أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي خضر - المافيا البعثية تعود للسلطة














المزيد.....

المافيا البعثية تعود للسلطة


علي خضر

الحوار المتمدن-العدد: 941 - 2004 / 8 / 30 - 08:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما احتلت جيوش الولايات المتحدة والدول الاوربية المانيا النازيةفي سنة 1945 وفرضت معاهدة الاحتلال والسلام عليها، وَقَعَت بعض عناصر قيادة النظام الهتلري في ايادي المحررين / المحتلين بينما هرب عدد كبير منهم مع كميات هائلة من الاموال الى دول امريكا اللاتينية حيث استقروا فيها بعد ان قاموا بتغيير اسمائهم. وقدمت الدول المُحرِرة / المُحتلة المعتقلين النازيين الى محاكم نورنبرغ الشهيرة. وظهرت حكومات هذه الدول أمام شعوبها كحكومات مُعاديه للفاشية ومُدافعه عن الديمقراطية. في نفس الوقت كانت اجهزة مخابراتها تبحث عن الفاشيين الهاربين وتعقد مع من يفيدها منهم اتفاقات التعاون المشترك، وبكلمة أدق، تساعد هؤلاء المجرمين على الاختفاء عن عيون ضحاياهم وبالاخص اليهود مقابل التجسس والعمل ضد الحركات اليسارية. وقد احتضنت امريكا بعض قادة الحركة الفاشية الالمانية على اراضيها. ان التاريخ يُعيد نفسه لكن هذه المرة في العراق. فها هيَ قوى التحرير والاحتلال تطرد النظام النازي في العراق وتقدم مجموعة من رؤوسه الى المحاكم. في نفس الوقت تغمض عيونها عن الهاربين وتُعيد الاعتبار لبعض البعثيين حسب اتفاقيات سرية لا أحد يعرف محتواها. وتقوم بمنح بعضهم مسؤوليات كبيرة في ما يسمى بالعراق المُحرر.

عشرات الأسئلة يمكن طرحها حول عودة المافيا البعثية الى السلطة ومن المستفيد من ذلك. نحن لن نطرح كل الاسئلة لأن مُعظمها بديهية، ولنأخذ احدها : كيف استطاع بعض البعثيين الهروب مع الملايين من الدولارات؟ وكيف استطاعوا الحصول على الاقامات في بعض البلدان العربية والاوربية وحتى في امريكا نفسها؟ ان العراقيين في اوربا وأمريكا يعرفون جيدا صعوبة الحصول على الاقامة في هذه الدول ويعرفون أيضا كيف حصل هؤلاء البعثيون على التسهيلات وما هو الثمن.

ولنعود الى العراق "الجديد" الذي تفتخر به (مع الأسف الشديد) القوى الديمقراطية واليسارية لأنها استطاعت أن تحصل على مقرات علنية واستطاعت أن تصدر صحفها وارائها بدون خوف وكأن هذه المكاسب هي مقياس التطور الاجتماعي والانساني. وأُحب أن اُذَكِر هذه القوى بأن الفاشية البعثية كانت قد سمحت لهم في بداية السبعينات بفتح المقرات واصدار الصحف ثم... تعرفون ما حدث.
ان من يلقي نظرة صغيرة على مؤسسات الدولة الجديدة سيلاحظ ان عناصر البعث الخطرة موجودة في كل مكان وتترأس العديد من المؤسسات المهمه. وهنا يجب ابعاد البعثيين الصغار من الحساب لان دورهم كان يتركز على كتابة التقارير والوشاية على " أصدقائهم" أو جوارينهم، أي انهم لم يشاركوا باتخاذ قرارات الاعتقال والتعذيب والقتل. المقصود اذن بالبعثيين الذين ساهموا فعلا بالتدمير، فها هي وزارة الخارجية العراقية تغرق فيهم وها هي وزارات الدفاع والداخلية واجهزة المخابرات تفتح الاذرع لهم. ان عودتهم تعني التجسس والتخريب واطفاء شمس الحرية على حياة هذا الشعب.

ان الخطوات الاولى لعودة المافيا البعثية قد تحققت، بالضبط كما حدث للنازية في اوربا عندما ارادت الحكومات اليمينية وبدعم وبمساهمة من امريكا محاربة القوى اليسارية. والكل يعرف كيف كانت حكومات امريكا تصدر "الفتاوي" ضد قوى اليسار. اما في اوربا الغربية فقد اغمضت الحكومات عيونها عن نشاطات الاحزاب الفاشية وتوغلها في الاوساط الغير واعية واستغلالها للمشاكل الامنية او الاقتصادية فاستطاعت ان تنتشر في كل مكان وتتطور الى مستوى الفوز بالانتخابات في بعض الدول او المدن.
ان هذا هو ما يحدث الآن في العراق، اذ يستغل بعض مسؤلي الحكومة المؤقتة من اصحاب النزعة الشوفينية العربية والتخلف الاسلامي، وبدعم من قبل قوى الاحتلال وربما بدعم من بعض دول الجوار، جهل وعواطف البسطاء والفوضى الكبيرة التي يعيشها العراقيون والاحزاب الديمقراطية التائهه والمراوحه في مكانها، ليس فقط لاعادة البعثيين الى السلطة بل العمل على تبييض وجوههم ومساعدتهم لأخذ مكانهم وممارسة دورهم السياسي الطبيعي الموجه ضد الحركات اليسارية وبالطبع ضد الحقوق القومية لأقليات العراق. ويستعملون لذلك مختلف الحجج مثل مسألة الحاجة لخبراتهم (وأي خبرات هذه اذا لم تكن خبرات الاضطهاد والسرقات والقتل ). ان الكردستانيين الشوفينين يساهمون فعلا في هذه اللعبة من اجل مصالحهم الضيقة وضد مصلحة الشعب الكردي.

ان عودة البعث الفاشي هي سياسة مخطط لها منذ سقوط الطاغية وهي الآن جزء من تحضيرات بعض اعضاء الحكومة المؤقته الذين يعرفون ان نصيبهم بالفوز بالانتخابات القريبة ضعيف جدا لذلك فهم يبحثون عن انصار لهم ويحاولون ان يلعبون لعبة الديمقراطية ليظهروا انفسهم للعراقيين وللعالم كديمقراطيين كما يفعل اليمينيين الليبراليين في أوربا. بقى شئ على القوى اليسارية والديمقراطية ان تدركه وهو ان هؤلاء الاعضاء من اصحاب الفكر القومي العربي او الكردي والفكرالاسلامي لايتجانسون ابدا مع الديمقراطية ولا علاقة لهم بالليبرالية الاوربية او الأمريكية وقد اثبت التاريخ الحديث ذلك



#علي_خضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي خضر - المافيا البعثية تعود للسلطة