أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عوده - أهلا بانتفاضة الفنانين والأدباء والأكاديميين في إسرائيل















المزيد.....


أهلا بانتفاضة الفنانين والأدباء والأكاديميين في إسرائيل


نبيل عوده

الحوار المتمدن-العدد: 3112 - 2010 / 9 / 1 - 21:53
المحور: القضية الفلسطينية
    



53 فناناً يهودياً من أبرز شخصيات المسرح في إسرائيل، ومن أهم مسارحها أعلنوا في رسالة جماعية، رفضهم الظهور والمشاركة في تقديم أعمال مسرحية، في نادي ثقافي بني في مستوطنة على أراضي فلسطينية احتلت بالقوة العسكرية، معتبرين الاحتلال وبناء المستوطنات مناقضاً للقانون الدولي، ومنافيا لحقوق مئات الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني سكان المناطق الفلسطينية المحتلة. وقد انبرى العديد من الأدباء اليهود البارزين والمحاضرين الأكاديميين الى الدفاع عن الفنانين ، وقال احد المحاضرين من الجامعة العبرية:" ان الفنون والعلوم هي رموز انسانية عالمية تتطور فقط في ثقافة مبنية على الحرية والنقد ، ولا يمكن ان تندمج مع نظام قمع واحتلال، لذلك نقول لنتنياهو وحكومته انهم لن ينجحوا بتحويل الفن والعلم الى حجارة شطرنج لنظام احتلال، والى متعاونين مع نظام قمع ينشط بسحق حقوق الانسان لمئات الاف البشر المسلوبي الحقوق" .وقال ردا على التهديد بتقليص الميزانيات للمسارح: "بأنه لم يسمع ان نتنياهو ووزير ماليته هددوا شاس بتقليص ميزانيات مدارسها ، لأن زعيمهم الروحي يشتم مئات الاف الأشخاص ( الفلسطينيين )ويتمنى لهم ان يموتوا بالطاعون ، هل هذه الأقوال " التربوية " مقبولة على رئيس الحكومة ووزير ماليته؟ اذن كيف يستطيع ان يهدد الفنانين ورجال العلم القيمين على حرية الرأي والابداع؟"
غني عن القول أن المسرح في إسرائيل، عرض في تاريخه الفني، العديد من المسرحيات، التي سببت غضب اليمين القومي الديني الصهيوني، وأخص بالذكر مسرحيات حانوخ ليفين، التي أثارت هياجاً يمينياً مجنوناً ومحاولات منع عرضها حتى عن طريق المحاكم، بما شكلته من طروحات سخرت حتى العظم من الفكر العنصري والإحتلالي والصهيوني الذي شكل الايدولوجيا الإسرائيلية الرسمية، والنهج الفكري والسياسي للمؤسسة الصهيونية الحاكمة.
الفن كان دائماً في طليعة الفكر المتنور، في مختلف الثقافات، وشكل المعيار الأخلاقي والإنساني لمختلف المجتمعات المتقدمة، وفي إسرائيل لعب المسرح، وما زال، دوراً بالغ الأهمية في نقد الفكر والسياسة، والتأثير الايجابي على الرأي العام في المجتمع اليهودي، ولكن يبدو أن توقيت رسالة أل 53 فناناً يهودياً، والتي جندت معها مئات المحاضرين والأدباء ورجال المجتمع ، لها هذه المرة قيمة مضاعفة وصفعه مدوية غير متوقعة في لحظتها التاريخية بالغة الحراجة والدقة للنظام اليميني العنصري المتمثل بحكومة متطرفين، لدرجة أن اليمين الصهيوني التقليدي في إسرائيل،متمثلا بشخصيات مثل وزير الدفاع الأسبق موشيه آرنس لم يوفر نفقده لنهجها وبدعها القانونية العنصرية،المعادية للجماهير العربية، بل وطرح المساواة من وجهة نظره التي لا نتفق معه على كل تفاصيلها.
أولا، تجيء هذه الرسالة عشية سفر الوفد المفاوض الإسرائيلي بقيادة رئيس الحكومة نتنياهو إلى واشنطن، لحفل افتتاح المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.
ثانياً، تجيء هذه الرسالة ووزراء الحكومة يتخبطون حول تجميد أو إنهاء تجميد البناء في المستوطنات، ولتقول لهم بصوت مدو ومن داخل البيت، إن احتلالكم ومستوطناتكم مخالفة للقانون الدولي، ولتعلن أن المجتمع اليهودي برجال الفكر والفن والعلم والأدب ضد الاحتلال وضد الاستيطان في مناطق احتلت فضل القوة العسكرية.
ثالثاً، تجيء هذه الرسالة في الوقت الذي تشن قوى اليمين حملة مكارتية مسعورة ضد أساتذة الجامعات، المعبرين عن موقف الفئات التي تقف في رأس السلم الاجتماعي، علميا وبحثياً وفكراً اجتماعيا وسياسياً، والذين لم يترددوا،ليس في رفض الاحتلال فقط، انما في إعطاء مصداقية للجامعات الأوروبية ولسائر الجامعات في العالم، بفرض مقاطعة أكاديمية على إسرائيل، بسبب استمرار احتلالها للأرض الفلسطينية وقمعها للشعب الفلسطيني وسحق حقوقه الانسانية.
رابعاً، الأدباء اليهود من كتاب وشعراء، عبروا مراراً بصوت واضح عن رفضهم للاحتلال والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، ورأوا في الاستيطان نهجاً مقامراً يلحق المآسي بالمجتمع اليهودي نفسه ، وهل يمكن نسيان خطاب الكاتب دافيد غروسمان في نقده لحرب لبنان ولعقلية القوة والإحتلال الرسمية ،والذي هز المجتمع الإسرائيلي بكا فئاته ؟!
خامساً، العاصفة أو العواصف التي أثارها ابراهام بورغ، رئيس الكنيست الأسبق ، بدءاً من كتابه المثير "لننتصر على هتلر" رامزاً إلى ضرورة الانتصار على "هتلر" الإسرائيلي الذي يعتمد لغة القوة في كل نهجه، وداعياً إلى إسقاط الصهيونية التقليدية، صهيونية هرتسل، لان صهيونيتة مصدرها اللاسامية، ويدعو للعودة إلى صهيونية أحاد هعام،وهو أديب يهودي روسي، كانت رؤيته أن اليهودية تعني المصداقية والاستقامة في التعامل مع كل إنسان وأن تبني الصهيونية مجتمعاً يشكل نموذجاً لسائر الشعوب، وأن تكون الدولة المنشودة، مركزاً روحياً لليهودية المتجددة والاستقامة والعدل، ولكن صهيونية هرتسل انتصرت في المؤتمر اليهودي الأول على صهيونية أحاد هعام.
بورغ يرى فشل صهيونية هرتسل، وأن الوقت حان للعودة إلى صهيونية أحاد هعام، بل وجاء في كتابه المميز " إن تعريف دولة إسرائيل كدولة يهودية، هذه بداية نهايتها، دولة يهودية يعني قنبلة، مواد للتفجير".
ولكن صفعة بورغ المدوية، كانت في إعلانه عن تأسيس حركة سياسية جديدة باسم "مساواة إسرائيل" يطرح فيها برنامجا سياسياً، لوهلة يبدو أنه برنامج لا جذور له في المجتمع اليهودي، ولكن تجيء رسالة الفنانين،والدعم الواسع من أبرز الأدباء ورجال العلم والأكاديميا، رغم الحملة الفاشية المسعورة ضدهم، لتقول أن زبده الفكر داخل المجتمع اليهودي في إسرائيل. بدأت تتحرك بقوة وتتنظم ساعة قبل لحظة الصفر، لتوقف الجنون الحربي الذي يسيطر على عقلية المؤسسة الحاكمة.
إذن نحن أمام إسرائيل أخرى، لم تعد تكتفي بالكلام، بل بدأت تتحرك، وهذا ما جعل رسالة الفنانين، أشبه بإلقاء قنبلة سياسية غير متوقعة، في لحظة بالغة الحراجة للفكر السياسي الرسمي السائد.
يقول بورغ: " إن الدولة التي تعيش على حرابها، والتي تسجد لأمواتها، نهايتها كما يبدو، أن تعيش بحالة طوارئ دائمة، لأن وجهة نظرها أن الجميع نازيون، كلهم ألمان، كلهم عرب، كلهم يكرهوننا، والعالم، بطبيعته، كان دائماً ضدنا.."
والمهم أن بورغ طرح في رؤيتة مع إصدار كتابة "لننتصر على هتلر"، رؤية سياسية قال فيها: في عام 2010 فقط ستبدأ سياسة جديدة في إسرائيل، بعد أن ينتهي دور جيل اولمرت – براك. سيجيء جيل من مجال الاقتصاد، من الأكاديميا ومن الفن، ربما عندها سيكون لي مكان".
أهلا بعودة بورغ، أهلا بانتفاضة الأدباء والفنانين ورجال الأكاديميا وسائر العقلانيين والإنسانين في المجتمع اليهودي.
ولننتصر على هتلر سوية !!
[email protected]
www.almsaa.net



#نبيل_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عوده - أهلا بانتفاضة الفنانين والأدباء والأكاديميين في إسرائيل