أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالرحمن اللهبي - انه مخاض















المزيد.....

انه مخاض


عبدالرحمن اللهبي

الحوار المتمدن-العدد: 3104 - 2010 / 8 / 24 - 17:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنه مخاض
أراقب الانشقاق الحاصل في المنظومة المذهبية سواء الحكومية أو غير الحكومية فالنهج المطبق في المملكة هو النهج الذي خرج به محمد بن عبد الوهاب في منتصف القرن الثالث عشرة الهجري في وقت ضعفت فيه الخلافة العثمانية و تضافرت فيه القوى العالمية لإنهاء الخلافة و التي سادت العالم ما يزيد على ألف عام.
في تلك الفترة خرج محمد بن الوهاب من وسط الجزيرة و المجتمع فيها مقفل على ذاته بعيد كل البعد عن التمازج مع الحضارات و تلاقح الأفكار و تطور الفكر الديني بما يتلاءم و ظروف العصر لاسيما أن الإسلام مرن و ليس جامد و نصوصه تنطلق من عموميات تتوافق و نطاقها إلا في ثوابت محددة بينة ليست في حاجة إلى تفسير و لا تأويل إلا لمن يريد أن يكيفها لخدمات دنيوية.
عندما غادر محمد بن الوهاب مسقط رأسه و أنطلق يبحث عن الاستزادة من العلم و المعرفة صدم بتباعد ما لمس و ما وجد فجال في الحجاز حيث أنكر عليه الكثير من علمائها و وجد ضالته لدى الشيخ محمد حياة سندي في المدينة المنورة ثم جال بعد ذلك في أصقاع الأرض حتى استقر في العراق و التي كانت ركيزة الجواسيس الغربيين و الذين يجهدون في غرس بذور تسرع في القضاء على الخلافة إذ بدا الغرب ببرنامجه الاستعماري.
قابل محمد بن عبد الوهاب الكثير الكثير ومنهم المدعو (هنفر)العميل البريطاني الذي جاء في مذكراته أنه ارتبط بمحمد بن عبد الوهاب بصداقة متينة و كان محمد بن عبد الوهاب من بيئة يعيش أهلها على سجيتهم تمتلئ قلوبهم بالطيبة و ليس لهم دراية بألاعيب السياسة و المكر و الخداع.
عاد محمد بن عبد الوهاب إلى مسقط رأسه و بدأ بنشر فكره الذي أنكره عليه اقرب المقربين له و منهم أخيه سليمان و لكن محمد بن عبد الوهاب مضى في طريقه يجاهد البدع و التي كانت منتشرة بكثافة في نجد و استعان بالأعراب في فرض فكره بالسيف و لشدة حرصه على نقاء الدين تجاوز إلى درجة التكفير على أمور لا تستوجب التكفير و كان ذلك مما يتناسب و مصالح الأعراب فأثخنوا في القتل و السلب و النهب و التنكيل وإن كان قيل أن محمد بن عبد الوهاب في أواخر حياته بدأ يتراجع عن التمادي في التكفير و محاولة التخفيف من غلواء الأعراب و لكن هيهات حتى أنه بعد وفاته توقف أحد أبنائه عن مواصلة الغزو تحت مسمى الجهاد فكتب له أحدهم و يسمى بن عتيق معاتبا يقول:تركت فريضة الجهاد و لزمت أذناب البقر.
بقي الأمر بين مد وجزر و دخلت المصالح الدنيوية إلى دعوة محمد بن عبد الوهاب و أخذت منعطفات متقاطعة و تقاتل مشايعوها فيما بينهم.
في بداية القرن العشرين و عندما كان آل سعود لاجئين عند آل الصباح في مستعمرة الكويت التي يحكمها الإنجليز و في إرهاصات الحرب العالمية الأولى و التي أجهز فيها على الخلافة العثمانية و التي بدأت بإخراج الخلافة من الحجاز بخديعة رسمت للشريف الحسين بن علي و الذي كان واليا على الحجاز من قبل الخلافة و دخول العميل لورنس ورسم الخطط للشريف الحسين للانقلاب على الخلافة بعد أن وعدوه بأن ينصبوه ملكا على العرب و كانت لعبة سايكس بيكون فيما كان المعتمد البريطاني في البصرة يجتمع بعبد العزيز بن سعود الشاب الفطن و الذي قلد فيه المعتمد البريطاني وسام الصليب لعبد العزيز بن سعود و كان المعتمد البريطاني في البصرة يرجع إلى حكومة بريطانيا في الهند بينما كان لورنس يتبع حكومة بريطانيا في مصر .
عند هزيمة الخلافة العثمانية و تقسيم تركتها كان جل هم الغرب الا تقوم خلافة و يشتد أزرها و كان عبد العزيز رجلا طموحا فقام باحتلال الرياض و مهاجمة بن الرشيد و الذي كان يراهن على الخلافة العثمانية ثم اتجه إلى الحجاز و احتله و أضاف الحرمين الشريفين إلى دولته الناشئة و تم ذلك بالاستفادة من الأعراب و دعم القوى العظمى وكان عبد العزيز قد أدخل في روع الأعراب أنهم إنما يقاتلون كفارا وبفتوى من مشايخ متشبعون بهذا الفكر و فوق ذلك هم بذاتهم مجبولون على الغزو و النهب و السلب و كان الدين أقوى مبرر لهم و استقر الأمر لعبد العزيز بن سعود بعد وضع حدا لتمادي الأعراب و سحقهم في موقعة السبلة.
عندما استقر له الأمر فرض النهج الخاص بمحمد بن عبد الوهاب و الذي يتسم بالتشدد كما جهد في فرض عادات و تقاليد وسط الجزيرة و اعتبار كل مخالف للنهج خارج عن الملة و منع تدريس المذاهب و حصر أمور الشارع في أهل نجد و علمائها و فكرهم.
تتالت الأيام و تبدلت الأحوال فتبين أن هذا الفكر لا يتماشى مع العصر و خاصة بعد أن نبت ما سمي بالصحوة و التي تكاتفت فيها مصر السادات و السعودية لصد الفكر الشيوعي و جند الشباب للقتال في أفغانستان و خرج سيد قطب بكتابه الفريضة الغائبة و خرج علينا أشكال و أنواع من المفتين و المنظرين و من أسموا أنفسهم بالدعاة يلهبون صدور الشباب حتى هزم الفكر الشيوعي و سقط الإتحاد السوفييتي عندها وجد الشباب أنفسهم في ضياع فلا ديارهم قبلتهم و لا يتقنون غير القتال فنبتت أفكار شيطانية كالتكفير و الهجرة و القاعدة و ما شاكلها و قاموا يخبطون خبط عشواء حتى مس القرح دولهم و أهلهم ومن أنبتهم و تحول الإسلام إلى غول و عنوان لهمجية و مكروه من جميع شعوب الأرض.
تنبهت الدول لذلك و قامت تكافح ما سمي بالإرهاب في مكان و بالفئة الضالة في مكان آخر و خرج من يجابه هذه المكافحة و ينافح و يشتد في إعادة التشدد و التقوقع و العودة إلى أفكار لا تمت لعصرنا بصلة و لا تصلح إلا لعصور سلفت و أنقسم أصحاب النهج حتى بلغ بهم الأمر حد التسافل و تجاوز الأمر إلى القضاة يتقارعون على المواقع النتية و الأحاديث في المجالس و تلك لعمري هي بوادر بزوغ فجر جديد و لنا في استقراء التاريخ عبرة..
إنني أرى مخاض و أحسب أننا متحفزين لاستقبال فكر يلتزم بالثوابت الإسلامية و لكن بعقلانية و بالابتعاد عن آفة التحوط و سد باب الذريعة و التمسك بعادات بالية أكل الدهر عليها و شرب و أصبحت كالمواد المنتهية الصلاحية تضر ولا تنفع و لسوف يعود الإسلام إلى سماحته ومرونته و يبتعد عن الغلظة في الطبع و النهج و المسلك و المصالح الخاصة و المنافع الدنيوية و يكون الأمر كله لله و الله من وراء القصد.
عبدالرحمن اللهبي
[email protected]
كاتب مستقل



#عبدالرحمن_اللهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و الله ليس هذا الإسلام
- أصالة
- الظروف الدقيقة
- أهل الطرب
- إنهم يكرهون الحب
- أي اسلام تريدون
- إنكسار الصهاينة
- أنتم السبب
- يتطاولون في البنيان
- نادين البدير
- هل هيئة الأمر بالمعروف هي العصا الغليظة لكسر ارادتنا
- أمراء المناطق
- توقف الحياة عندما تحل الفرضة
- المئذنة و الغرب
- ترجمة لما جاء في الجارديان عن كارثة جدة
- تفو...تفو...تفو
- إن نسيتم نسيكم الله
- كلام عن كارثة جدة
- إن هذه أمتكم
- هل يحدث


المزيد.....




- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالرحمن اللهبي - انه مخاض