|
روح الله .. مقاربة بارا سيكولوجية واجتماعية
عماد البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 3112 - 2010 / 9 / 1 - 23:39
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ليس الغرض من هذه المقالة المختصرة هو مهاجمة معتقد ديني من الخلف ، ولكن الغرض الحقيقي هو محاولة إزالة التراب عن شيء مربك في العقيدة الثيولوجية ، بحثا عن أسلام أكثر جمالا من هذه الطبعة الصحراوية التي وزعها لنا مجمع ذرية السلف الصالح المنتشرون في كل مكان !! الموضوع المثير للغبار هو مسـألة روح الله التي وردت في القرأن في عدة مواضع ، فقد وردت على سبيل المثال : ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ) الحجر29 ،، ( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ) السجدة9 ،، ( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ) الأنبياء91 ،، هنا في هذه الآيات وردت لفظة روح الله بمعنى صريح ، فهي تتحدث عن امتلاك الله روحا خاصة يختص بها النخبة من عباده ، من يا ترى تلك الروح ؟؟ فهل هي جبرائيل ( ساعي البريد السماوي ) ، أم أدم هو نفسه ، أم قدرة الله ، أم كيان مقدس في الملكوت الأعلى ؟؟ .. الشيعة كان لهم خيارا فانطازي أخر ، يقولون بأن هذه روح الله هي نفســــــــها النبي محمد !!!! ، ( محمد مخلوق قبل أدم ) !! تلك الروح التي سكنت في أخر مطافها في الأمام المهدي الغائب !!!! بحكم المطاطية والزئبقية والتشكل حسب الحاجة التي سادت تفاسير المسلمين ، لم يعطي لنا أحد إجابة محددة عن هذه العقدة في هيكل النص القرأني ، فالجميع دخل في دوامة ما يعرف الظاهر والباطن ، الظاهر لجمهور المسلمين ، والباطن للراســخين في العلم !! تعقيد القضية من وجهة النظر الفلسفية تكمن في أن الله وروح الله دلالة على التركيب والتجزئة ، وهذا معناها كونه الله حادثا لا قديم !! فمن الذي خلق ؟؟ الله أم روحه أم كلمته ؟ ( في البدء كانت الكلمة ، والكلمة هي الله ) تلك التعقيدات في مسألة روح الله تبدو جلية أكثر في تعريف الروح بشكل موضوعي حتى نفهم أكثر حقيقة بأن مفسرونا الكرام نيام والماء تمشي تحت أرجلهم ، سجناء قلعة عمرها 4000 عام ، وأن أفكارهم تنتشر فقط في أســـــواق بيع الماشية !! تعريف الروح .. تعرف الروح في الأدبيات الباراســيكولوجية بأنها كيان مجهول الهوية والتركيب يسيطر على جانب داخلي في حياة البشر ، وتلعب الروح دورا جوهريا في الفصل بين مصطلحين متداخلين هما العقل والدماغ !! فتخليق المادة الحية من مركبات لا عضوية يحتاج لعامل مضاف يكمن بأنه النقطة المشتركة بين المادة الحية والغير الحية !! هذا العامل المجهول أسمه العلماء بالعامل الروحي ، حتى في الفيزياء النووية كان للعامل الروحي الخفي دورا كبيرا في رفع الغموض عن سلوك الإليكترون الغريب في نظرية هايزنبرك ، العامل الروحي عبر عنه أينشتاين بمقولته الشهيرة لهايزنبرك ( الله لا يلعب بالنرد ) .. هذا ما تتناوله الدوريات العلمية وخصوصا تلك التي تبحث عن معادل موضعي بين العلم وبين خرافات الدين التي تمحورت في مســــــــألة الستة أيام واستراحة الله في اليوم السابع !!! مصدر تلك الروح ليست هنا محور اهتمامنا ولكن إقرار وجودها يكفي بأن نكون محايدين أكثر من رؤية متطرفة تنادي بها بعض دوائر الإلحاد حاليا ، وحتى محايدين بالنسبة للمتدينين الذي جعلوا من مسألة الروح عبارة عن خيط تحكم بيد طاغية شهواني سماوي صاغوه في ســــــــوق نخاسة !! مسألة وجود روحا للرب تخص قضية حساسة أخرى وهي الفصل بين الروحية وبين الدين !!! فقضية الروح تتعلق بكلية الحياة والإنسانية عموما ، أما الدين فهو رابطة افتراضية بين البشر وبين موجد هذا البشر ، الدين ليس روحاني بالضرورة والأدلة على هذا الدساتير المقيتة التي وضعها أئمة الأكليروس الديني ، ( كالفصل بين الرجل والمرأة ، وقضية التمييز العرقي ) .. الحديث عن لله وامتلاكه روح منفصلة عنه هي دلالة أكيدة على إفلاس الدين فلسفيا ، ودلالة على العجز على فهم الحياة !! أدم لم يأتي من الله ولكن أتى من روحه !! ويسوع كذلك ، فهو جاء من عملية تلقيح بين روح الله وبين بيضة سيدة ناصرية عذراء !!! خالق الكون العظيم ، مهندس المجرات الكونية ومن كتب المعادلات الرياضية للسستم الذري المعقد يترك قوانين التفاضل والتكامل المقدسة ويهبط لكي يضاجع فتاة وديعة ، ويشعر بالغضب وتتوســــــل به الملائكة حتى لا يقلب الدنيا على مقتل رجل صالح ( الحسين بن علي ) وهو يدافع مبدأ أخلاقي رائع !!! فأي رسالة وأي رب فهمه الناس أذن ؟؟؟؟ شيخ جامع مدينتنا ســمعته يخطب بقوله بأن الله غضب على باكستان وأرسل لهم طوفان جرف مدنهم لأنهم على المذهب السني وليسوا من شيعة علي !!! .. والجيش الإسلامي في باكستان يتوعد بتصعيد الحرب والفيضان لم يوقف عمليات الجهاد !!! .. شيخ الجامع الشيعي وجيش طالبان في باكستان لهم العذر فيما يصرحون ، لأنهم يعبدون ربا مقسما لقطع ( رب متعدد التراكيب ) ، ربا يطابق مزاجياتهم الفكرية الموروثة من أنصاف الأباعر العرب الذين لم يفهموا كلمة واحدة من ما نطق النبي محمد ، لم يفهموا ســوى قوافل من الجواري تتكدس في شوارع المدينة !! النبي مات واقرب أصحابه يتهمونه بالهجر في الحديث !! .. رجال الدين في محاولتهم الفاشلة في تفسير الحياة يشبهون تجار العقارات الذين تسودهم حكمة رائعة في تعاملاتهم ، الحكمة ما معناها : ( الشراء من غبي والبيع لغبي ) ، فأي أله صامت أشتروا منه ، وأي بشر غبي باعوا لهم ؟؟؟ (( أي رســـــــــالة وأي رب فهمــــــــه الناس أذن ؟؟؟؟ )) اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا مقالة مهداة للمشردين والجائعين من الفيضان في باكستان
#عماد_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفكر في زمن الكوليرا .. أخر كتابات السيدة هاجر
-
عراق مابعد عام 2003 .. الكعكة الفاسدة !!!
-
حينما حاولت ثقافة ال ( ...... ) نقد نظرية دارون
-
دفاع عن الإلحاد .. !!!
-
حفلة موت على طريقة ( حاحا وتفاحة ) في مدينة الكوت
-
مسرد ميثولوجي متواضع مهدى لزمن مبعثر
-
أبن الراوندي .. شيء واشياء أخرى !!!
-
دليل متواضع لسلامة الدماغ العربي غذائيا
-
مالذي يحدث في مسرحية TRIFLES لسوزان غلاسبل
-
أنقسام الله وإعادة تشكيله !!!
-
كافكا .. اللحضات الأخيرة لنسر
-
أثنولوجيا قطع الرؤوس عند العرب .. الطقس والجذور
-
متى يكون العربي ليس عربيا !!
-
نحو لاهوت مخنث !!
-
الكانزفيلد في البارا سيكولوجيا .. وعن الكانزفيلد العربي الأس
...
-
جدلية الحب .. حسب قاموس بريجيت باردو !!!!
-
حين شرحت الشيوعية لجدتي ... لماذا أنا شيوعي ؟؟؟
-
عزرا ئيل بقبعته المكسيكية في مدينة الحلة سائحا !!!
-
من مفكرة نيزك يتسول في شوارع المجرة !!
-
أنا ونرجس ونيتشه ... الوحي بلون أحمر !!!
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|