حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 942 - 2004 / 8 / 31 - 11:23
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
خلال زيارتي الى الوطن الحبيب التقيت مع الكثير من الاحبة والاصدقاء , ولكن اكثر ما اثار انتباهي حديث ذلك الرجل الذي عبرته الايام باعوامها السبعين , واتعبته مشاكل ومصاعب الحياة , وعاش الاحداث بحلوها القليل ومرها الكثير , حينما قال لي (عمي نحن مكتوب علينا نعيش بلا فرح بسبب العفالقة البعثيين وقطار الامريكيين ) !! .
وواصل حديثه عن ذلك اليوم السعيد , يوم اشرقت الشمس بقيام ثورة الشعب في 14 تموز 1958 , وعن قائدها الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم وصحبه الوطنيين من الضباط الاحرار , حيث فرح العراق كل العراق , بذلك الحدث التاريخي المجيد , ولكن يا حيف لم تدم الفرحة طويلا .
عندما استيقظنا في ذلك الصباح المشؤوم الثامن من شباط 1963 , اليوم الدامي في تاريخ العراق الحديث , حينما قاد زمر الحرس القومي الفاشيست انقلابهم الاسود وقتلوا البشر ودمروا الزرع والصخر , واعلنوا هؤلاء العفالقة بصريح العبارة ووضوح الكلام , وباعلى الاصوات , وامام الجميع جئنا لكم بالقطار الامريكي !!! لنقتل فرحتكم قبل ان تتجذر وتترسخ وتثمر , وهذا ما حصل فعلا منذ ذلك التاريخ الى يوم 9 نيسان 2003 .
بقي القطار الامريكي وراكبيه العفالقة على سكة التامر والقتل والحروب وخنق الديمقراطية , مع تعاقب الانظمة وتغيير الوجوه , واختلاف المناصب وتبدل الكراسي , وتكرر المشهد نفسه وقتلت الفرحة من جديد في انتفاضة اذار المجيدة عام 1991 , بعد ان امتدت اليد الامريكية مرة اخرى من جديد لانقاذ النظام الدكتاتوري الذي بدا يتهاوى وكان على وشك السقوط .
وتواصل الحديث مع ذلك الرجل الذي ترك وراءه تلك الفرحة التي قتلت في مهدها مرتين كما يقول في شباط 1963 , وفي اذار 1991 , وتابع حديثه قائلا منذ سنين ونحن بانتظار ذلك اليوم القادم , يوم القضاء على الدكتاتورية ولكن بيد ابناء شعبنا وليس بيد الاخرين .
كنا بانتظار استقبال الفرح القادم ليدق اابواب عوائل الشهداء والارامل واليتامى وكل متضرري حروب وارهاب الدكتاتورية , وتعم الفرحة ويتحقق الحلم المؤجل .
وقال بكل حسرة والم ان هذه المرة دخل القطار الامريكي العراق من اوسع ابوابه وان اسقط صدام ونظامه لكن لم تكتمل فرحتنا بعد , بوجود الاحتلال , وبدخول الغرباء الارهابيين وظهور المجرميين هؤلاء جميعا من مرتزقة الحروب , وعصابات الارهاب وبقايا النظام المهزوم , وقوى التطرف والتخلف والتعصب .
اذن هؤلاء جميعا من قتل الفرح فينا .
وهكذا فقد الامل وقتلت الفرحة وضاع الحلم من جديد , وحل الخراب وتواصل الارهاب , والجميع بانتظار قادم الايام وعلى شفاههم ذلك السؤال الدائم .
هل يمر الفرح يوما بارض العراق ويسود السلام والامان ؟ .
وختم الرجل الجليل حديثه , نحن موعودون مع الفرح القادم ,, لكن بعد انهاء الاحتلال , والقضاء على الارهاب , وانجاز استقلال البلد التام واختيار الشعب لممثليه الحقيقيين .
والى اللقاء مع الفرح الدائم الجميل الذي يحتضن عراق الجميع .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟