|
تبا لكم شكلوا الحكومة أوقفوا القتل الذريع بالعراقيين!
طارق حربي
الحوار المتمدن-العدد: 3105 - 2010 / 8 / 25 - 22:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلمات -325- طارق حربي تبا لكم شكلوا الحكومة أوقفوا القتل الذريع بالعراقيين! مضت نحو خمسة أشهر على الملحمة البنفسجية التي تناساها الجميع، والكتل السياسية تدخل في اجتماع وتخرج من آخر بدون فائدة!، تناور وتحاور وتذيب الجليد بينها كما يقول زعماؤها!، مع أن درجة الحرارة في صيف العراق تذيب الحديد قبل الجليد!، كتل تراهن على الزمن وتفتت التحالفات في الطرف الآخر، أخرى تستعين بدول الجوار والمرجعية الدينية لتصريف خطابها الديني ونيل البركات!، وخلال الأشهر الخمسة الماضية أصبحت السلطتان التشريعية والتنفيذية برسم الماضي، وتم تجاوز السقف الزمني الذي حدده الدستور لتشكيل الحكومة! حوار طرشان أوصل الجميع إلى طريق مسدود وفراغ سياسي أدى إلى فراغ أمني ونتائجه : القتل الذريع بالعراقيين مواطنين عاديين وأجهزة أمنية، ولايمكن وصف العمليات الارهابية التي وقعت اليوم في مدن (بغداد الكوت ديالى الرمادي الموصل وصلاح الدين) إلا ضمن استراتيجيات الفتك بالشعب العراقي، الذي سلم الساسة رقبته ورزقه وحاضره ومستقبله! والساسة يرون القتل في (التلفزيون) ويقرأون التقارير الأمنية لكن الأمر لايعنيهم، فهم مصرون على مواقفهم ويقرأون التداعيات في الساحة السياسية بهدي من طائفيتهم أو بعثيتهم، لايتنازلون ولايقرون بمبدأ التداول السلمي للسلطة، وكلهم يطلبون التنفيذية أكثر من التشريعية لامتيازاتها ومنافعها. ففيما فشلت كل من (سوريا وتركيا والسعودية) في لعب دور حاسم في المشهد السياسي العراقي، يكون مؤثرا وموازيا للدور الإيراني والأميركي، لم تخفِ الأخيرتان عوامل ضغطهما باتجاه التجديد لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، لا لكي يعبر بالعراق إلى بر الأمان خلاصا من مرحلة عاصفة بالدم والدموع، بل حتى ينفذ لهما أجنداتهما باعتبار أنه منصب بإرادتهما لابإرادة عراقية، مايعني بقاء الأوضاع الأمنية غير مستقرة أربع سنوات قادمة، ويصبح العراق ورقة بيد هاتين الدولتين للتلاعب بمصيره وتنفيذ أجنداتهما فيه، أما إياد علاوي (زعيم القائمة العراقية) فبعدما وصلت قائمته إلى طريق مسدود في مباحثاتها مع دولة القانون، عاد إلى العراب القديم (روسيا) يلتمس منها دواء لعلل العراق المستعصية، وطائفا جديدا في سوريا البعثية! تبا لكم جميعا من اليمين إلى اليسار طولا وعرضا فشعبنا يذبح بالمفخخات والأحزمة الناسفة، ومن لايموت يصطلي بنار جهنم تموز وآب، وثمة في العراق اليوم وهو أبو الخيرات والميزانية الانفجارية : من يجوع ويعرى ومن لامأوى له ومن لايجد حبة دواء، وكل ذلك بسبب تعطل عمل الحكومة والبرلمان، وحينما يخرج المواطنون بتظاهرة عفوية مكفولة في الدستور، للمطالبة بأبسط شروط الحياة الانسانية، وفي مقدمتها توفير الطاقة الكهربائية والخدمات، يصفهم الطغاة الجدد في الأحزاب الاسلامية بالمخربين أو البعثيين أو المدفوعين من الوهابية، وغيرها من الأوصاف التي كان يطلقها النظام الساقط على الشعب العراقي..!!؟ بعد مأدبة فطور فسنجونية لدى رئيس الوزراء نوري المالكي، خرج علينا أول من أمس في (التلفزيون) عمار الحكيم (زعيم الإئتلاف الوطني) قائلا إن اللطف الإلهي كان حاضرا خلال المأدبة وبركات شهر رمضان تحف بالمؤمنين الصابرين!، ويكمل الحديث رئيس الحكومة الثيوقراطية قائلا إن دولة القانون والمجلس الأعلى تربطهما روابط تأريخية عميقة!، وفي هكذا مناسبات رحمانية نجلس ونتحاور ونتذكر دروس الماضي! صُعقت وأنا أسمع التصريحين الخائبين عن الماضي التليد للحزبين الرجعيين!؟ لم يكن هنالك مايشير إلى اتفاق من شأنه أن يكسر الجمود السياسي، وعمل شيء ما من أجل مصلحة الشعب العراقي، فقد تعامل الزعيمان فوقيا مع قضايا عراقية ملحة على رأسها استعصاء تشكيل الحكومة، وملفات ساخنة في مقدمتها الارهاب والتدهور الاقتصادي والفقر وازدياد معدلات البطالة وغيرها، وبعد أقل من 48 ساعة من فطور الزعماء وحضور اللطف الالهي، وقع العشرات من الأبرياء العراقيين ضحايا عمليات ارهابية جبانة في المدن المذكورة، أزهق المجرمون في شهر رمضان أرواحا عراقية طاهرة بريئة، نظرا لانعدام روح المسؤولية التأريخية والوطنية لدى ساستنا، وعدم القبول بالتنازل لبعضهم البعض من أجل المصلحة الوطنية العليا، بما يجعل النظام السياسي مهددا، والارهابيين ومن وراءهم أكثر جرأة على سحق العراقيين! وفي الأسبوع الماضي وقعت المقتلة الشنيعة بعشرات من المتطوعين على الأجهزة الأمنية بباب وزارة الدفاع القديمة (قلب بغداد)، وكان خليقا بالحكومة توفير الحماية اللازمة لأبنائها المتوجهين إلى حمايتها أصلا والشعب والوطن والذود عنهم ضد الإرهاب، وأقول لكم : إذا لم تشكل الحكومة بأسرع وقت ممكن سيسبح العراق بالدم وتسحل الجثث في الشوارع وتحرق البيوت والمؤسسات، وتكون مقتلة عظيمة بالشعب إذا لم يحزم العراقيون أمرهم ويسعون بالملايين إلى المنطقة الخضراء بدل الأضرحة المقدسة!، يهزونها هزا ويطيحون بالجبارين ويقلبون المائدة فوق رؤوسهم وينتزعون حقوقهم انتزاعا، حينذاك سيذعن لهم العالم ويحترمهم أكثر بما فيه القوة العظمى الولايات المتحدة الأمريكية. إن الأوضاع العراقية لاتبشر بخير والدول العربية وإيران تترصدان بالعراق، وثمة سيناريوهات أخذت تلوح في الأفق منذ فترة أسوأها إعادة سيناريو احتلال الكويت سنة 1991 بقيام إيران باحتلال العراق هذه المرة!، من أجل خلط الأوراق وإشغال الولايات المتحدة والغرب عن ملفها النووي وكذلك بسط نفوذها وهيمنتها وتوسعها، بما يؤدي إلى اصطفافات طائفية وتدخلات اقليمية وربما إشتعال حرب أهلية لاسمح الله، تأكل أخضر العراق ويابسه، وهو ماترغب به كما يبدو الدولتان المذكورتان، وأطراف عربية وإقليمية ودولية، سواء التي لها ثارات مع العراق أو تعمل من أجل زعزعة الاستقرار فيه. تبا لكم أيها السياسيون الطائفيون والبعثيون ومن تحالف معكم، تنازلوا لبعضكم البعض وقدموا المصلحة الوطنية العليا على مصالحكم الحزبية والشخصية والفئوية، شكلوا الحكومة اليوم قبل الغد وأوقفوا القتل الذريع بالعراقيين! 24/8/2010 [email protected] www.Summereon.Net
#طارق_حربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شركة نفط ماليزية تتصدق على أهالي الناصرية!
-
ضوء أخضر أمريكي إلى المالكي!
-
دعوة إلى تنازل المالكي وعلاوي عن منصب رئاسة الوزراء!
-
إله السوق ..إلى نصر حامد أبو زيد
-
إستعصاء تشكيل الحكومة العراقية!!؟
-
هل تعاد الانتخابات البرلمانية في العراق!؟
-
ظاهرة المزاد العلني في السياسة العراقية!
-
قطار رفض التجديد للمالكي على السكة الصحيحة!
-
انتفاضة الكهرباء!
-
الانتفاضة الكهربائية!
-
دعوة لاستقالة الحكومة المحلية في محافظة ذي قار!
-
مقطع من نص / بباب موزع التموين
-
المالكي مستعد للتنازل عن منصبه لتحقيق مصلحة البلاد !
-
الصدقات الجديدة لل (PRT) توزع على سكنة (حي التنك) بالناصرية!
-
صدقات جديدة لل (PRT) توزع على سكنة (حي التنك) بالناصرية!
-
المرجعية الدينية وفشل السياسيين العراقيين!
-
الشاعر والكاتب طارق حربي في حوار عن العراق والشعر والمنفى
-
أربعة (سيناريوهات) غير مقبولة!
-
من وحي العيد الوطني النرويجي!
-
من المحاصصة الطائفية إلى المحاصصة الانتخابية الرقمية !
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|