أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مالك مسلماوي - زمن بسعر الغبار














المزيد.....

زمن بسعر الغبار


مالك مسلماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3112 - 2010 / 9 / 1 - 01:00
المحور: حقوق الانسان
    


احترام الزمن هو احترام الحياة, ولا جدال ... ذلك إن الحياة هي الزمن المتحرك دوما إلى أمام , ومحور هذه الحركة هو (الفعل) .. يعني سلسلة الأفعال التي يصنعها الإنسان بوعيه وإرادته لتحقيق رغباته وطموحاته نحو حياة أفضل . فان غاب الفعل غاب الزمن وتوقفت الحياة ... الزمن بدون فعل لا يساوي شيئا , يفقد قيمته وجدواه. لكن عن أي فعل نتحدث ؟ الحيوان – أيضا – يمارس سلسلة من الأفعال باستمرار مما يجعله قادرا على مواصلة الحياة : يأكل ويشرب وينام ويصحو ويمارس الجنس ويدافع عن نفسه وعن ما يخصه .... الخ , وكل ذاك – أيضا – بوعي وارادة ... و حيثما اقترب الإنسان من (ابن عمه) الحيوان على النمط ذاته من الحياة , بات كائنا غرائزيا لا يختلف بطريقة العيش عن أي كائن في الطبيعة ! وهذا ما ينكره الإنسان ويحتج عليه , لأنه يعتبر نفسه الحيوان (الأرقى) , لما يتصف به من قدرات ادراكيه وذكاء فائق . وما شددت عليه (الجهات) التي انفتحت على المطلق وأسست لعلاقة الإنسان (المخلوق) بالإله (الخالق)...
الذي يعنينا هنا مسألة في غاية الأهمية , ألا وهي الإجابة عن السؤال الأهم في عصرنا الحالي : كيف نحترم الزمن ؟ وقد ذهبنا إلى التسليم بمقولة : إن الزمن هو الفعل , فاحترام الزمن هو احترام الفعل .. ويرد السؤال بصيغة أخرى : كيف نحترم (الفعل) لنحترم الزمن ؟
إن سلسلة الأفعال المتعاقبة هي التي تكشف بوضوح نوع الحياة وطبيعتها والغاية منها .. إذا ما هو الفعل الإنساني المطلوب في سبيل إثبات جدارته وأهليته لصنع حياة تليق به ككائن راق ؟
بالتأكيد سنحصل على كم مختلف من الإجابات باختلاف الجهات المسؤولة حسب التنوع في البنى الفكرية والتكوينات النفسية والاجتماعية , وطرق التعبير عنها ..وقد تصب في مجرى واحد أو مجار مختلفة , إنما تبرز مسألة أخرى مهمة تلك هي المفارقة الدائمة (عندنا) بين الفكرة و تطبيقها , أو بين القول والفعل (النظرية والتطبيق) وفق المقولة الشائعة في الأدبيات السياسية ..لكن لاحظ الإجابات المتوقعة:
الفعل : هو مرضاة الخالق
الفعل : هو مرضاة الضمير
الفعل: هو مرضاة المجتمع....
لكننا نفترض دائما إن هناك فهما خاطئا , ما دام هناك ضمور و خلل في منظومة الوعي على المستوى الفردي والجمعي , ذلك ما ندركه ونلمسه على ارض الواقع المتهم بالخمول وفقدان الوعي , وإلا فمن أين نأتي بهذه النكسات والنكبات المتتالية لنبرهن بها بإصرار على فشلنا السياسي والاقتصادي والأمني...؟
أقول : من مساوئنا أننا اعتدنا أن لا نحترم الزمن , ولا نقيم له وزنا .. دأبنا على قتله لمناسبة وغير مناسبة , وهو أكثر الأشياء الضائعة في مجتمعنا , فمن المعتاد أن يذهب يوم الإنسان باهتا خاليا من الجدوى , ثم يمر يوم آخر وآخر لتطول سلسلة الأيام المهدورة حتى انقضاء العمر! ومن حق الإنسان البسيط أن لا يسال : كيف ضاع يومه أو عمره في غفلة منه , لأنه محكوم على الدوام بثقل الظروف وشبكة من (الأوجاع) اليومية في صراعه من اجل البقاء .. وتبدو الحياة دائرة مغلقة يمارس فيها موته البطيء .. وأول ما يموت فيه هو الرغبة في الحياة ! فمن يعلّمه صناعة الأسئلة ؟ ومن يفتح له الدائرة ليبحث بوعي كاف عن الإجابات الشافية ؟ ومن يزرع في نفسه الثقة لامتلاك وعيه وإرادته في العبور نحو واقع جديد , إذا كان إنساننا هذا قد بتر وعيه وتلاشت ثقته بنفسه وبالآخرين , فاستهوته الخرافة , والتبعية , والتكيف مع الواقع المريض ؟!
إن هذا الانطواء والجمود له أكثر من سبب متأصل , أهمها عزل العقل وتجريده من سلطته في الكشف عن المشكلات العميقة الراكزة في الأنساق الاجتماعية القائمة , من اجل تكريس دور (العقل الآخر) الذي يستمد سلطته من (الماورائيات) المتفاقمة خلال المراحل المظلمة و ما أكثرها في تاريخنا المليء بالانكسارات . واهم ما أنتجته ذلك العقل , هو النظرة الدونية للحياة على إنها معبر نحو الحياة الأخرى , فهي (وسيلة) وليست غاية , ولذا فمن يختار حياته يتهم بالانحراف , لأنه اختار ما هو دوني على ما هو سام وخالد ! ذلك ما أسس ل(أزمة الوعي) التي أدت إلى تحجر العقل ومحاصرته من جميع الجهات . ضمن شبكة معقدة من الممنوعات والمحرمات . وقد أدى ذلك إلى بقاء العقل هو هو منزويا في الزمن الساكن , يجتر التاريخ وينأى عن أي تطلع ..ثم تأتي العوامل الاجتماعية والاقتصادية المتردية التي استنزفت وعي الإنسان وصادرت حريته فأصبح تابعا ذليلا , وصيدا سهلا للمؤسسات اللاهوتية والإيديولوجية والسياسية .
أعود وأقول : من مساوئنا أننا لا نحترم الزمن , لأننا بلا إرادة ولا فعل ولا نظرة جريئة لما جرى ويجري .. لاحظ كم من الزمن الثمين يضيع منا في المراجعات والمعاملات في الدوائر الرسمية وشبه الرسمية ! وما مقدار الزمن المهدور في (نقاط التفتيش) والطرق المغلقة والشوارع المخربة ومحطات الوقود!؟ وما عدد الأيام العاطلة في المناسبات السياسية والوطنية والدينية ... والحديث يطول عما نحن فيه , فهل لهذا من انتهاء ؟؟ وهل لهذا العقل من قدحة ؟؟...



#مالك_مسلماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن بسعر الغيار
- من مؤسسِّات العنف في الفكر الإسلامي


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مالك مسلماوي - زمن بسعر الغبار