محمد العيادي
الحوار المتمدن-العدد: 3112 - 2010 / 9 / 1 - 23:56
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
يعتبر النظام التعليمي – التربوي عاملا أساسيا في نجاح أية حملة تهدف إلى نشر مبادئ حقوق الإنسان وقيم المواطنة على نطاق واسع لأن هذا النظام يستهدف جمهورا عريضا من الناشئة ولأن غرس هذه المبادئ والقيم لديهم أسهل بكثير من غرسها لدى فئات عمرية أخرى.
فإلى أي مدى يساهم النظام التعليمي العربي في نشر هذه المبادئ؟ وهل هناك إجراءات لمزيد تفعيل هذه المساهمة وإنجاحها ؟
إن مجتمعاتنا العربية الإسلامية رغم ثرائها ألقيمي ومخزونها الحضاري تغيب فيها مبادئ حقوق الإنسان وقيم المواطنة خاصة المبادئ القائمة على حق الاختلاف واحترام الأخر والعيش المشترك وقيم المواطنة خاصة من حيث احترام واجبات المواطنة مثل احترام أملاك المجموعة والحفاظ على البيئة والمساهمة بايجابية في سلامة المحيط ولتجاوز بعض نقائص وسلبيات هذا الوضع يمكن الاعتماد على النظام التعليمي لخلق أجيال جديدة أكثر التزام بهذه المبادئ والقيم .
أدرجت كثير من الأنظمة التربوية العربية في برامجها التعليمية مواد ومقررات تدرس مبادئ حقوق الإنسان وقيم المواطنة لكن هذه العملية تبقى قاصرة على الوصول إلى الهدف الأساسي وهو غرس هذه القيم لدى الناشئة وتحويلها الى سلوك لا مجرد مقررات دراسية- تعليمية إذا لم تصاحبها إجراءات أخرى, من ذلك أن تكون المقررات والمواد المدرجة ذات أهمية في البرامج من حيث الضوارب والتوقيت أي أن لا تكون مواد اختيارية هامشية وذات توقيت غير ملائم .
من الضروري أيضا أن يرتبط تدريس هذه المواد والمقررات بتمارين تطبيقية حتى يتجاوز تدريسها البعد النظري ويدخل بشكل أو بأخر إلى الجوانب السلوكية للناشئة وذلك من خلال تدريبات عملية فمثلا يمكن طرح إشكاليات أو وضعيات من الواقع المعيشي وتشريك الناشئة في البحث عن حلول تراعي مبادئ حقوق الإنسان وقيم المواطنة ثم العمل على أن يسلك الناشئة هذه الحلول والسلوكيات في حياتهم اليومية وفي تعاملهم مع بعضهم سواء داخل المدرسة او خارجها .
يمكن أيضا الاستعانة بنظام الحوافز والجوائز لتكريس هذه المبادئ والقيم مثل إنشاء جائزة سنوية في كل مؤسسة تربوية لأفضل عمل من إنتاج الطلاب حول موضوع حقوق الإنسان وقيم المواطنة كما يمكن الاستعانة بالأنشطة الثقافية والترفيهية الموازية داخل المؤسسات التربوية لنشر هذه المبادئ والقيم مثل تكوين نوادي ذات علاقة بهذه المبادئ والقيم والعمل على دعمها ونشرها على أوسع نطاق في المؤسسات التربوية والتعليمية .
إن نجاح أنظمتنا التربوية – التعليمية في نشر مبادئ حقوق الإنسان وقيم المواطنة وزرعها لدى الناشئة كفيل بخلق جيل جديد من الموطنين يغلب عليهم التوازن المجتمعي واحترام الأخر والمحافظة على أملاك المجموعة والتعامل بايجابية مع كل واجبات المواطنة ومبادئ حقوق الإنسان .
محمد العيادي
نقابي وحقوقي تونسي
#محمد_العيادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟