البيان الختامي لمؤتمر إعادة تنظيم المدنية في المجتمع العراقي

مؤتمر إعادة تنظيم المدنية في المجتمع العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 940 - 2004 / 8 / 29 - 04:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

تحول العراق الى ساحة حرب دولية، أشعلت هذه الحرب المنطقة برمتها واصبح أمن المجتمع العراقي وجميع مقومات وأركان المعيشة وحياة الناس في العراق تحت طائلة هذه الحرب. عشرات من المدنيين يسقطون يوميا اثر هذه الحرب دون أن تكون لهم مصلحة فيها. الإرهاب والعمليات الإرهابية تزحف الى المناطق والمحلات السكنية، الى مناطق العمل والأسواق وكل زوايا المجتمع. الفقر والحرمان وعدم وجود فرص العمل هو العنوان الآخر لتحطيم المدنية في المجتمع العراقي. الملايين من العاطلين عن العمل يسحقهم الجوع وغياب أي بصيص للأمل في الخروج من هذه الأوضاع.

الحريات الإنسانية هي الأخرى أصبحت مهددة، توسعت رقعة انتهاكات الحقوق الأساسية للجماهير في حق التعبير والرأي والملبس كما وازدادت انتهاكات أخرى من قبيل تعذيب السجناء وتغييب المئات من المواطنين وإلصاق التهم للتخلص من المخالفين تحت مبررات وعناوين مختلفة مثل التجسس للاحتلال ومساندة الإرهاب، وتراجعت أوضاع المرأة وتصاعدت الانتهاكات الصارخة بحقها وفرض في مناطق كثيرة القوانين التي تفرض عليها أوضاعاَ دونية وإعادتها الى المنزل..كل هذه الأوضاع جعلت المجتمع والبشرية في العراق أمام آفاق مظلمة.

لا يمكن مواجهة الإرهاب بالإرهاب. إن مواجهة الإرهاب هي مواجهة سياسية واجتماعية قبل أن تكون مواجهة عسكرية واستخباراتية. إن الملايين من العراقيين هم ضحية الصراع والحرب بين أمريكا والإسلام السياسي وبقايا البعث. إن هذه الحرب لا مصلحة للناس في العراق فيها غير انهم يدفعون الثمن من حياتهم. إن استمرار هذه الأوضاع تعمق يوما بعد يوم من الأزمة السياسية والاقتصادية وتهدد جميع أركان المجتمع بحرب قومية وطائفية وعشائرية. ما يحدث اليوم في النجف وبالأمس في الفلوجة وسامراء ومناطق أخرى في العراق، من قتل وتدمير وانتهاك للحقوق المواطنين هو النموذج الذي يراد فرضه على المجتمع العراقي.

إننا نعلن عبر مؤتمرنا هذا من أحزاب ومنظمات ونقابات وشخصيات وأطراف سياسية ونسوية وعمالية ومهنية، مسؤوليتنا تجاه المجتمع العراقي وأمن وحياة مرفهة وكريمة لجميع من يسكن او يعيش في العراق دون النظر الى انتمائه السياسي والفكري والجنسي والقومي والديني.

إن إعادة تنظيم المدنية في المجتمع العراقي من بث الروح الى جميع مرافق الحياة في المجتمع العراقي وتوفير الأمن وصيانة الحقوق والحريات المدنية وتأمين شروط الحد الأدنى للمعيشة للإنسان هو المهمة الملقاة على جميع القوى التي تدخل في منهاجها مناصرة الإنسانية. إننا من وفود المؤتمرين من أحزاب ومنظمات وشخصيات ونقابات والتي تجتمع في هذا المؤتمر او التي خارجه نلتزم التعاون لتطبيق المبادئ الواردة في هذا البيان، وفي نفس الوقت نقرّ الالتزام بورقة العمل المطروحة في المؤتمر ونوافق على العمل على توسيع جبهة إعادة تنظيم المدنية بمخاطبة جهات أخرى غير حاضرة في المؤتمر.



حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني، حزب الحل الديمقراطي الكردستاني، الحزب الشيوعي العمالي العراقي، حزب البناء الديمقراطي، حركة اليسار الديمقراطي، تجمع الديمقراطيين الاحرار، مؤسسة العراق الحر، مركز الدفاع عن حقوق الاطفال في كردستان، مركز الان للثقافة الديمقراطية، جمعية الدفاع عن العوائل المشردة في البصرة، ممثلية شبكة العاطلين في الخارج، منظمة حرية المرأة في العراق، جمعية حقوق الرياضي، اتحاد العاطلين في المقدادية،نقابة شركة غاز الجنوب، الاتحاد العام لنقابات عمال المقدادية، اتحاد العاطلين في البصرة، نقابة الكهرباء والتوزيع في البصرة، خليل –نقابة المحاسبين، الاتحاد العام للمجالس والنقابات في العراق، د علي داود سلوم استاذ القانون الدولي، وسام شاكر حميد طبيب، المهندس رشيد توفيق عبد القادر، شهاب علي شهد.



مؤتمر إعادة تنظيم المدنية في المجتمع العراقي يختتم أعماله بنجاح كبير في مدينة بغداد



في الساعة العاشرة و40 دقيقة من صباح يوم 25 آب 2004 افتتحت جلسات أعمال مؤتمر إعادة تنظيم المدنية في المجتمع العراقي في فندق مريديان، وبحضور عشرات المنظمات والأحزاب والنقابات والشخصيات السياسية والمهنية والعمالية والنسوية والذين قـدموا من مختلف أنحـاء العراق وبحضور عدد كبير من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية. فلقد شارك في المؤتمر ممثلي الحزب الديمقراطي الكلداني ،الجمعية العراقية للتنمية والاعمار، رابطة الإبداع الثقافي، مركز الآن للثقافة الديمقراطية، نقابتـي الكهرباء والغاز في البصـرة، جمعية الدفاع عن العوائل المشردة في البصـرة، حركة اليسار الديمقراطي، مؤسسة العراق الحر، نـقابة الصحفيين، حزب العدالة، المجمـع الثقافي، حزب البناء الديمقراطي، منظمة نهضـة المرأة، منظمة الدفاع عن الأطفال في كردستان، حزب الحل الديمقراطي الكردستاني، اتحاد العراق العراقيين وكما حضرت عضوة مجلس الحكم السابق صونكل جابوك … تأخر افتتاح المؤتمر لمدة 40 دقيقة بسبب الاختناقات المرورية في مدينة بغداد والأوضاع الأمنية المتردية..وكانت اللجنة التحضيرية التي أشرفت على تنظيم سير أعمال المؤتمر قـد تكونت من سمير عادل رئيس المكتب التنفيذي للحزب الشيوعي العمالي العراقي وينار محمد رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق وفلاح علوان سكرتير اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق وقاسم هادي سكرتير اتحاد العاطلين عن العمل.

بدأت جلسات المؤتمر بكلمة افتتاحية قرأها سامح عاشور نائب سكرتير اتحاد المجالس والنقابات العمالية ثم قدم سمير عادل بحثاً بعنوان تنظيم المدنية في المجتمع العراقي وقـوى السيناريو الأبيض للحزب الشيوعي العمالي الذي يرعى المؤتمر ثم قدمت ينار محمد بحثا حول دول المرأة في إعادة تنظيم المدنية وبعدها جاء بحث فلاح علوان حول العمال ودورهم في تنظيم المدنية واخيرا كان بحث قاسم هادي حول إنهاء مشكلة البطالة في العراق ودور هذه المشكلة في إعاقة تنظيم المدنية إذا بقيت دون حل.. ثم بدأت الفقرة الثانية بعد استراحة قصيرة والتي قدم ممثلي الأحزاب والمنظمات والنقابات أبحاثهم وكلماتهم ومداخلاتهم وبعد فترة الغـداء وزعت مسودتـي ورقـة العمل والبيان الختامي ومشروع الحزب لإنهاء السيناريو الأسود للمؤتمر، ونوقشت بإسهاب وجرى التعديل على عدد من الفقرات والعبارات وإضافات لفقرات أخرى ثم تـم التصويت على الإطـار النهائي وبعد ذلك على الفقرات جميعها. كمـا ستعمل صحافة الحزب بالتغطية الشاملة لبحوث المؤتمر ونشر ورقة العمل والبيان الختـامـي وصور ولقاءات للعديد مـن الذين شاركوا في المؤتمر إلى جانب التغطية الإعلامية الواسعة التي قامت بها وسائل الإعلام.

والجدير بالذكر كان هذا المؤتمر هو محل تساؤلات وسائل الإعلام التي ظهرت في مقـابلاتهـم مـع أعضـاء اللجنة التحضيرية في الوقت الذي يخيم كابوس الحرب والإرهاب وانعدام الخدمات الاجتماعية وغياب الدولة في المجتمع العراقي، إلى جانب ذلك كان للمؤتمر وقعه السياسي الكبير قبيل وأثنـاء انعقاده والنجاح الكبير الذي حققه. حيث قامت تنظيمات الحزب الشيوعي العمالي في مدن بغداد، البصرة، ديالى، الناصرية، وكركوك بحملة لصق البوسترات التي حملت عنوان" مؤتمر إعادة تنظيم المدنية في المجتمع العراقي وأسمـاء الأحزاب التي وقعت على وثيقة الدفاع عن حقوق الجماهير بوجه الحرب الإرهابية وتهديدات الحرب القومية والعشائرية والطائفية.." إلى جانب تشكيل وفود لـزيارة الأحزاب والمنظمات والنقابات للمشاركة في هذا المؤتمر. وكان خروج جميع الأطراف التي شاركت في المؤتمر بتصوير مشترك وبغض النظر عـن الخلافات السياسية والفكرية من اجل إنقاذ المجتمع العراقي من أوضاع السيناريو الأسود، هي رسالة واضحة للمجتمع العراقي والعالم بأن هناك تيار ثالث أنسانـي عارم غير البديل الأمريكي والإسلام السياسي يناضل من اجل مستقبل افضل للبشرية في العراق.



مؤتمر إعادة تنظيم المدنية في المجتمع العراقي

بغداد/ 25 / 8/ 2004

#مؤتمر_إعادة_تنظيم_المدنية_في_المجتمع_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات