عماد الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 3104 - 2010 / 8 / 24 - 16:23
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
آذار من العام المقبل سيشهد استضافة عراق الحضارات لمؤتمر القمة بحضور رؤساء وزعماء الدول العربية وكما ورد في تأكيدات الأمين العام المساعد للجامعة العربية ( احمد الحلي ).
إن موافقة الجامعة العربية على انعقاد المؤتمر في بغداد هي شهادة على براعة وذكاء قادة الخارجية العراقية في تنقية أجواء العلاقات بين الحكومة العراقية وحكومات البلدان العربية وتحدى للقوى الحاقدة على العملية السياسية الديمقراطية في العراق الجديد التي بذلت ولازال جهود مضنيه من اجل تعكيرها وتعميق الخلاف بين قادتها والقادة العرب .
ولا يخفى على احد بان الأهداف الرئيسية لهذه القوى هي إبعاد العراق وعزله عن الصف العربي.. لذا فان انعقاد هذا المؤتمر في بغداد هو ضربه موجعه لها وإفشال لمخططاتها.. انه صفعه قويه غلقت كل أبواب الاتهامات البائسة للساسة العراقيين بالابتعاد عن الصف العربي والتخلي عن عروبة العراق.
حقا دور دبلوماسي متميز للخارجية العراقية في التصدي لهذه القوى و النصر عليها في هذا الوقت الحرج من تزايد نشاط الإرهاب في الساحة العراقية والذي يعتبر من أقذر وسائلها.
لقد كان استهداف مقر وزارة الخارجية والفنادق الكبرى إضافة إلى العديد من المناطق الحساسة في بغداد هو احد الوسائل الدنيئة لهذه القوى الحاقدة في عكس صورة غياب الأمن وانعدام الاستقرار في بغداد والحيلولة دون موافقة الجامعة العربية على استضافة المؤتمر.
وردا على إعلان الرئيس الجزائري ( بوتفليقه ) عن عدم مشاركته بالمؤتمر مادام العراق تحت الاحتلال نقول .. إن مهمة القوات الأميركية تنتهي نهاية هذا العام حسب الاتفاقية الأمنية بين العراق وأميركا ولا أنكر بأنها ستبقى محتفظة بقواعد عسكريه.. وإذا كان موضوع الاحتلال هو السبب وراء غضب سيادته والإسراع بتصريحه في عدم المشاركة فاذكره بعلاقاته المتطورة مع المحتل الفرنسي وزياراته المتكررة لرؤسائه وآخرهم ساركوزى بالرغم من استمرار رفضهم للاعتذار من الشعب الجزائري عن خسائره التي تقدر بالملايين من الشهداء .. أما إذا كان موضوع القواعد العسكرية هو المشكلة فعليه مطالبة جميع الحكام العرب بغلق القواعد الأجنبية في بلدانهم.
وعن مباركة الشيخ ( حارث الضاري ) لإعلان الرئيس أعلاه نقول لسيادته.. إن الاستمرار في عداء العملية السياسية الديمقراطية للعراق الجديد يعنى المزيد من الدماء العراقية.. عليك سيدي حقنها وطي صفحات الماضي ووضع مصلحة العراق فوق الكل وإعطاء الفرصة لحكومة العهد الجديد بأداء واجبها بالشكل الصحيح اتجاه الشعب العراقي.. أما التفكير بعودة العراق إلى الحكم الشمولي من جديد فلا اعتقد بان هناك بصيص أمل مطلقا !
على الساسة العراقيين الإسراع بتشكيل الحكومة لكي تباشر بالإعداد والتحضير لهذه القمة لأهميتها في دعم العراق سياسيا واقتصاديا .
واختم مقالي بتوجيه الشكر لمساعي قادة الخارجية العراقية على انتزاع هذا النصر الكبير.
#عماد_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟