|
لماذا لم يختر اللّه انبياء ورسلا من النساء؟
كامل علي
الحوار المتمدن-العدد: 3108 - 2010 / 8 / 28 - 18:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا لم يختر اللّه انبياء ورسلا من النساء؟ وهل عقل المرأة اقلّ كفاءة من الرجل؟ سؤالان يلحّان على عقل الانسان والاجوبة تأتي متناقضة حسب المعتقدات المختلفة للانسان. المؤمنون بالاديان السماوية ( اليهودية والمسيحية والاسلام) يعتقدون بأنّ عقل المرأة اقلّ كفاءة من عقل الرجل. السبب الرئيسي لهذا الاعتقاد هو التشريعات الّتي جاءت بها هذه الاديان. فالدين اليهودي استند على خرافة خلق اوّل أمرأة (حوّاء) من ضلع اول رجل (آدم)، لذا فالجزء يكون اقلّ شأنا من الكل، والمسلمون تبنّوا هذه الخرافة في عقيدتهم. انّ التشريعات الّتي جاءت في القرآن حول حقوق المرأة وواجباتها ثبّتت في لاوعي المسلمين الاعتقاد بانّ عقل المرأة اقلّ كفاءة من عقل الرجل، وأرسخت الاحاديث المنقولة عن محمّد هذا الاعتقاد. - للذكر مثل حظ الانثيين ( تشريع الميراث).... حسب القرآن. - شهادة امرأتان تعادل شهادة رجل واحد( تشريع الشهادة في القضاء).... حسب القرآن. - الرجال قوّامون على النساء اي لهم السيطرة وحق القيادة في البيت والمجتمع.... حسب القرآن. - النساء ناقصات عقل ودين.... حديث نبوي. - معظم اهل النّار من النساء.... حديث نبوي يصف محمّد فيه مشاهداته اثناء الاسراء والمعراج. - اذا جاءكم غائط او لامستم النساء فتيمموا صعيدا طيبا( اي انّ النساء والغائط في كفّة واحدة).... حسب القرآن نكتفي بهذا القدر لأنّ القائمة تطول. يقول المدافعون عن تشريع الشهادة في المحكمة بأنّ المرأة عاطفية اكثر من الرجل لهذا تكون شهادتها متأثرة بعاطفتها لكنّ البحوث النفسية اثبتت بأن العقل العاطفي ارجح في الاحكام من العقل الغير العاطفي. امّا المدافعون عن قوّامة الرجال وكون حقّه في الميراث ضعف حق المرأة فأنهم يقولون بأنّ الرجل هو الّذي كان يعمل من اجل توفير القوت للعائلة في المجتمع الجاهلي والمرأة لا تعمل ولكن ما بال المجتمعات الحديثة في القرن الواحد والعشرين؟ الا تعمل المرأة اليوم جنبا الى جنب مع الرجل في جميع المجالات؟ ايتوجب علينا حجر النساء في البيوت حتّى نبرر صحّة هذا التشريع ونثبت بأنّه منزّل من الله؟ الا يدلّ هذا التشريع انّ القرآن تشريع خرج من رحم مجتمع صحراوي ذكوري وملائم لذلك المجتمع فقط، ولا يمكن تطبيق معظم تشريعاته في عصرنا هذا وفي العصور المقبلة. ربّ متسائل سيتساءل، لِمَ معظم الانبياء والقادة والعباقرة والفلاسفة والشعراء عبر التاريخ كانوا من الرجال؟ موجِد علم التحليل النفسي سيجموند فرويد له رأي في هذا الموضوع، يقول فرويد: انّ السبب في كون معظمهم من الرجال هو الحسد، انّ الرجل في لاوعيه حسد المرأة لانها تنجب الاطفال وبعبارة اخرى تخلق انسانا في رحمها وتنمّيه لتسع اشهر في جوفها، امّا دور الرجل في عملية الخلق هذه فيقتصر على وضع النطفة الّتي لا تستغرق سوى دقائق معدودات، لهذا لجأ الرجال عبر تاريخ الانسانية الى سد الشعور بالنقص هذا ومقارعة قدرة النساء على الخلق بخلق الافكار والفنون والفلسفة والادب وايجاد التشريعات الدينية والادعّاء بالنبوّة. ولكّن القول بأنّ المرأة لم تؤثّر في سير المجتمعات الانسانية قول لا يجانب الحقيقة، فالمرأة كانت لها حضور في تاريخ الحضارة الانسانية، فالعديد من الآلهة للحضارات القديمة كانت من الجنس الانثوي كعشتار وايزيس وافروديت وفينوس كما ظهرت نساء ملكات كبلقيس ونساء اثرنّ في التشريعات الدينية كقرّة العين الّتي حازت على اعجاب معاصريها من رجال الدين الاسلامي في ايران والعراق وبزّت في طروحاتها ومناقشاتها علماء الدين في عصرها، كما استطاعت المرأة ان تؤثر على مجريات التاريخ كزوجة في بلاط الملوك والسلاطين والاباطرة وكنّ في بعض الحالات يحكمن من وراء الستار، وليس من نافلة القول ماقاله احد الحكماء بأنّ وراء كلّ عظيم أمرأة، ولو انّ هذا القول فيه اجحاف بحق المرأة لأنّه يضعها خلف الرجل ومكانها الطبيعي بجنبه ولكنّه يدلّ على ذكاء المرأة وتأثير هذا الذكاء وفعالية تأثيره على انجازات الرجل العظيم . انّ المرأة المثقفة الواعية هي اساس ولبنة تغيير المجتمع نحو الافضل ومن اسباب تخلّف مجتمعاتنا الشرقية والاسلامية جعل المرأة اقل اعتبارا من الرجل وانّ التشريعات الاسلامية هي من اهم اسباب تخلّف مجتمعاتنا بسب نظرته الدونية للمرأة. اعتقد انّ سبب اعتبار المرأة في الاسلام اقل شأنا من الرجل هو انّ المشرّع كان يعيش في مجتمع يسيطر عليه الرجال، فلو افترضنا انّ محمّدا صار نبيّا في القرن الواحد والعشرين لجعل حق المرأة في الميراث مساويا للرجل ولجعل شهادتها مساوية للرجل في المحكمة ولم يدعّي بانّ اكثر اهل النار من النساء. أنّ وعود القرآن للنساء في الجنّة ليست متكافئة مع وعوده للرجال، فالرجال يوعدون بحوريات كواعب اترابا يستطيعون ممارسة الجنس معهنّ انّى يشاؤون، اما النساء فلا يوعدن بشروى نقير. يقول أبن كثير في تفسير (( وكواعب أترابا )) مايلي: أَيْ وَحُورًا كَوَاعِب قَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَغَيْر وَاحِد " كَوَاعِب " أَيْ نَوَاهِد يَعْنُونَ أَنَّ ثَدْيهنَّ نَوَاهِد لَمْ يَتَدَلَّيْنَ لِأَنَّهُنَّ أَبْكَار عُرْب أَتْرَاب أَيْ فِي سِنّ وَاحِد كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانه فِي سُورَة الْوَاقِعَة قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الدَّسْتَكِيّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي سُفْيَان عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن تَيْم حَدَّثَنَا عَطِيَّة بْن سُلَيْمَان أَبُو الْغَيْث عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن الْقَاسِم بْن أَبِي الْقَاسِم الدِّمَشْقِيّ عَنْ أَبِي أُمَامَة أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّث عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " إِنَّ قُمُص أَهْل الْجَنَّة لَتَبْدُو مِنْ رِضْوَان اللَّه وَإِنَّ السَّحَابَة لَتَمُرّ بِهِمْ فَتُنَادِيهِمْ يَا أَهْل الْجَنَّة مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ أُمْطِركُمْ ؟ حَتَّى إِنَّهَا لَتُمْطِرهُمْ الْكَوَاعِب الْأَتْرَاب " . بعد هجرة المسلمين من مكّة الى المدينة المنوّرة امتدح القرآن تضحيات المؤمنين الّذين هاجروا وتركوا اموالهم وديارهم ولم يذكر المؤمنات اللواتي هاجرن فأعترضت احدى النساء المؤمنات على هذا الغبن الّذي اصاب النساء عند محمّد وتمّ تصحيح الوضع بآية اخرى نزلت بعد ذلك. يذكر الشيخ جلال الدين السيوطي في كتابه (لباب النقول في اسباب النزول) مايلي: أخرج عبدألرزاق وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم وأبن أبي حاتم عن أم سلمة أنّها قالت: يارسول ألله لا أسمع ألله ذكر ألنساء في ألهجرة بشيء فأنزل الله (( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ )) سورة آل عمران ألآية 195. إذا كانت هذه الرواية غير ملفقّة فإنّ أم سلمة تُعتبر أول أمرأة تدافع عن حقوق بني جنسها في تاريخ ألإسلام. وأخيرا فأنّ نظام تعدد الزوجات ونظام الجواري والسبايا وماملكت ايمانكم فيه اجحاف شنيع بحقوق المرأة ودعوة مفضوحة الى العبودية.
#كامل_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الملائكة كتبة الاعمال
-
عذاب القبر والملكان منكر ونكير
-
هل هناك حاجة لتنقيح وتجديد الاديان الابراهيمية؟
-
هل ألشيطان معضلة أم حل؟
-
قصّة إيمان أبوبكر ألصدّيق
-
لماذا نقد ألأديان ألإبراهيمية؟
-
سبارتكوس
-
مسنجر بين الجنّة وجهنم-2
-
ابراهيم والاله الواحد
-
عبارات ساخرة من العراق
-
باراك حسين اوباما وعثمان بن عفّان
-
تكهنات علماء المستقبل
-
حوار مع رائيلي
-
سليمان والهدهد
-
عيسى ابن مريم ومعجزاته
-
اسباب نزول الايات القرانية
-
نزول الوحي في الجبل
-
خلق الانسان
-
عراق اه يا عراق
-
نوح وقصة الطوفان
المزيد.....
-
خلي طفلك ينبسط بكل جديد ومفيد.. طريقة تثبيت قناة طيور الجنة
...
-
الدفاع المدني السوري: انفجار سيارة مفخخة أمام المسجد الكبير
...
-
عاجل | الدفاع المدني السوري: انفجار سيارة مفخخة أمام المسجد
...
-
“صار عنا بيبي صغير”.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجدي
...
-
ابسطي أولادك ونزلي لهم تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 بخطو
...
-
ما ما جابت نونو صغير.. تردد قناة طيور الجنة على النايل سات و
...
-
نقيب الأشراف: اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى عمل إجرامي
...
-
عصا السنوار وجد روح الروح وفوانيس غزة .. «الشروق» تستعرض أبر
...
-
العالم يحتفل بعيد الميلاد ليلة الـ24 من ديسمبر.. هل تعلم أن
...
-
“صار عندنا بيبي جميل” بخطوة بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ا
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|