أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - توضيح حول حديث ديني لي يرجع إلى 2005














المزيد.....

توضيح حول حديث ديني لي يرجع إلى 2005


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3111 - 2010 / 8 / 31 - 17:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فوجئت اليوم بمشاهدة نفسي على الشرقية في الحادي والثلاثين من آب الجاري، حيث بثت الفضائية المذكورة ما عنونته بحديث ديني في ذكرى استشهاد الإمام علي، والحديث يعود تاريخ تسجيله إلى رمضان عام 2005، يوم كنت عضوا في الجمعية الوطنية الانتقالية، ويوم كنت ما زلت من الناحية السياسية إسلاميا، وإن كنت إسلاميا ديمقراطيا آنذاك، حيث سجلت لي الشرقية أكثر من عشرين حديث ديني قبيل رمضان تلك السنة، لتبث حلقاته بثا شبه يومي أثناء أيام رمضان. مع العلم إن الشرقية كانت قد أعادت بث بعض أحاديثي الدينية تلك في السنة اللاحقة، أي عام 2006، أي بعد إعلان استقالتي من حزب الدعوة، وتحولي نحو الخيار العلماني، فسارعت بالاتصال بهم راجيا عدم مواصلة بث بقية الأحاديث. واليوم وبعد خمس سنوات أراني ثانية على الشرقية بلحيتي الشرعية، وبخاتمَي التدين في يميني. لذا أحببت أن أنشر هذا التنويه والتوضيح لرفع اللبس. فأنا منذ تحولت إلى العلمانية (السياسية)، قررت ألا أكرر ضلوعي بدور الواعظ أو الداعية الديني. طبعا العلمانية التي أفهمها، والتي تعني الفصل التام بين الدين والسياسة، لا تعني أن يتخذ العلماني موقفا مغايرا للدين، بل العلمانية تجعل الدين والتدين شأنا شخصيا محضا. إذن لماذا اعتراضي على بث حلقة لي في أحاديث دينية، هل هذا يعني أني أصبحت مخالفا للدين؟ أقول الذي جعلني أرفض لنفسي الضلوع بمثل هذا الدور، هو لكوني متصديا للشأن السياسي، ولكوني من دعاة العلمانية عن قناعة عميقة، ولذا رأيت آنذاك أنه لم يعد يناسبني أن أقوم بدور يضطلع به عادة رجل دين. ولكن قد يعترض عليّ ثمة رجل دين علماني، لأنه لا يرى ضيرا في أن يتصدى للشأن السياسي، وبخطاب علماني، على ضوء رؤية شرعية له، كما كنت أتبنى من رؤية إسلامية علمانية حسب فهمي آنذاك. أما أنا شخصيا فلي مبرراتي في رفض أن يكون السياسي رجل دين أو رجل الدين سياسيا. وهناك سبب آخر يجعلني أرفض بث أحاديثي الدينية القديمة، وهو أن لي حاليا فلسفتي وفهمي الخاص للدين وللتاريخ الديني، يتفاوت عما كنت أتبناه في السابق، وهذا موضوع آخر لا علاقة له بالشأن السياسي، لأن موقف السياسي المؤمن بالديمقراطية العلمانية من الدين إيجابا أو سلبا، هو أمر شخصي محض، فالديمقراطي العلماني يمكن أن يكون مسلما مقتنعا بالإسلام وملتزما بأحكامه، أن يكون شيعيا أو سنيا، ويمكن أن يكون مسلما مؤمنا متجاوزا للمذاهب في فهم الدين، ويمكن أن يكون مسلما غير ملتزم بأحكام الإسلام، أو ليس ملتزما بكل تلك الأحكام، كما له أن يتخذ هذا الموقف أو ذاك من دينه، كمسيحي أو صابئي أو إيزيدي أو ما سواه من أتباع الديانات المختلفة، أو يكون إلهيا لادينيا، أو يكون ملحدا، المهم هو أن يكون السياسي إنسانيا وعقلانيا، أو يجهد نفسه أن يكون كذلك، وأن يؤمن بالديمقراطية وبعراقية المشروع السياسي، بعيدا عن التخندق الديني أو المذهبي أو القومي أو العشائري.
لا أقول إني غيرت كل وجهات نظري فيما طرحته آنذاك في حديثي الديني المسجل للشرقية، لكن نظرتي للتاريخ وللمذاهب وللدين قد تطورت باتجاه آخر، هو اتجاه الإيمان بالله وتنزيهه من كل ما لا ينسجم مع المثل الإنسانية والقواعد العقلانية والمبادئ الديمقراطية والرؤى العلمانية الليبرالية، لأني أفهم الله سبحانه وتعالى أنه يحب كل ما ذكرت، ولكن تبقى الحقيقة، لاسيما المتعلقة بعالم ما وراء الطبيعة، تبقى نسبية، فيما أفهمه، وفيما يفهمه أي إنسان، بما في ذلك فقهاء ومفسروا الدين، والمفكرون والفلاسفة والمثقفون.
المهم في تنويهي هذا، ضياء الشكرجي عام 2010 والحمد لله ليس ضياء الشكرجي عام 2005، وإن كان الجوهر الإنساني والعقلاني هو الملازم لي في كل تحولاتي أو مراحل تطوري دينيا وسياسيا وفلسفيا. مع احترامي ومحبتي لكل من يوافقني وكل من يخالفني، ما زلنا نشترك في قاعدتين أساسيتين، هما الإنسانية والعقلانية، وعلى المستوى السياسي تكون المشتركات الوطنية والديمقراطية.
31/08/2010



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث وقفات مع المالكي في حواره الخاص
- محمد حسين فضل الله
- مع مقولة «المرأة ناقصة عقل وحظ ودين»
- مع تعليقات القراء المحترمين 2/2
- مع تعليقات القراء المحترمين
- مقولات فيها نظر
- العلمانية والدين
- فلسفتي في الحرية والمسؤولية
- فلسفتي في الوطنية والإنسانية
- ماذا يعني توحيد (دولة القانون) و(الوطني)؟
- وجهة نظر عراقية في الفيدرالية 2/2
- وجهة نظر عراقية في الفيدرالية 1/2
- شكر للقوى الشيعية والسنية لإنهائها الطائفية السياسية
- مع الأستاذ الحراك والحوار حول المشروع الوطني الديمقراطي
- الخطاب السياسي المغاير ما بين الدبلوماسية المفرطة والهجوم ال ...
- العلمانية والديمقراطية والليبرالية بين الإسلام والإسلامسم 2/
- لماذا نقدي المتواصل لتسييس الدين والمذهب والمرجعية
- الملحدون الإلهيون والمرتدون المتدينون
- ثورة إيران في ذكراها السابعة والعشرين
- نداء تاريخي إلى الحزب الإسلامي العراقي وحزب الدعوة الإسلامية


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - توضيح حول حديث ديني لي يرجع إلى 2005