أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جورج كتن - حكومة وحدة وطنية أو الاحتكام للشعب














المزيد.....

حكومة وحدة وطنية أو الاحتكام للشعب


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 3104 - 2010 / 8 / 24 - 20:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تجاوزت أزمة تشكيل الحكومة العراقية الحد وهي تهدد بكارثة بعد مرور ستة أشهر دون التوصل لاتفاق، خاصة مع حلول استحقاق انسحاب القوات القتالية الاميركية، وتجدد أعمال العنف.
خطا العراق بعد إسقاط النظام الديكتاتوري الصدامي خطوات نحو نظام ديمقراطي، وشارك الشعب في العملية السياسية والانتخابات رغم تهديدات المنظمات الإرهابية. إلا أن الدمار الذي سببه النظام السابق للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والسياسة الطائفية التي اتبعها بتمكين طائفة أقلية من الحكم وإقصاء واضطهاد كافة المكونات الاخرى لا يمكن إزالته بفترة قصيرة، فقد كرست هذه المؤثرات في المرحلة الجديدة محاصصة طائفية معكوسة استبدلت هيمنة السنة السابقة بهيمنة الشيعة.
القاع المجتمعي الشعبي الموسوم بالطائفية أفرز أحزاب معظمها طائفية تعتمد على التعبئة الدينية لتجنيد الانصار وجمع الاصوات. وفي عراق متعدد أكثر من اي بلد آخر، الأحزاب الطائفية وصفة لعدم استقرار دائم ولاندلاع العنف بين وقت وآخر. هذا الوضع المتفجر لا يرجع للاسباب الداخلية فقط بل للتدخل الخارجي الإقليمي من إيران ودول عربية مجاورة تلعب دورأ في تأجيج الازمة.
الانتخابات الاخيرة مثلت تحولا نسبياً عن دعم الكتل الطائفية بعد أدائها المتعثر، وهذا ما أظهره تفوق القائمة العراقية التي هي أقرب للعلمانية ولتمثيل معظم مكونات الشعب العراقي. لكن التفويض لم يكن واضحاً كفاية إذ فازت بأكبر عدد من المقاعد وليس بأغلبيتها. أما تمسك نوري المالكي برئاسة الوزارة فمناقض للدستور وللقبول بتداول السلطة وللأعراف الديمقراطية، ويدل على هشاشة التكوين الديمقراطي للاحزاب الطائفية. علما ان التداول الحالي ليس بين كتلنين من طائفة واحدة كما حدث عندما حاول الجعفري التمسك بالكرسي وعطل تشكيل الوزارة لأشهر، ولكن بين كتلة تعمل لضمان هيمنة الطائفة الاكبر مقابل الكتلة الفائزة التي تتجه للمزيد من العلمانية واعتماد المواطنة المدنية بصرف النظر عن الانتماءات الطائفية.
الازمة الوزارية خلقها التسابق على المنافع الشخصية والمصالح الخاصة للنخب السياسية فيما النتائج الكارثية تتهدد جموع الشعب بجميع طوائفه. استمرار الازمة لفترة اطول بعد الانسحاب العسكري الاميركي يعني أن النخب السياسية ستستمر بالتصارع على الكراسي فيما البلاد تغرق في أعمال العنف من جديد مما سيؤدي لتحول الحركة الإرهابية وبقايا النظام البعثي السابق إلى قوى فاعلة قد تذهب بكل ما تم بناؤه منذ سبع سنوات وتضيف خراباً لبلد لم يتعاف بعد من أزماته المتلاحقة.
إذا لم يكن الحل بتكليف الكتلة الاكبر –القائمة العراقية- بتشكيل الحكومة الجديدة وهو الحل الدستوري والديمقراطي، فهناك حل آخر ممكن لاستباق الكارثة أو للتحضير لمواجهتها، تشكيل حكومة وحدة وطنية من معظم الكتل حسب نسب تمثيلها في المجلس النيابي مهمتها :
أولاً: توفير كل ما يمكن من القوى لمواجهة المد الإرهابي المتصاعد وملئ الفراغ الذي ستتركه القوات المنسحبة وإعداد القوى العسكرية وتطهيرها من نفوذ الميليشيات.
ثانياً: محاربة فساد السلطة وتوفير فرص العمل والخدمات للمواطنين التي انحدرت إلى أدنى مستوى لها.
ثالثاً: التحضير لانتخابات جديدة قبل موعدها الدستوري، يمكن أن تحسم الفارق القليل بين الكتل الرئيسية مع تعهد الكتل المشاركة بقبول نتائجها وتداول السلطة بروح ديمقراطية.
إذا تعذر هذا الحل في فترة قريبة فالقوى السياسية غير المفسدة التي تهمها مصلحة الوطن والمواطنين لا مصلحة الطائفة والكتلة والحزب، مدعوة للتوجه للشعب ليقول كلمته سلمياً بالنزول للشارع والضغط على النخب السياسية المتصارعة ودفعها للتوافق على ما يريح الناس وينقذ العراق من كوارث قادمة لا محالة.



#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نموذج من الاضطهاد في الدول الدينية
- معارضون آخرون ومسألة النقاب
- تجمع وطني ديمقراطي أم سلفي؟
- رصاصات في الرأس لإستئصال الكلمات
- المضحك والمبكي في السياسة – تشريح -جماهيرية-
- الشيخ القرضاوي المثير للجدل
- نموذج لرجل دين شجاع
- الفتنة، من أيقظها ؟
- الطلبة أدرى بشؤون دنياهم -رجع التلامذة للجد تاني-*
- إشكالية الإصلاح الديني
- من الأكثر مقاومة ضمن -المقاومة-؟
- العملاق الصيني وأقلياته
- لا مكان آمن للحكام الديكتاتوريين
- الزلزال الإيراني – تشريح انتفاضة
- انتصار جديد للديمقراطية على البندقية
- من حزيران إلى غزة : ماذا جنى العرب من حروبهم
- الطالبانية والعالم المتحضر في الميزان
- عندما تحولت الشيوعية إلى وباء
- البديل المرشح لوراثة الاستبداد!
- عبثية مبادرة إخوان سوريا


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جورج كتن - حكومة وحدة وطنية أو الاحتكام للشعب