السفير
الحوار المتمدن-العدد: 202 - 2002 / 7 / 27 - 09:15
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
أثبتت دراسة ايطالية حديثة ان التربة في منطقتي الخليج والبلقان التي تلوثت ببقايا الاسلحة المصنوعة من اليورانيوم المنضب تشكل خطرا كبيرا جدا على اطفال السكان المحليين، وان اللعب بالتربة يزيد كثيرا من فرص اصابتهم بالسرطان وبتضرر الكليتين.
ويعتبر الامر مجرد استنتاج واحد من بين عدد من الدراسات الحديثة حول سلامة او ضرر اليورانيوم المنضب الذي تستخدمه الجيوش في القنابل المصممة لكي تخترق دروع الدبابات، والتي نشرت في العدد الاخير من مجلة <<الاشعاع البيئي>> الهولندية.
وأشارت الدراسة الى ان الاطفال المقيمين في مناطق تعرضت لليورانيوم المنضب، يتعرضون لنسبة من الاشعاع تزيد عن حدود السلامة المعترف بها عالميا. كما ان استنشاق غبار المعادن الثقيلة السامة قد يعرقل عمل الكليتين.
يذكر ان اكثر من 270 طنا من اليورانيوم المنضب انتشرت في منطقتي الخليج والبلقان في العقد الماضي، معظمه استخدمته القوات الاميركية. وتبدأ المشكلة حين تصيب القنابل اهدافا صلبة جدا، حيث يشتعل اليورانيوم المنضب ويشكل غمامة من غبار اوكسيد اليورانيوم.
وقدر الباحثون، بعد حصولهم على احصاءات وتقييمات من برنامج البيئة التابع للامم المتحدة، ان الطفل الذي يستنشق 0,1 غرام من غبار اكثر المناطق تلوثا، سيحصل على جرعة من الاشعاع قدرها 1,44 ميليسيفرت، علما بأن الحد الاقصى المسموح به لعامة الناس حسب توصيات المفوضية الدولية للحماية من الاشعاع لا يتعدى الميليسيفرت الواحد. وقال عالم الفيزياء في جامعة فلورنسا دانيال دومينيتشي، ان <<الاطفال الذين يستنشقون الغبار الملوث جدا قد يزيدون من احتمال اصابتهم بالسرطان، كما ان اي طفل يبتلع حفنة بسيطة من التربة الملوثة جدا يتلقى كمية مقدارها 120 ميليغراما من اليورانيوم المنضب، وهي كافية لتدمر كليتيه>>.
ودعا دومينيتشي الى وضع خرائط للمناطق الملوثة وتنظيف اكثرها تلوثا، والى اتخاذ اجراءات خاصة في المواقع التي استهدفتها اسلحة اليورانيوم المنضب.
وكان كتاب بعنوان <<اليورانيوم المنضب: الحرب الخفية>> وضعه كل من مارتن ميسونيير وفريدريك لور وروجر تيلينغ، واستند الى وثائق عسكرية وحكومية اميركية، اشار الى ان قذائف اليورانيوم المنضب التي اطلقت في حربي الخليج وكوسوفو احتوت على آثار من عناصر تشير الى احتمال وجود البلوتونيوم وغيره من العناصر النووية الثانوية السامة، متهما وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) <<بخداع>> العالم عندما شددت على سلامة استخدام قذائف اليورانيوم المنضب. وبنى مؤلفو الكتاب ادعاءاتهم على دراسات قادتهم الى ثلاث منشآت نووية اميركية في بودوكا (كنتكي) وبورتسماوث (اوهايو) واوك بريدج (تنسي)، تصنع اليورانيوم المنضب، و<<تعرض آلاف العمال فيها الى الاشعاع والمواد الكيميائية التي سببت السرطان وادت الى حالات من الوفيات المبكرة>>. (يو بي آي)
#السفير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟