أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبدالوهاب حميد رشيد - بغداد- دمشق.. طريق اللاعودة..















المزيد.....

بغداد- دمشق.. طريق اللاعودة..


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3114 - 2010 / 9 / 3 - 10:57
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


في مطلع آذار/ مارس العام 2007 وتحت جنح الظلام، هربت أم محمد من مدينة بغداد التي ولدت فيها مع اقتراب الجنود الأمريكان من منزلها. وبوصفها عضوة في المقاومة الوطنية العراقية وعملت مع مجموعة منها غرب العاصمة العراقية، فإنها خاضت حرب عصابات ضد القوات الأمريكية المحتلّة على مدى عامين، وتقنّعت غالباً في صورة بائعة فقيرة متجولة في الشوارع للمساعدة على زرع المتفجرات ضد الدوريات الأمريكية.
بعد أن علم المقامون، وأغلبهم من الجيش العراقي السابق، بتعرض الخلية للخيانة واكتشاف أمرها، صدر قرار بترك أُم محمد- كما كانت تُلقّب- للعراق لغاية زوال الخطر. تركت بيتها الآمن قبل وقت قليل من إغارة القوات الأمريكية عليها، وانطلقت في رحلتها وهي مرتدية زي إمرأة فلاحة.
عمرها حالياً 41 عاماً، غير متزوجة، وليس لها أطفال، واستمرت في منفاها لغايته دون زيارة العراق. وبدلاً من عودتها، تعيش في مكان بسيط في منفاها على مدّخراتها القليلة، وتشاهد التلفزيون ليلاً لمعرفة أخبار العراق. "أُفكر دائما بمنزلي.. إنه لأمر صعب، رهيب أن أبقى بعيداً.. بغداد تاريخ حياتي.. أحلامي كلها في العراق."
في أعقاب غزو/ احتلال العراق العام 2003، ترك البلاد موجات كثيفة من المواطنين، تفاقمت أعدادهم بشكل مطرد. ظلّت أرقام اللاجئين العراقيين في الخارج محلّ خلاف، إذا قدّرت الأمم المتحدة أن حوالي 2 مليون هربوا إلى سوريا والأردن (رغم أن العدد في سوريا وحدها يمكن أن يصل إلى 2 مليون وأكثر)، مما يجعلها أكبر هجرة في الشرق الأوسط منذ 50 عاماً.
وسرعان ما صارت دمشق مشهداً متنوعاً kaleidoscope تضم مختلف الطوائف، الخلفيات، المدن، ووجهات النظر السياسية من العراقين، يصلون ويستقرون في ثلاث مناطق رئيسة: جرمانا، السيدة زينب، وصحنايا Sahnaiy. الكثيرون منهم فقراء، رغم وجود أعداد من الطبقة الوسطى أيضاً.
وفقاً للأمم المتحدة، هرب من العراق 40% من الأسر المهنية professional، بعد أن أُجبرت في ظروف الاختطاف والقتل الطائفي (وليد الاحتلال). القادمون من بغداد إلى دمشق يُشلكون مختلف الطوائف والانتتماءات الدينية، بضمنهم المسيحيون والأقليات الثقافية الأخرى. رغم العودة الطوعية لعشرات آلاف العراقيين إلى بلادهم (..!؟)، تُقدّر الأمم المتحدة أنه ما زال يعيش حوالي 1.5 مليون في الخارج.
في حزيران/ يونيو، تجاوز عدد الطلبات المقدمة لإعادة توطين العراقيين من قبل الوكالة الأممية لشئون اللاجئين 100000 (مائة ألف). جاء إلى دمشق أنطونيو غوتيريس Antonio Guterres- المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين- للاحتفال بهذه المناسبة، وتذكير العالم أنه في حين قد تتجه الولايات المتحدة نحو تقليص حربها في العراق، فإن أزمة اللاجئين لم تنته بعد. ناشد المجتمع الدولي من أجل تقديم العون والمساعدة، وقال أنه من المبكر جداً ومن الخطورة بمكان إخبار العراقيين بالعودة إلى بلادهم.
في الواقع، لا تزال موجات تدفق العراقيين إلى سوريا مستمرة.. وهذه شهادة على استمرار نطاق الاضطرابات في العراق. ما يصل إلى 6000 (ستة آلاف) عراقي يعبرون الحدود يومياً، البعض لقضاء المصالح/ الأعمال، البعض الآخر لقضاء العطلة، وآخرون هروباً من العنف، وعادة من بغداد، ديالى، والموصل، وفقاً للأمم المتحدة.
الغالبية العظمى من المهجرين العراقيين ممن يستقرون في سوريا لا يسجلون في قوائم الأمم المتحدة كلاجئين، آخرون يسجلون أنفسهم في هذه القوائم. أكثر من 8000 (ثمانية آلاف) حالة جديدة أُضيفت إلى القائمة الأممية المحتوية أصلاً على 166000 لاجئ عراقي. حاول العديد منهم البقاء في ديارهم وبإصرار، لكن خيارهم قد ضاق ولم يبق أمامهم سوى الهرب.
"انتظرتُ لغاية ما بعد الانتخابات لاعتقادي أن الامور سوف تتحس، لكنها تزداد سوءً مرة أخرى،" وفقاً لـ أُم عمر (30 عام ولها طفلين)- طالبة الأدب الانكليزي- وصلت إلى سوريا في تموز/ يوليو الماضي. وقالت أنها سجّلت باعتبارها لاجئة لدى المفوضية الأممية، معربة عن أملها بالفوز- فيما يُشكل نوعاً من اليانصيب- وإعادة توطينها في أوربا. وعقدت العزم على التخلي عن منزلها، بعد أن نجتْ من عاصفة العنف عندما بلغت ذروتها العام 2006، لكنها، حسب قولها، قد حان وقت التخلي عن وطنها تماماً. "مزيج من المعضلات دفعتني أن أتخذ، نهاية المطاف، قراري هذا.. صار الأمن أسوأ مما يدعون.. لا توجد: خدمات عامة، فرص عمل، كهرباء، كما أن مياه الشرب غير صالحة.. والسياسيون لا يهمهم سوى أنفسهم.. وهناك مآسي كثيرة من غير المستطاع تحملها.
"نحن نعيش في العراق كالحيوانات وليس كبقية البشر. إذا واتتك الفرصة: أنتَ تأكل وتعمل وتحاول البقاء حيّاً. أُريد أكثر لأبني وأبنتي. لو كنتُ وحدي، لبقيت- لا أقبل أن أكون ضعيفاً أو أهرب من أمور حياتي- ولكن من أجل الطفلين، فقد تركنا الوطن ولن نعود إليه."
ليس فقط اللاجئون العاديون ممن يتدفقون على دمشق، بل كذلك هنا تقف عند المشهد السياسي العراقي. صارت المدينة بوتقة للنشاط الداخلي والمؤامرات وتعاظم أعداد العراقيين. تَشكل مثل هذا المشهد في عهد النظام العراقي السابق، واحتضنت سوريا جماعات المعارضة. لكن المشهد أكبر حالياً وأكثر تنوعاً وتشرذماً.. صورة عن الواقع العراقي الحالي..
"العراق الجديد" يضم عشرات الأحزاب السياسية، والأكثر تأثيراً (غنى مالياً) لها مكاتب تمثلها في دمشق.. دمشق مكان الأمان والحياد والضيافة..
قالت أُم محمد- المقاتلة السابقة- أن غضبها تجاه أمريكا لم يتضاءل، لكنها عبّرت عن خيبة أملها تجاه العراقيين المعارضين للاحتلال بما في ذلك زملائها عناصر المقاومة، لافتقارهم إلى الإجماع- هدف مشترك، وتستغرب ماذا حدث لعالمها.. "المشكلة هي أننا جميعاً تعرضنا للخيانة..." وأضافت: كان عليهم أن يبعثوا برأس النظام العراقي السابق ليعيش في الخليج، وعندئذ كنا نتجنب الحرب وتجنيب البلاد كل هذه المعاناة.. رفضت الحديث عن مسألة تكيّفها مع المحيط الجديد "لم أُغادر العراق قبل هروبي إلى هنا.. لم أرَ والدتي منذ سنوات.. لم اتحدث إلى أخوتي.. الشيء الثمين الوحيد بالنسبة لي هو العراق."
وعلى أي حال، لا تتوقع عودتها إلى الوطن الذي تُحب، "طالما هناك احتلال أو مثل هذه الحكومة لن أكون قادرة على العودة.. أُريد العودة إلى العراق للمشاركة في تحرير الوطن، والمشاركة في بناء عراق الحرية والسلام.. هذا هو حلمي، لكن هذا الحلم معطوب في الوقت الراهن."
ممممممممممممممممممممممـ
* ترجمة موجزة مع تصرف.
Baghdad to Damascus, a road with no way back,Phil Sands,uruknet.info, September 1, 2010Rhe National.
- [email protected]



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسحاب الأمريكي من العراق.. قصة خيالية..
- ما لم تسمعه عن العراق!!
- إسرائيل ستهاجم إيران!.. هل أن إسرائيل ستهاجم إيران؟
- حرب العراق.. أجبرت الملايين الهروب من منازلهم..
- العراق.. الكارثة مستمرة..
- لعراق: بناء للنصف بدون سقف
- الجيش العراقي لن يكون جاهزاً قبل العام 2020!
- تسريبات ويكي ضد الولايات المتحدة.. والولايات المتحدة ضد أوبا ...
- معاناة الفلوجة
- بعد انكشاف المزيد من جرائم الحرب.. ماذا نفعل الآن؟
- لن تُغادر كافة القوات القتالية المحتلة.. العراق..
- هنا العراق..
- اختفاء المسيحيين من العراق
- بقايا الصابئة في العراق يستقبلون بحزن سنتهم الجديدة..
- جيل بلا مستقبل.. مستقبل بلا أجيال.. معاناة لا نهائية لأطفال ...
- مؤرخ يحذر من انهيار مفاجئ للإمبراطورية الأمريكية
- أيها العراقيون.. استفيقوا.. لا نيّة للامريكان ترك البلاد!
- ما الحياة الطبيعية في ظل الاحتلال؟
- حكايتان من العراق..
- رواتب البيت الأبيض في عهد اوباما (مع ملحق باللغة العربية لرو ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبدالوهاب حميد رشيد - بغداد- دمشق.. طريق اللاعودة..