-المرأة والنرجيله-

حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)

الحوار المتمدن-العدد: 3111 - 2010 / 8 / 31 - 09:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

وحدهم الشعراء من يستطيع أن يجعل من شىء يعتبر تافها لدى البعض بطلا حقيقيا تخصص لها مئات الصفحات وأوقات كثيره من البناء والصهر وشحذ الذاكره والمشاعر ، أعرف أحد هؤلاء وهو شاعرا تونسيا قد أصدر ديوانا كاملا يتناول فكره واحده تدور حول صعلوكا مات على أحد أرصفة البنوك في تونس ليحوله لاحقا في ديوانه الى أسطورة..
أما الشاعر بول شاوول فقد خصص ديوانه الشعري الجديد (دفتر سيجاره) لمحاورة كائن صغير هو السيجاره !
ويقول الشاعر عن المرأة التي تلتهم سيجارتها " كلما أشعلت سيجاره أزداد وجهها ضيقا وانغلاقا ، حتى تظن أنه أمام أبواب موصده أمامه بلا رحمه "
اذن لتدخين النساء شأن آخر ...
وقد كثرت في الآونه الأخيره التحقيقات الصحفية التي تملىء الصحف والمجلات لتناقش قضية تدخين النساء للسيجارة أو النرجيلة ، باعتبارها تفقد المرأة أنوثتها بل وربما تحمل ايحاءات غير أخلاقية ..
الا أننا عندما نقول "المرأة والنرجيله" فان الموضوع بحد ذاته وبصياغته الحاليه يدل على تمييز كبير ضدها لأننا لن نتوقع موضوعا عن (الرجل والنرجيه) مثلا ..
في مجتمع يعتبر أنه من الطبيعي والبديهي أن يدخن الرجل السيجارة أو النرجيله وان كانت مؤذيه من الناحيه الصحية أو تحولت الى حالة ادمان تدفعه لقضاء معظم الوقت في المقاهي في حين أن المرأة يجب أن تلتزم بما هو متوقع منها بحسب الأعراف الاجتماعيه لذا ينبع هذا الرفض من القمع الذي يفرضه المجتمع يوميا على جسد المرأة وحرياتها فالشق الواسع من ملف التدخين مؤخرا لم يعد منصبا على الضرر الصحي بل على معارضة المجتمع الشرقي للمرأة المدخنه !
النرجيله ..ضيف الشرف الدائم في أي لقاء أو جلسه في المقاهي والمطاعم وحتى المنازل في رمضان وعلى مدار العام ظاهره عربية بامتياز قد أنتشرت وانتهى الأمر ولسنا في معرض مناقشة انتشارها من عدمه انما أصبحنا في مرحلة التعرف على أسباب هذا الانتشار وما الذي تحمله هذه الساحره حتى سلبت لب الكثيرين ولم تستثني حتى المرأة وأنوثتها المذبوحه على مقصلة النرجيلة!
وفيما كان تفسيبر الادمان ينحصر في نظرية( فرويد ) الذي يؤكد على أن التدخين هو نقص في التطور النفسي الجنسي وهو دليل على حاجات عاطفيه لم تشبع أصبحنا في صدد تفسيرات أخرى توحي بأن التدخين ما هو الا تنفيس عن القلق والضغوط النفسية وادمان يساعد على تخفيف الألم دون أن يقضي عليه .
اذن نستطيع أن نتخيل المقاهي مليئة بكل هؤلاء الغير مشبعين عاطفيا أو المنهكين عصبيا فهذه الاداة تستعمل يوميا ولساعات طويلة بواسطة أكثر من مليون انسان من الرجال والنساء ..
لكن الفنان فارس كرم كسر القاعده و قرر مؤخرا أن يدعو المرأة الى تدخين النرجيله في أغنيتة (ريتني أرجيله) لينقلنا بفعل شعبيته الطاغيه الى عصر جديد ومفهوم جديد للأنوثة العصرية تدخن فيها المرأة النرجيلة بكل ثقة ودلال حتى ليتمنى الرجل أن يصبح تمبك معسل تحرقة في نرجيلتها !!
فما رأي النساء ؟

#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات