أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مهند السماوي - المعارضة بين الواقعية والمثالية:2















المزيد.....

المعارضة بين الواقعية والمثالية:2


مهند السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3107 - 2010 / 8 / 27 - 20:03
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


المعارضة بين الواقعية والمثالية:2

ومن الطريف ذكره في هذا النوع من المعارضة ان شاه ايران السابق محمد رضا بهلوي الذي كان حاكما مطلقا في بلاده تصور ان المعارضة هي لعبة قادر على ادارتها وتوجيهها بما يمكن النظام من منع وجود احزاب معارضة حقيقة تهدد استقراره واستمراريته او على الاقل اضعافها من خلال سحب المؤيدين لها او الادعاء بسلوك المنهج الغربي الذي يدعو له،فقام في فترة الستينات بخلق حزبين هما وهميين في الحقيقة يضمان اتباع النظام ويلعبان لعبة الموالاة والمعارضة!ولكن تصوره الخاطئ هذا لم يعبر عن مشاعر الغالبية الساحقة مما جعل الحزبين محصورين ضمن اجهزة النظام المتعددة ثم جاء قراره بتوحيد الحزبين في حزب واحد عام 1975! وكأن عملية خلق المعارضة تتم بتلك السهولة، ثم العودة بعد عامين على خلق جناحين متعارضين ضمن الحزب الوحيد المسموح به ولكن كل تلك التغييرات الشكلية سقطت بعد بضعة سنوات بسبب الثورة!.

اما في العالم العربي فالمعارضة الجزئية كانت على الدوام متواجدة بجانب المعارضة الكلية الحقيقية،فالعهد قريب في سقوط النظام البعثي في العراق حيث كانت توجد مجموعات معارضة صغيرة له ولكنها ترتبط فكريا معه في الكثير من الخيوط التنظيرية او حتى الهاربون من الموت مثل البعثيون المنشقون او جناح سوريا البعثي او التي تنتسب للاسر التكريتية الحاكمة والمتحالفة معها وكانوا جزءا من النسيج الحاكم لفترة معينة وقد انتهى دورهم فعليا بأنتهاء العهد الذي يمثلونه وان كانت معارضتهم الجزئية تتصف بدرجة معينة من الاختلاف حول ماهية الشخص المتصدي او مستوى نهجه العنيف في الحكم وبالتأكيد ان زوالهم او ضعفهم الشديد قبل السقوط وبعده يعود الى انه ليس هنالك فارق كبير بين الطرفين في مختلف التوجهات والاراء كما ان درجة اقتلاع النظام كانت من جذوره ولم تكن له عملية قص فروع له هي ميتة اساسا! مما قد يعتبر تغييرا شكليا والا لكنا رأينا لهم وجودا ما حتى لو كان مدعوما خارجيا!..

وايضا يمكن ذكر امثلة تطبيقية اخرى على هذا النوع من المعارضة التي يتم رميها بالهزلية او المنفعية الزمنية المؤقتة! من قبيل المعارضة الجزئية التي كان يمثلها بعض اجنحة الحكم الناصري في مصر مثل عبد الحكيم عامر وزمرته التي انتهى وجودها فعليا برحيل قادة الحكم او المعارضة الجزئية!وهذا حدث ايضا في عهد السادات او مبارك من خلال انشقاق او طرد الرموز التي قد تعارض في الجزئيات والتفاصيل التي ليست بذات اهمية بالغة للغالبية الساحقة من الشعب او حتى تكون راغبة في الاستيلاء على الحكم او مزيدا من النفوذ!...وهناك الكثير من الاحزاب الصورية التي تزدحم بها الحياة السياسية المصرية دون ان تجد مزيدا من التأييد الشعبي بسبب السيرة الذاتية المتداولة للعاملين فيها والتي تشوبها الكثير من الشوائب،او بسبب انعدام وجود مستوى معقول من التنظير يكون اساسا لبرنامج شامل للتغيير او حتى وجود روابط معينة مع السلطات الحاكمة واجنحتها المختلفة،ولذلك بقيت تلك الحركات السياسية ضعيفة المستوى وليست بقادرة على الصمود بوجه الخروقات المختلفة او التصدي للحكم من موقع قوة تنظيرية متزامنة مع شجاعة ادبية ونزاهة اخلاقية الخ من المواصفات المرغوبة دوما من قبل البسطاء الذين يؤلفون الغالبية الساحقة.

او في حالة سوريا عندما كان الصراع مشتدا بين اجنحة حزب البعث بين عامي 1963-1970 والذي انتهى باستيلاء حافظ الاسد ومجموعته على الحكم واقصاء كل المعارضين البعثيين الاخرين!والاختلاف بين الاطراف كافة ليس بدرجة يطمح اليها الراغب بالتغيير او الحصول على مزيد من الحريات ولذلك نرى انعدام وجود معارضة جزئية قوية بعد ذلك لان مستوى حشد التأييد المستقبلي سوف يكون ضعيفا لان الغايات معروفة مع عدم وجود منهج فكري جديد مختلف يعطي حلول وتصورات قادرة على انتشال البلاد من كافة الازمات مع وجود اشخاص يمتلكون القدرات الذاتية التي تستطيع القبول بحمل تلك المهمة التي تجلب المتاعب على احسن تقدير! ولذلك لاحظنا كيف ان انشقاق عبد الحليم خدام عن النظام السوري عام 2005 الذي خدمه عقودا طويلة لم يحقق له الهدف المنشود او حتى خلق ارضية مشتركة مع المعارضة الكلية التي ترفض دائما الهيمنة من المعارضة الجزئية(في اي بلد كان) اذا عملت معها لان الثقة سوف تكون متزعزعة في ظل اهتزاز الارضية المشتركة الجديدة او الماضي الدموي بينهما!...

ويكون هذا النوع موجودا ايضا في صراع اجنحة الاسر الحاكمة التي يكون عامل الرغبة في الاستيلاء والتحكم هو الهدف الاسمى وليس للنهج الفكري من اهمية تذكر في تلك الحالات كما لاحظنا في انظمة الحكم الملكية المختلفة في العالم ومنها ايضا بلا شك دول العالم الاسلامي على مدار التاريخ مثلا في العصر الاموي او العباسي كانت الصراعات الجزئية تقع ولكن اذا حققت المعارضة نجاحا من خلال تسلمها الحكم فأن الظروف لن تتغير كثيرا كما لاحظنا في سيطرة الجند الاتراك على الخلافة وقيامهم بين الحين والاخر بتغيير الحاكم! او بسيطرة المماليك لقرون عديدة لم يؤدي الى اي تغيير يمكن الاشارة اليه الا في حالات التصدي الواجبة للغزوات الخارجية!...وقد يكون احيانا بين الاسر المختلفة كما لاحظنا في التغيير من الحكم الاموي الى الحكم العباسي وصفحات التاريخ التفصيلية تحمل لنا صورا واقعية ولكنها دموية بالطبع في دقائق النزاعات ونتائجها ...او ايضا في التاريخ المعاصر في الانظمة الملكية العربية مثل النظم الخليجية المعاصرة كما حدث بين الاخوين سعود وفيصل في السعودية بين عامي1958-1964 او في قطر عام 1995 بين الاب وابنه،وهي طبيعية بسبب الرغبات الشخصية الدافعة الى البحث عن مكان في السلطة حتى ولو من خلال تسلمها تحت مختلف المسميات والاعذار التي تكون غير قوية او واهية ونرى ذلك من خلال نتائج التغيير المنعدمة التي تعقب ذلك!.

من يعرف طبيعة النظام السياسي العربي منذ استقلال بلدانه الشكلي عن الغرب،سوف لن يغيب عن نظره انه حتى لعبة المعارضة الجزئية هي صعبة بسبب السيطرة القوية في الحكم والرفض المطلق لاي تغيير قد يؤدي الى تقليص الصلاحيات لان الشكوك هي هواجس دائمية للعاملين في المنظومة السياسية التي توضع في خانة التهديد الامني والاستقرار!مما يعني ابعاد حتى فكرة المعارضة الشكلية، اما بالنسبة للتغيير الكلي فهذا امرا يبعث على الضحك ويعرفه الجميع.

ليس هنالك شك في ان للقواعد السالفة الذكر شواذ مهمة يمكن الاشارة اليها من خلال السياق من قبيل التغيير الكبير الذي حصل في الاتحاد السوفييتي السابق والذي كان الفضل الاكبر فيه يعود لاخر زعمائه ميخائيل غورباتشوف الذي كان جزء من منظومة النظام وتربيته كانت لا تختلف عن تربية غالبية القادة الشيوعيين ولكنه رأى ان الزمن يسير بخطى سريعة تعجل بأنهيار حتمي للنظام الشيوعي،وبالرغم من ان ذلك يخضع لنقاش حاد تتضارب الاراء المدعومة ببراهين قوية! الا ان النتيجة المتفق عليها ان له دورا كبيرا في تسهيل التغيير وهذا ليس محصورا به بل ايضا بأشخاص عديدين وجدوا ان الفرصة مواتية لركوب الموجة التغييرية وعلى رأس هؤلاء هو بوريس يلسن الرئيس الروسي الاسبق وبعض رؤساء الجمهوريات السوفييتية الاخرى وايضا وزراء اتحاديون ومنهم وزير الخارجية الجورجي شيفرنازده !.

او مثال اخر وهو في التغيير الذي حصل في اسبانيا بعد رحيل الديكتاتور فرانكو عام 1975 وتسلم الملك خوان كارلوس الذي سمح للديمقراطية بالعمل في البلاد عام 1977 بالرغم من وجود اتباع الديكتاتور الذين حاولوا القيام بأنقلاب عسكري اوائل عام 1981،وفي الحقيقة ان هؤلاء يمثلون معارضة صامتة هي جزئية بلا شك ولكنها تنتظر الظروف الموضوعية للعمل على تغيير الواقع وفق منهج فكري مختلف تماما عن السائد!.

اذا المعارضة الكلية هي التي تجذب الانتباه وهي القادرة على تحقيق تغيير جذري بغض النظر عن ماهية ذلك التغيير وطبيعة الاشخاص القائمين عليه ولكن ينطبق عليها اللقب: معارضة...وتكون جديرة بحمله!.

ان المعارضة الكلية ليست خاضعة لفترة زمنية محددة،بل هي خاضعة لمبدأ المعارضة الدائمة لحكم لا يحقق رغباتها وتصوراتها ويخالف المناهج الفكرية التي تحملها وهذا المبدأ لا يتغير الا بحصول تغيير جذري في سياسة الحكم ذاتها مما يعني ان استمرارية العمل المعارض سوف تخضع لهذا العامل المتحكم الى حد ما في استمرارية المعارضة الكلية التي قد تستمر الى عقود طويلة من الزمن وقد تأتي اجيال عديدة لا ترى التغيير ولكنها تشترك في العمل المعارض الذي يهدف الى التصحيح وليس تغيير الوجوه.



#مهند_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة بين الواقعية والمثالية:1
- الانتخابات الاسترالية
- الصعود الى القمة
- ويكيليكس:كاشف الحقيقة الغائبة
- ثروة الارض:الحلقة الاولى
- ثروة الارض:الحلقة الثانية
- ثروة الارض:الحلقة الثالثة
- قراءة حتى الموت!
- حصار الشعوب
- في سياحة الكتب -8
- اتفاقية امنية علنية
- تعليقات اخبارية سريعة
- الاقليات ...نار تحت الرماد
- رهانات خاطئة
- مملكة الخوف
- اثرياء العرب والغرب


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مهند السماوي - المعارضة بين الواقعية والمثالية:2