أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - جيمس زغبي - حملة مفلسة ضد الإسلام














المزيد.....


حملة مفلسة ضد الإسلام


جيمس زغبي

الحوار المتمدن-العدد: 3105 - 2010 / 8 / 25 - 08:57
المحور: بوابة التمدن
    




لا شك بأن ما حدث في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2008 يدعو للذهول والدهشة، إذ على رغم الصعوبات الاقتصادية القاسية وانتفاء الشعور بالأمان، قرر الناخبون الأميركيون الذهاب إلى صناديق الاقتراع ليختاروا الأمل على الخوف، وليوصلوا أوباما إلى البيت الأبيض ليكون أول رئيس أسود في البيت الأبيض. ومرد هذا الذهول، بالنسبة لي شخصيّاً على الأقل، أنه على مدار دراستي الأكاديمية للمجتمعات التي تعاني صعوبات وتمر بأوضاع اقتصادية غير مستقرة، لاحظتُ أنها عادة ما تأتي استجابتها في ظل تلك الظروف على شكل حركات اجتماعية تتقوقع على نفسها بدافع من الخوف والشعور بالاضطراب، منسحبة وراء خطاب شوفيني ضيق ومعادٍ للأجانب، كما تبادر بالحنين إلى ماض متخيل تمجده، مبالغة، في الوقت ذاته، في تصور تهديدات محدقة، سواء كانت حقيقية أو مفترضة. ومن النادر لمجتمع تعرض لهجوم قاس على أراضيه كما حصل للولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر 2001 وخاض حربين لم يتضح مآلهما بعد، فضلاً عن فقدانه الثقة بمؤسساته الاقتصادية ما أدى، بدرجة كبيرة، إلى تراجع ازدهاره وتزايد معدلات البطالة في صفوفه، أن يستدعي قيمه الإيجابية ويتمسك بمبادئه الديموقراطية والمتسامحة. وهذا فعلا هو ما أظهره المجتمع الأميركي الذي زادته الصعوبات تشبثاً بالمثل التي تأسست عليها الجمهورية.
ولكن من المؤسف حقاً أن نرى اليوم عودة جديدة للخوف ومعه تراجع مساحة التعقل والحكمة التي طبعت الفترة السابقة على الأقل في ردة فعل المجتمع وبعض قواه تجاه المسلمين، فعلى مدى فترة السنة ونصف السنة الماضية، شاهدنا كيف تلبس الخوف أشكالا مختلفة مع تصاعد هجوم المعارضين لأوباما وزحفه على جبهات متعددة، من تشكيك في ديانة الرئيس والغمز بأنه مسلم، والتقول على جنسيته ومكان مولده وأصوله الحقيقية، ثم اتهامه بنشر «الاشتراكية» و«الماركسية»، وصولا اليوم إلى الهستيريا الجماعية المستهدفة للمسلمين على خلفية بناء مسجد ومركز إسلامي.
وفي هذا السياق يمكن فهم المعارضة التي يبديها البعض ضد بناء مركز إسلامي ومسجد بالقرب من مركز التجارة العالمي، فهي ليست مجرد احتجاج على بناء مسجد في مكان معين، بل هي فصل من فصول حملة متصاعدة تستغل الخوف من خلال استدعاء الشعور بعدم الأمان، ونكء جراح قديمة! والمشكلة ليست في المسجد الذي سيبنى في مكان شهد هجمات 11 سبتمبر، بل في التوظيف السياسي لبناء المسجد من قبل الجناح اليميني داخل الحزب «الجمهوري» الذي تزعَّم حملة التشويه والتخويف، لتنتقل حمى المعارضة إلى باقي السياسيين حتى في الجانب «الديموقراطي»، بعدما خرج زعيم الأغلبية «الديموقراطية» في مجلس الشيوخ، هاري ريد، على الملأ، ليعلن تحفظه على إقامة مركز إسلامي في المكان المخصص له، حتى بعدما وافقت السلطات المحلية في مانهاتن بنيويورك على منح التراخيص اللازمة للمضي قدماً في بناء المركز والمسجد. وقد تصاعدت الحملة في الأيام الأخيرة لتصل إلى مستويات غير مسبوقة من الكراهية والكلام المخل بعدما طالت الإسلام وحولته من دين سمح يشترك مع الأديان الأخرى في الدعوة إلى السلام، إلى أيديولوجية متعصبة، وقد كان لافتاً على وجه الخصوص اللغة التي استخدمها بعض السياسيين في وسائل الإعلام والتي تنضح تعصباً وانغلاقاً على الذات، وكـأننا في بلد غير أميركا، التي ينص قانونها المؤسس على احترام الحرية الدينية وضمان ممارستها دون تضييق.
واليوم بسماعنا الكلمات واللغة التي يستخدمها بعض قادة الحزب «الجمهوري» في الهجوم على الإسلام وتوظيف موضوع بناء المسجد سياسيّاً لدغدغة العواطف وربح الأصوات في الانتخابات النصفية المقبلة، ندرك تنكر هؤلاء وتضحيتهم بقيم التسامح والتعقل والتبصر وتحويل قضية بسيطة إلى حملة وطنية، لا لشيء إلا لتحقيق مكاسب سياسية وللظهور بمظهر المدافع عن مشاعر الناس وحساسيتهم، وهم بذلك يمدون التطرف والأصوات المتشددة حول العالم بما يلزمها للتنديد بالنفاق الأميركي والمعايير المزدوجة في التعامل مع الإسلام والمسلمين، بعدما أصبحت قضية بناء مسجد، لا تستحق أصلا كل هذا التهويل، حملة طويلة عريضة ممنهجة لتشويه الإسلام والنيل منه. وقد لا نبالغ إذا قلنا إن الحملة الحالية المناهضة للمسلمين تتجاوز في تأثيرها السيئ على سمعة أميركا فضحية سجن أبو غريب ومعتقل غوانتانامو مجتمعين. وما نحتاجه اليوم لتجاوز هذه اللحظة المخجلة من تاريخنا هو الرد على أمثال «غنغريتش» و«بالين» و«وكورينز» وغيرهم ممن أساؤوا إلى المسلمين في الفترة الأخيرة، والتأكيد على قيم التسامح والانفتاح باعتبارها قيماً أميركية تشمل المواطنين جميعاً مسلمين وغير مسلمين.





السفير



#جيمس_زغبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (11)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- سوريا.. ماذا كشفت أنظمة التعرف على الوجه عن سجين دمشق بتقرير ...
- البطاطس المعدلة جينيا.. حل مبتكر لمواجهة تأثيرات تغير المناخ ...
- وضعية جلوس خطرة على الصحة
- أطعمة شائعة تشكل خطرا على الصحة إذا وضعت في الثلاجة
- يريدون اقتطاع أجزاء من جنوب سوريا
- صديق عدوي، عدوي: مصالح إسرائيل وتركيا تتصادم في سوريا
- كيف تتطور المشكلة الكردية بعد تغير السلطة في سوريا؟
- من هو العدو الأول للقواعد الروسية في سوريا؟
- الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي قررا إبطاء عملية السلام ف ...
- لماذا يجب أن تجري المفاوضات بشأن أوكرانيا مباشرة بين موسكو و ...


المزيد.....

- حَمّاد فوّاز الشّعراني / حَمّاد فوّاز الشّعراني
- خط زوال / رمضان بوشارب
- عينُ الاختلاف - نصوص شعرية / محمد الهلالي
- مذكرات فاروق الشرع - الرواية المفقودة / فاروق الشرع
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 9 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة ,, العدد 8 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 7 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة الالكترونية , العدد 6 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 5 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 4 / ريبر هبون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - جيمس زغبي - حملة مفلسة ضد الإسلام