فراس الغضبان الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 3105 - 2010 / 8 / 25 - 23:45
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
لا يبالغ من يدعي بان المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة وفي طليعتها اليونسكو قد أصبحت رمزا للفساد العالمي المرتبط بالفساد المحلي .
إن هذه المنظمة التي تملك ميزانية مليارية جاءت بها من اشتراكات الدول التي يفترض إن تنفقها على البرامج التخصصية وتحددها لجان نزيهة لتقديم الدعم إلى هذا البلد أو ذاك ، ولكن واقع الحال اثبت إن المنظمة الدولية متورطة بحالات فساد كبرى والدليل على ذلك تورط ابن كوفي عنان الأمين العام للامم المتحدة السابق بصفقات غير شرعية ابرمها مع نظام صدام مستغلا موقع أبيه .
والدليل الآخر هو وقوف العشرات من الإعلاميين العراقيين عام 2005 وفي القاعة الكبرى لليونسكو ذاتها منددين ومشككين باليونسكو التي ادعت أنها أنفقت أكثر من 250 مليون دولار لدعم ما تسميه تنمية الإعلام العراقي ، وقد طالب الحضور المدير المفوض لليونسكو إن يعلن صراحة وبشفافية أسماء الجهات التي قبضت هذه المبالغ التي فيها تنفيذ برامج لتنمية وتطوير الإعلام العراقي ، الا ان الجميع وأولهم قادة اليونسكو لاذوا بالصمت وحولوا مجريات النقاش و الحوار لقضايا تافهة على هامش اجتماعات الإعلاميين .
ويبدوا إن الحكاية لم تنته بعد لان صندوق التنمية الخاص بالعراق مازال يستولي على أموال عراقية من صفقات ما يسمى النفط مقابل الغذاء ومواد أخرى من الدول المانحة يستغلها المفسدون عن هذه المنظمة وغيرها من المنظمات وبالتعاون مع واجهات عراقية رسمية وأخرى تحمل اسم منظمات مدنية لسرقة هذه الأموال تحت ذريعة إقامة ورش وبرامج للتطوير اغلبها وهمية وشبحية وعندنا المزيد من الوثائق التي تكشف اللصوص المحليين واغلبهم من المرتزقة في المجال الإعلامي .
ولعل آخر البدع والورش ما قامت به اليونسكو لتخصيصها أموال طائلة بحجة تطوير المناهج الدراسية في الجامعات العراقية وعند تأمل تفاصيل هذه العملية نجدها صفقة فساد مشترك مابين وزارة التعليم العالي ومن يمثلها في اليونسكو وأشخاص آخرين ذهبوا إلى عمان من خلال صفقة نظمها المكتب الإعلامي في الوزارة وتوجوا هذا الجهد لمهزلة دعاها الوزير ومن ثم أطلقوا عليها مؤتمر تطوير المناهج الدراسية وخرجوا بتوصيات تثير الضحك والسخرية وبعدها تقاسم الحضور فيما بينهم توزيع الألقاب والصفقات وغادروا المكان .
أيها السيدات والسادة وحتى كتابة هذا المقال مازالت المناهج الدراسية رغم التصريحات والورش الدولية بالإضافة إلى الملايين المهدورة تراوح مكانها لسبب بسيط هو غياب أصحاب الاختصاص لأداء هذه المهمة النبيلة حيث جاء بدلا عنهم شلة من الفاسدين يمارسون عمليات النصب والاحتيال تحت ستار نشاطات و ورش اليونسكو في العراق .
[email protected]
#فراس_الغضبان_الحمداني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟