|
المُعـلمّ - بمناسبة رحيل فائق حمد
خالد السلطاني
الحوار المتمدن-العدد: 941 - 2004 / 8 / 30 - 07:25
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ربما لا يعرف الكثيرون " فائق حمد " : المعلم والتربوي بامتياز ، الذي آلمنا رحيله قبل فترة وجيزة ؛ ذلك لان هذا الانسان المتنور ، الزاهد والمتواضع ، ظل بعيدا عن دوائر ضوء الشهرة والاعلام ، حاله حال الاف من امثاله : الرجال الوطنيين المخلصين الاكفاء ، الذين تفخر البلاد بهم وبانجازاتهم ، قانعا ومكتفيا بعمله المميّز : الانساني والحضاري في آن : معلم الارياف العتيد ! اذ منح هذا الانسان جهده الفائق ، وعمله المثابر لمهنته التعليمية التى كرّس لها حياته باكملها : معلما ناشرا للمعرفة ، ومروجا للثقافة ، وداعيا للحكمة وحصافة الرأي في اوساط اجتماعية معينة ، احس بفطرته الانسانية انها بداخلها تواقة للعلم والمعرفة ، ومتطلعة لتغيير واقعها البائس المزري .
انخرط " فائق حمد " منذ البداية في المشروع التنويري الذي اقترحه التربوي لوزارة المعارف حينذاك في بداية الاربعينات من القرن الماضي ، بوجوب اعداد " معلمين اساسين "، تكون مهمتهم العمل في الارياف والقرى النائية ، بغية التعجيل في ازالة ومحوالامية ، تلك الافة التى بسببها لا يمكن باي حال من الاحوال الكلام عن تقدم بلد ، او نهضة امة . وفي حينها أُقترح من اجل النهوض بتلك المهام ، التعجيل في تأسيس " دور المعلمين الريفية " في مناطق مختلفة من العراق ، يكون هدفها ومبتغاها تأهيل خريجي المدارس الابتدائية البالغين ، من خلال تعريضهم لدروس نظرية وعملية ، مكثفة ومتنوعة كفيلة بمنحهم اساسيات واصول العملية التربوية وتعريفهم على طرق ازالة الامية واساليب التعليم الاولي . وهكذا تم تأسيس " دار المعلمين الريفية " في كل من ابي غريب والزعفرانية ، وهما منطقتان زراعيتان كانتا في حينها نموذجتين . بعد تخرجه مباشرة من دار المعلمين الريفية في ابي غريب ، في منتصف الاربعينات ، باشر " فائق حمد " عمله معلما في الارياف النائية " بالصويرة " التابعة لـ" لواء " الكوت . لم تكن مهمته بسيطة ، كما لم تكن واضحة ؛ بيد انه كان ينبغي عليه ان يجتهد ليوظف معلوماته البسيطة المكتسبة سابقاً وتحويلها الى عمل تربوي فعلي ومؤثر. وقتذاك ، في الاربعينات لم تكن ثمة ابنية خاصة تشغلها المدارس الريفية ؛ كان هناك تجميع عشوائي لفضاءات معمولة بمواد انشائية بسيطة ، تختلف " فورمات " تشكيلاتها من قرية الى اخرى . بالطبع ، لم تكن تلك " المنشاءات " المتواضعة مزودة لا بالماء ولا بالكهرباء ، ولا باي نوع من الخدمات الضرورية الاخرى التى يفترض حضورها ليتم انجاز حسن عمل العملية التدريسية واداءها. ورغم وجود تلك " النواقص " الكثيرة فقد كان المناخ التعليمي في تلك " المدارس " في الاغلب الاعم ، مناخاً تربويا صحياً وحيوياً وسليما ً، يغذيه ويديمه الاحساس العميق بالمسئولية المهنية والواجب الوطني ، ذلك الاحساس النبيل الذي رفع لواءه عاليا المعلمون المشروفون على اعداد وتطبيق المنهاج التربوي الخاص بتعليم اطفال الارياف . شعر " فائق حمد " منذ البداية ان مهنته الجديدة ، عدا كونها مصدراً لتوفيربعض حاجاته المعاشية وتلبية متطلباتها ، فانها في جانب اخر بمقدورها ان تمنحه شعورا باهمية وخصوصية المهنة التى يمارسها ، وهي نقل المعرفة الى اطفال جلهّم تواق لتحصيلها وبلوغها ، كما اعطته امكانية متابعة نتائج ذلك النقل المعرفي في احداث تغييرات جذرية وملموسة في ذهنية وسلوكية تلاميذه الصغار . في ظلال طبيعة العمل التعليمي ذاك ، وصعوباته العديدة ، لم يكن سهلاً التغاضي عن ظهور عقبات وعراقيل كثيرة اكتنفت سير العملية التعليمية ؛ فليس كل المعلمين مستعدين لمثل تلك التضحيات ، كما لم يكن كلهم مدركاً وحتى مقتنعاُ باهمية الدور التربوي الذي يؤدوه . وفي غياب اية محفزات مادية او معنوية ، كان استمرار العمل في المدارس الريفية والديمومة عليه يمثل مأثرة حقيقة ، لكنها مأثرة لا احد يقدّرها ، كما لا احد مهتم بها . لكن " فائقاً " وبعض زملائه المتنورين وعّوا طبيعة العمل الذي عهد اليهم ، العمل الذي بمقدوره ان ينقل المرء من الظلمات الى النور ، من عتمة واسر الامية الى رحاب المعرفة ، وعمادها القدرة على القراءة ! ولعل هذا الهاجس الادراكي لطبيعة شغله هو الذي يفسر لنا ذلك التماهي بين الرجل ومهنته ، تماهِ وتطابق ظلا متلازمين ومتحدين طويلا ، وبات يعرف بهما الواحد الاخر : " فائق " -المعلم ؛ و" المعلم " – فائق ! لم يقتصر عمل " المعلم فائق " < او كما يحلو لاصدقائه ومعارفه ان يدعوه بـ " الملا " ، حبا واحتراماً لعمله مع الصغار > ؛ لم يقتصر على اداء واجبه التعليمي ، بمجرد انتهاء الدوام الرسمي في المدرسة التى يعمل فيها ، كان عليه ان يثبت الى جميع المتشككيين بعمله ووظيفته < وما اكثرهم ابان تلك الحقب الزمنية البعيدة ، زمن سيطرة الجهل وانتشار الامية > ؛ ان يثبت لهم صدقية واجبه التنويري كمعلم ، وكقدوة ، وكمرشد نحو رحاب عالم آخر مغاير تماما عن عالمهم المثقل بالظلم والظلام ، عالم يعج مناخه بالمعارف المتنوعة ، وينعم افراده بمزايا البيئات الصحية التى يوفرها ، ويمنح شخوصه خيرات وعطاء نتائج التقدم العلمي وثماره . ولهذا فقد انتقل بسكناه مع عائلته الى اعماق الريف ، حيث تقع مدارسه العديدة ، يزور اماكن تجمعات الريفيين : اباء تلامذته الصغار ، مفسراً لهم اهمية التعليم ودوره في حياة مستقبل ابناءهم ، ومشجعا قرارهم الحصيف بوجوب ارسال اولادهم : بنينهم وبناتهم الى مدرسته . كان يؤمن بان زياراته العديدة واحاديثه الشخصية مع القرويين ، وايجاد آليات التواصل معهم ، يمليها واجبه الوطني والانساني ، اكثر بكثير من كونها نابعة من استحقاقات السلوك الوظيفي ومتطلباته ، فقد كان يعتبر نفسه جزءا من المشروع الثقافي والحضاري ، الذي تعرف على بعض جوانبه اثناء دراسته في " دار المعلمين الريفية " ؛ ذلك المشروع الذي طبع شخصيته بطابع خاص ، وبات تحقيق اهدافه يمثل لديه ، امرا لازماً ومشروعاً . كما كان يدرك ايضاً ، بان سلوكه الشخصي ونهج تعامله مع تلاميذته وطريقة تعاطيه مع الاخرين ، وحتى اسلوب اختيارمفردات كلامه وكيفية النطق بها ، ستكون " موضوعا " لاهتمام طلابه والقرويين المحيطين به ؛ ولهذا فقد ارتقى ، كممثل ومروج وداعِ لمدونات ثقافية وحضارية تقدمية مغايرة ، ارتقى بمظهره وملبسه وحديثه الى مستوى من السلوك العالي ، يتماثل مستواه مع نوعية القيم والمبادئ السامية التى يطمح الى تحقيقها . ويتذكر فلاحو " البدعة " و " الجوز " و " الزبيدية " ، وغير ذلك من القرى والقصبات التى عمل في مدارسها " فائق حمد " ، يتذكرون هيئته المميزة واناقة ملبسه ونظافتها ، والشكل " الحداثي " لربطة عنقه المعبرة ؛ فضلا على طريقة كلامه الهادئة والواضحة والمقنعة التى تشي مفرداتها عن صدقية واخلاص عميقين !
كان " فائق حمد " ، وهو الذي عمل سنين كثيرة في الارياف ، يشعر بانه منتمي الى " المدينة " ، واجواءها وذهنيتها ؛ ولم ينجر تحت وطأة التقاليد المألوفة والاعراف السائدة الى سلوكية الريفي ، المعطل الارادة والقانع بسلبية ، لمصيره المأساوي . كان يعد نفسه مبعوثا لقيم وسلوكية المدينة – الحاضرة ، المسكون بهاجس التغيير والطامح الى التقدم والحريص في توظيف ثمار النجاحات العلمية والتكنولوجية ، والتائق لجعلها جزءا من صميم وسائل حياته المعاشية ، وما يصاحب ذلك من تفتح فكري واهتمام عالِ في الثقافة والتمتع بنعم انجازاتها . اي انه سعى وراء حضوره المميّز في البيئة الريفية ، ان يستذكر الاخرون من خلاله مزايا المشهد الحضري ، وان يتعرفوا على افضليات ذلك المشهد ، ويتلمسوا انجازاته الحقيقية ، بعبارة اخرى ، حرص " فائق حمد " بسلوكيته المدينية ، ذات الَنفَس " المتروبوليتاني " العميق ان يجسّد احسن ما يمكن ان يتصف به سكنة الحواضرالكبرى ، وما يتميزون به من ثقافات رفيعة . ومع ان الحياة في الارياف والعمل فيها < ولاسيما ارياف الاربعينات والخمسينات > لم يكن شأناً مغريا ، كما لم يكن امراً سهلا اطلاقاً ؛ فقد داوم " فائق حمد " في وظيفته ، واستمر يعمل معلماً ومديراً لمدارس الارياف لسنين عديدة ؛ رغم انه حصل ضمن معيار التدرج الوظيفي ، على عشرة اضعاف النقاط الادارية التى تتيح له الانتقال بسهولة الى المدينة . لقد وجد في عمله الريفي : كمعلم وتربوي مناسبة لتحقيق مشروع حضاري وانساني معاً ، مشروع يتصادى ويتناغم مع طبيعة رسالته الوطنية في رؤية بلده – العراق ، بلدا متقدماً ، ينعم بالرفاهية ، ويستمتع سكانه من الريف والحضر بخيراته الكثيرة .
ربما يرى البعض في الكتابة ، الان ، عن مناقب " معلم ريفي " ترفاً ثقافياً ، واهتماما ً في غير زمانه ومكانه ،لا يتلاءم موضوعه مع ما يحدث الان في العراق من رؤية دوران " دولاب الدم في بغداد " وفقا لتعبير مظفر النواب ، وهو يزهق الارواح ، ويقضي على الابرياء ، او من متابعة مشاهد القتل المجاني واستلاب حقوق الغير بدون وجه حق ، وغير ذلك من الموبقات الرذيلة التى تطالعنا اخبارها ليل نهار . لكننا نعي بان اثار الخراب التام والدمار الشامل اللذين لحقا بالبلد وبرجاله وتطلعاته وآماله ، من قبل الحكم الصدامي المقيت ودكتاتوريته المفزعة ونهجه التوتاليتاري البغيض ، هي المسؤولة مسئولية تامة عن اختفاء ظاهرة " فائق حمد " وامثاله وتغيبهم من مشهد الحياة الادارية والثقافية .؛ الامر الذي فتح الباب واسعاً امام قوى الردة والرذيلة والاجرام لتستفيد وتستعيد " مناخات " البيئة الاجرامية التى سبق وان رعاها ووفر ارضيتها وساهم في انتشارها النظام البائد . لقد اعطت أجراءات الافساد والازاحة والهدم المبرمج ، على مدى عشرات السنين ، التي دأب عليها نظام حكم البعثين المدان نتائجها المرعبة و " ثمارها " المحرمة في تقويض ذلك الارث الفياض والكريم ، والعمل على اتلاف وازالة تلك الجهود الخارقة والخيرة التي بذلها " فائق حمد " والالاف من امثاله : الرجال والنساء الزاهدين ، والمتواضعين والحضاريين ، المخلصين ، ناكري ذاتهم من اجل تقدم بلدهم وازدهاره . ان حصيلة سلوكيات تلك العمليات الوحشية وعواقب الاجراءات الفاسدة ، هي التى اوصلتنا الى مثل هذه الحالة التى نمّر بها الان : غياب تام بالاحساس لمواضيع الهمّ الوطني ، وحضور وقح لقوى الظلام والعبثية .
كتب مرة ، " ادورد سعيد " عن دور المثقف قائلا ( .. اريد ان اشدد على ان المثقف فرد له دوره العمومي المحدد في المجتمع ، والذي لا يمكن اختزاله ببساطة الى وظيفة لا وجه لها ، الى مجرد فرد مختص منشغل تماما بعمله . ان الحقيقة المركزية بالنسبة الىّ كما أظن ، هي ان المثقف فرد منح قدره على تمثيل رسالة او وجهة نظر او موقف او فلسفة او رأي ، وتجسيدها والنطق بها امام جمهور معين ومن اجله . ) اعتقد اننا لو ابدلنا كلمة " مثقف " في مقولة " ادورد سعيد " بـ < المعلم ، كالمعلم فائق > فان الخطاب " الادوردوي " سيظل يحتفظ بمعناه تماما ؛ هذا ، في الاقـل ، مااراه .. انا !
وداعا ايها الرجل النبيل ، وداعا ايها .. المعلم !□□
--------------------------------------------------------------------------------- د. خالد السلطاني مدرسة العمارة / الاكاديمية الملكية الدانمركية للفنون كوبنهاغن- الدانمرك
#خالد_السلطاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معالي العمارة المهنية
-
عمارة اسمها .. التعبيرية - صفحات من كتاب : قرن من الزمان ؛ م
...
-
عمارة اسمها .. التعبيرية
-
مرور سبع سنوات على رحيل الشاعر الجواهري ( 27 تموز - يوليو -
...
-
موالي صدام المدعية - بالثقافة - تسعى - لتبيض - سيرة الدكتاتو
...
-
منجز العمارة الاسلامية مسجد السليمانية في اسطنبول نضوج الحل
...
-
صفحات من كتاب - قرن من الزمان .. مئة سنة من العمارة الحديثة
...
-
مدرسة اولوغ بيك : جماليات مكان التعلم .. والتعليم
-
حديث هادئ ، في معمعة كلامية
-
صفحات من كتاب - العمارة العراقية الحديثة: السنين التأسيسية -
...
-
العلم العراقي الجديد: ملاحظـات تنظيـمية وفنـية سريعـة
-
منجز العمارة الاسلامية (3 ) عمارة - مسجد امام - في اصفهان
-
صفحات من كتاب - قرن من الزمان .. مئة سنة من العمارة الحديثة
...
-
بمناسبة فوزها بجائزة - بريتزكير- العالمية عمـارة - زهـاء حدي
...
-
عام على احداث جسام في حياة الشعب العراقي
-
مبنى - السفارة الامريكية - ببغداد : تـناص معماري .. لمفاهيم
...
-
منجز -اوسكار نيماير- التصميمي : مفرد .. بصيغة الجمع
-
افرازات الحكم الشمولي -الصدامي- :العمارة .. انموذجـاً
-
يورن اوتزن-... والعمارة الاسلامية
-
صديقي : حسب الشيخ جعفر
المزيد.....
-
تعهدات مكتوبة بخط اليد.. شاهد ما وجده جنود أوكرانيون مع كوري
...
-
إيمي سمير غانم وحسن الرداد بمسلسل -عقبال عندكوا- في رمضان
-
سوريا.. أمير قطر يصل دمشق وباستقباله أحمد الشرع
-
روسيا ترفض تغيير اسم خليج المكسيك
-
عائلات الرهائن الإسرائيليين يدعون حكومتهم إلى تمديد وقف إطلا
...
-
أثر إعلان قطع المساعدات الخارجية الأمريكية، يصل مخيم الهول ف
...
-
ما الذي نعرفه حتى الآن عن تحطم طائرة في العاصمة واشنطن؟
-
العشرات من السياح يشهدون إطلاق 400 سلحفاة بحرية صغيرة في ساو
...
-
مقتل اللاجئ العراقي سلوان موميكا حارق القرآن في السويد
-
من بين الركام بمخيم جباليا.. -القسام- تفرج عن الأسيرة الإسرا
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|