنطلاقا من التحليل السياسي تبنت "إلى الأمام" منذ انطلاقتها الأولى النظرية الماركسية اللينينية التي ساهم ستالين و ماو في تطويرها ، حول التقاء (convergence) التياران الأول و الثاني و تداخلهما في البلدان التابعة (منطقة العواصف) ، مما يجعل الثورات الوطنية الديمقراطية في هذه البلدان جزءا لا يتجزأ من الثورة البروليتارية العالمية لعصرنا الراهن . تلك الثورات التي يظل هدفها المركزي تحقيق الشيوعية العالمية ، المشروع التاريخي البروليتاري الهادف إلى بناء مجتمع عالمي محرر من الإستغلال و الإضطهاد الطبقيين. 10ـ إن خدمة هذا الهدف الأممي كان يستوجب النضال من أجل القضاء على العلاقات الرأسمالية (الإستغلال والإضطهاد) و تحقيق الثورة الإشتراكية و قيام دكتاتورية البروليتاريا أي دولة العمال و الكادحين التي يقودها الحزب الثوري المسلح بالماركسية اللينينية و إسهامات ماو (خط ماو) و بناء عليه ، فإن حل تناقضات عصر الإمبريالية المعاصر عن طريق الثورات الشعبية و الثورات البروليتارية الإشتراكية كان يلقي على عاتق كل الماركسيين اللينينيين الثوريين المهمات التالية :
ـ تبني خط ماركسي ـ لينيني ثوري عن طريق التطبيق الخلاق لخط سياسي سديد بداخل بلدانهم و خارجها. ـ الدفاع عن مفهومي دكتاتورية البروليتاريا و الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية المستندة إلى التحالف العمالي ـ الفلاحي تحت قيادة الطبقة العاملة و حزبها الثوري ، من أجل انتصار الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية و تحقيق الإشتراكية على المستوى الإقتصادي و السياسي و الأيديولوجي. ـ التبني التام و التطبيق الخلاق لخط الجماهير عن طريق إطلاق و تشجيع المبادرات الخلاقة لأوسع الجماهير الشعبية و الكادحة على كل الجبهات ، دفعا لانطلاقتها الثورية تحت قيادة حزبها الثوري (الحزب الشيوعي) و جبهته الثورية حتى انتصار الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية و إرساء جمهورية مجالس العمال و الفلاحين و الجنود الثوريين و بناء دولة الديمقراطية الجديدة التي تفتح الباب نحو بناء الإشتراكية. ـ التصدي المبدئي و الحازم للسياسات الإمبريالية و الرجعية المعادية للشيوعية و للحركات الشعبية الثورية للجماهير . و مساندة و دعم النضالات الثورية للطبقة العاملة و للشعوب المضطهدة في العالم.
4 ـ البناء النظري ، السياسي و الإستراتيجي للمنظمة الماركسية اللينينية "إلى الأمام"
ليس بوسعنا هنا تقديم تقييم شامل لتجربة منظمة "إلى الأمام" و لكن نسعى فقط إلى التعريف بمواقفها الثورية من 1970 إلى 1980 ، أي عشر سنوات قبل أن ينتصر الخط التحريفي ـ الإصلاحي و يستولي على قيادة المنظمة ويسير تدريجيا في خط الإنحدار التحريفي ـ الإصلاحي ، و يوصل المنظمة إلى الباب المسدود قبل أن يقدم على حلها عمليا دون أن يتوفر على شرعية ذلك ، و لأن العديد من المناضلين الشباب لا يدركون جوهر هذه التجربة إلا من أفواه التحريفيين الذين نصبوا أنفسهم استمرارا لهذه التجربة ، فإن العديد من الأخطاء و المغالطات تروج بصدد هذه التجربة . فبات ضروريا البدء في عملية التوضيح التي هي جزء من عملية النقد الذي يعري جذور التحريفيين و أذنابهم ، و لذلك سننشر تباعا أهم وثائق المنظمة حتى يتسنى للجيل الجديد من المناضلين أن يطلع عليها. و من المعروف أن وثيقة "سقطت الأقنعة فليفتح طريق الثورة" المؤرخة ب 30 غشت 1970 ، هي أول وثيقة و شهادة ميلاد المنظمة . قدمت هذه الوثيقة أهم الأطروحات التأسيسية التي ستعمل "إلى الأمام" على تطويرها بارتباط مع سيرورة تطور الصراع الطبقي بالبلاد بارتباط مع كفاحات الجماهير و بالإستفادة من تجاربها الملموسة. أكدت الوثيقة أطروحات أساسية في الخط النظري و الإستراتيجي للمنظمة و هي :
1 ـ ضرورة خلق الأداة الثورية : الحزب الماركسي ـ اللينيني باعتباره حلقة مركزية للتقدم في إنجاز الثورة المغربية. 2 ـ إندماج الثورة المغربية بإطار استراتيجي أوسع : الثورة العربية و الثورة في الغرب العربي. 3 ـ مواجهة التحريفية انطلاقا من موقف عام كان يقر ب"استيلاء حفنة من البيروقراطيين المحترفين على الحكم في الإتحاد السوفييتي في السنوات التي تلت وفاة ستالين ...".
و انطلاقا من تبني استراتيجية واضحة للثورة العربية كإطار للتجاوز ترى أن "... العبرة من كل هذا هو أن الزحف الشامل و العظيم للشعب العربي يستلزم :
1 ـ التصفية النهائية للأيديولوجيا التحريفية و البورجوازية الصغيرة. 2 ـ الفضح التام للخونة السياسيين عملاء الشرذمة التحريفية " ... فضحا تاما لدور الخونة السياسيين المنافقين عملاء الشرذمة التحريفية المسيطرة على قيادات الإتحاد السوفييتي ...". 3 ـ إعتبرت "إلى الأمام" أن "... ترعرع الثورة العالمية و الثورة العربية و تصفية التحريفية داخل صفوف الثورة العربية و في القطاعات الأساسية للثورة العالمية ، سيمكن في المدى المتوسط من عزل ثم تصفية الكمشة التحريفية التي تقود الإتحاد السوفييتي كي تحل محلها على رأس وطن الإشتراكية الأول : قيادة ثورية ترفع من جديد راية لينين و ستالين ، راية الأممية البروليتارية و الثورة العالمية". 4 ـ و بعد تحديد الإطار الإستراتيجي للثورة (القوة الأساسية للثورة ، القوة الحاسمة للثورة ، الهدف الرئيسي للثورة) العدو الرئيسي قامت الوثيقة بطرح واضح للهدف المركزي للثورة :
1 ـ القضاء على الأوليغارشيا الكمبرادورية و الإمبريالية ببلادنا و بناء سلطة الجماهير الكادحة المنظمة. 2 ـ أداة سلطة الجماهير الكادحة هي الديكتاتورية الديمقراطية الثورية للعمال و الفلاحين القائمة على أساس :
ـ مجالس العمال. ـ مجالس الفلاحين الفقراء. ـ جماعات النضال الشعبي لسكان الأحياء الشعبية.
3 ـ قيادة الثورة يضمنها حزب العمال و الفلاحين الماركسي اللينيني.
من 1970 إلى 1976 نما الخط النظري و السياسي و الإستراتيجي للمنظمة بشكل كبير تحت وقع الصراعات الطبقية ببلادنا و بارتباط مع صراع المنظمة ضد الخطوط الإصلاحية و التحريفية ، التي نمت داخل الحركة الماركسية اللينينية المغربية كانعكاس لاحتداد الصراع الطبقي و اشتداد القمع على الحملم و على اليسار الثوري عموما. و من أبرز هذه الوثائق :
ـ "الإستراتيجية الثورية و استراتيجية التنظيم" (مايو 1971 . ـ "الثورة في الغرب العربي في الفترة التاريخية لاندحار الإمبريالية" (4 مايو 1971). ـ "الوحدة الجدلية لبناء الحزب الثوري و المنظمة الثورية للجماهير"(29 مايو 1972). ـ "مختلف أشكال العنف الثوري"(دراسة، 1972). ـ"دور العنف في التحول الثوري"(دراسة، 1972). ـ "من أجل الجبهة الثورية الشعبية (ظروف النضالات الشعبية و أحداث 10 يوليوز"(3 يونيو 1972). ـ "مسودة حول الإستراتيجية"(30 يونيو 1972). ـ "تناقضات العدو و الآفاق الثورية بالمغرب"(10 شتنبر 1972). ـ "تقرير 20 نونبر: عشرة أشهر من كفاح التنظيم ـ نقد ذاتي"(20 نونبر 1972). ـ"الوضع الراهن و المهام العاجلة للحركة الماركسية اللينينية"(نص داخلي ، 06 أبريل 1973). ـ "لنبن الحزب الثوري تحت نيران العدو"(صيف 1973). ـ "نحو تهييء شروط قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية"(20 أكتوبر 1973). ـ "الإستعمال الخلاق لسلاح التنظيم"(فبراير 1974). ـ "من أجل خط ماركسي لينيني لحزب البروليتاريا المغربي "(08 مارس 1974). ـ "حول تدقيق بعض المفاهيم"(مايو 1974). ـ "طريقان لتحرير الصحراء"(كراس ، شتنبر 1974). ـ "النظام الداخلي"(أكتوبر 1974). ـ "بناء الحزب البروليتاري ، بناء التحالف العمالي ـ الفلاحي مسيرة واحدة"(1974). ـ "مضمون و أهداف الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية"(1974). ـ "أهمية سلاح النظرية"(1974). ـ "هل سكان الصحراء يشكلون شعبا ؟ (أكتوبر 1976). ـ "الجمهورية العربية في الصحراء إنطلاق الثورة في الغرب العربي"(المعروفة بوثيقة 13 نقطة ، أكتوبر 1976). ـ "المرحلوية أو المنشفية الجديدة"(29 ـ 30 نونبر 1976). ـ "التناقض الأساسي و التناقض الرئيسي"(18 دجنبر 1976). ـ "حول الأمازيغية"(1976 ).
ليست هذه اللائحة النهائية و لكنها تتضمن أبرز الوثائق التي نهل منها مناضلو و أطر "إلى الأمام" الثوريون في دفاعهم المستميت عن الماركسية اللينينية ـ فكر ماو ضد الخطوط الإصلاحية و التحريفية و التصفوية ، و لذلك عمل التحريفيون على طمس العديد منها حتى يتسنى لهم الخوض فيما يريدون و يقدمون أنفسهم كورثة "مخلصين" لهذا الإرث الثوري ، الذين قاموا بنسفه بكل الوسائل و لا زالوا ، و ينطبق على بعضهم أحيانا قول الشاعر " إن الأفاعي وإن لانت ملامسها ، عند التقلب في أنيابها العطب". فقد آن الأوان ليطلع المناضلون المخلصون لخط الثورة المغربية عليها و يتسلحوا بهذا الإرث العظيم الذي بنته تضحيات جسام لأطرها و مناضليها في خضم المعارك الطبقية ، في السجون و المعتقلات و تحت نيران العدو ، واستشهد من أجلها خيرة مناضليها و مناضلاتها. إن قراءتها ضرورية بالإعتماد على المنهج المادي الجدلي و التاريخي ، فالوثائق لا يمكن إدراك جوهرها إلا إذا نظر إليها في تطورها الجدلي المتناقض باعتبارها تعبيرا كما يقول إنجلس عن تطور النضالات الجماهيرية و في نفس الوقت إتجاه هذه النضالات نحو مفهومها (son concept) ، إن تجاوز القراءات الإنتقائية السطحية للتحريفيين والمرتدين و الإنتهازيين الوصوليين.لا بد إذن من تبني منهجية ماركس و لينين و ماو لتحليل هذا الإرث العظيم لإبراز نواته الثورية و عزل الجوانب السلبية لتصبح في استيعابه و دمجه بشكل خلاق في عملية بناء الخط السديد للثورة المغربية. و للتذكير فقط ، فبعد وثيقة 30 غشت 1970 ، عرف البناء النظري و السياسي و الإستراتيجي لمنظمة "إلى الأمام" تطورا هائلا كما هو الحال في وثيقة "مسودة حول الإستراتيجية الثورية"(30 يونيو 1972) التي أكدت مجموعة من القضايا ذات أهمية استراتيجية :
1 ـ تأكيدها على استحالة إنجاز الثورة بدون استراتيجية ثورية و استحالة هذا الإنجاز بدون تغيير ثوري. 2 ـ رفض الإستراتيجية البرلمانية البورجوازية المستمدة من طبيعة الخط الإصلاحي الإنتظاري لأحزاب البورجوازية. 3 ـ التأكيد على ضرورة الكفاح المسلح كطريق الثورة. 4 ـ تبنيها لاستراتيجية حرب التحرير الشعبية طريقا للثورة من خلال إبرازها لفكرة "القواعد الحمراء المتحركة" باعتبارها الإستراتيجية التي تنبع من التحليل الملموس لواقعنا الوطني و العالمي ، و من دراسة التاريخ النضالي للشعب المغربي و التجربة الغنية لثورات الشعوب. 5 ـ تأكيدها لمفهوم الجبهة الثورية الشعبية التي ستقود مناطق السلطة الحمراء.
أما وثيقة "الوضع الراهن و المهام العاجلة للحركة الماركسية ـ اللينينية"(النص الداخلي الذي لم ينشر بعد) التي قامت بمحاولة لتقييم شامل للوضع الراهن آنذاك و للمهام المطروحة ، و للرد على مجموعة من المفاهيم الخاطئة داخل الحركة الماركسية اللينينية من خلال تحليل طبيعة أزمة النظام الكمبرادوري و انعكاساتها و التقدم في تحليل واقع البورجوازية الوطنية و اندحار الجناح البلانكي البورجوازي الصغير ، بالإضافة إلى تحليل سمات الحركة الجماهيرية و نموها و تسطير مهام الحملم داخلها و تقديمها للبديل الثوري أي برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ، فقد تميزت الوثيقة بإسهام هائل لما حددت على المستوى الإستراتيجي ضرورة بناء المدرسة العسكرية للمنظمة و خطها العسكري ، و سطرت عناصر و محاور هذا البناء. فيما سطرت وثيقة "من أجل خط ماركسي ـ لينيني لحزب البروليتاريا المغربي" ضرورة بناء الحزب الثوري كمهمة مركزية راهنة لكل الماركسيين اللينينيين المغاربة ، بناء تحت نيران العدو من خلال الكفاح الثوري الجماهيري و قامت بتسطير مهام ذلك الإنجاز، عبر تأكيدها لدور بناء الحزب و بناء نواته : المنظمة الماركسية اللينينية الموحدة بارتباط مع البناء المتواصل للتنظيمات الثورية الشبه الجماهيرية و المنظمات الجماهيرية العلنية و السرية التي ترمي إلى تنظيم أوسع الجماهير و التي تشكل مجموعها الأسلاك الرابطة بين المنظمة و الحزب الطليعي و الجماهير الواسعة في مختلف الإتجاهات. بينما جاءت وثيقة "نحو تهييء شروط قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية" بفكرة قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية و هي فكرة عميقة عندما تكون الحركة الجماهيرية ذات طابع عفوي ، و من أجل ذلك طرحت شعار يكشف ذلك :"الصمود و الإرتباط بالجماهير" يهدف بالأساس إلى بلورة شروط النضال الدفاعي" للحركة الجماهيرية على طريق قلب ميزان القوى ، و اعتبرت الوثيقة أن المهمة الرئيسية التي تشكل محور إنجاز هذه المهام تتمثل في تحقيق شعار "بناء منظمة ثورية طليعية صلبة و راسخة جماهيريا" ، و أعطت الوثيقة أهمية للنضال الأيديولوجي والسياسي الحازم ضد الإنحرافات داخل اليسار منذ شهر أبريل 1973 و ذلك على طريق بناء منظمة ماركسية لينينية واحدة ، إنطلاقا من أن الصراع الديمقراطي الجماهيري المنظم يهدف الوصول إلى وحدة أمتن و أوضح لأن الوحدة الإندماجية لا بد أن ترتكز على بناء خط ثوري سديد يستقطب كل الماركسيين اللينينيين المخلصين في منظمة ماركسية ـ لينينية واحدة. و في هذا السياق أعادت التأكيد على الدور الأساسي للجريدة المركزية "إلى الأمام" و العمل بصورة أساسية على استيعاب الحقيقة العامة للماركسية اللينينية و الإسهامات العظيمة للرفيق ماو تسي تونغ و الرفاق الفيتناميين والتجارب الأممية.
#الأماميون_الثوريون (هاشتاغ)
Alamamyoun_Thaoiryoun#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخط العام لإعادة البناء التنظيمي لمنظمة -إلى الأمام- (1972
...
-
إعلان الأماميين الثوريين
المزيد.....
-
علماء: الذكاء الاصطناعي يوسع الفجوة بين الفقراء والأغنياء
-
الشيوعي السوداني يعبر عن تضامنه الكامل مع الشعب السوري وقواه
...
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 595
-
اشتباكات عنيفة في بوينس آيرس بين قوات الأمن والمتظاهرين احتج
...
-
رائد فهمي: المنظومة الحاكمة تقف على أرض مهزوزة والتغيير الشا
...
-
نداء أوجلان.. توقعات مرتفعة ومسار سياسي ينقصه الوضوح
-
تزايد أعداد التكايا في الضفة الغربية.. ملاذ الفقراء والنازحي
...
-
م.م.ن.ص// مرة أخرى منطقة صفرو تبرز في واجهة محاربة الغلاء
-
بدء مفاوضات تشكيل حكومة المحافظين والاشتراكيين في ألمانيا
-
عن جدوى المقاومة والبكاء على أطلال أوسلو
المزيد.....
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
-
قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024
/ شادي الشماوي
-
نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم
...
/ بندر نوري
-
الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية
/ رزكار عقراوي
-
نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل
...
/ بندر نوري
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
المزيد.....
|