نقولا الزهر
الحوار المتمدن-العدد: 940 - 2004 / 8 / 29 - 02:37
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
شذرات من (المقامةِ البربرية)
لم يتمكن الأحبةُ أن يعانقوا الذين غابوا عنهم أعواماً وعقودْ ..
كانت بينهم غاباتٌ من البنادقِِ والسلاسلِ والقيودْ ..
من بعـــــــــــيد.............
كانت الأناملُ تلوِّحُ بضمائم البنفسجِْ....
والزنابقِ والورودْ ...
أنامل الأحفادِ والأبناءِ والزوجاتِ والأمهاتْ...
والآباءِ والإخوةِ والأخواتْ ....
والعاشقاتِ....
اللواتي ما زِلنَ على العهودْ .......
********
المشهد على أدراجِ العمارةِ الرمادية..
من العصورِ البربرية...
بنادقُ وحراسْ ...
أيادي محصورة بالجنازيرْ...
وجوهٌ شاحبة متعطشةٌ لقطراتِ شمسٍ تموزية...
وعيونٌ غائرة متلهفة لأرصفةِ ومقاهي المدينة...
حاملو الباقات ...
أياديهم على أفواهِهم تطيِّرُ قبلاتٍ.... وقبلات...
لم تكن تسترْ عيونَهم الشاردة...
على أحبةٍ تركوا بيوتَهم منذ عصورٍ زمنية...
********
في قفصٍ صغيرْ.. حشِرَتِ الأجسادُ...
قضبانه لم ترحم صدوراً ولا ظهوراً...
ومن العذابِ لم تنجُ العيونْ ....
حين راحت تنظر إلى الميزانِ المعلقِ على جدارِ البهو الكبيرْ...
والكتبِ المقدسة المرصوفةِ على المنصةْ ....
هذا هو عذابُ العيونْ!!....
وجَلْدُ العيونْ!!...
وفقءُ العيونْ!!...
**********
بعد طول انتظار..
صعَدَ رجلٌ منفوخُ الأوداج...
مترهِّلٌ، وفاحمُ السوادِ تحت الجفونْ.....
إلى منصةٍ كبيرة، مع حاشيته وظرفِه المختوم..
أخرج الأوراقَ وراح يتلو المطوَّلةْ..
حين يتلكأُ كان ينقذه جاره على اليمين...
في قراءةِ ما هو مرسومْ .....
انتهى من مقامةِ (القانون).....
دخلَ في مقامةِ (السنين)...
وأرباعٍ القرون ..
وأثلاثِ القرون...
وأصنافٍ لا تعد ولا تحصى..
من أنواعِ الحجورْ
***************
ركبَ، الذين خارجَ السربِ يغردونْ ..
في الحافلة المسيجة بكل أنواع الشباكْ ...
العيونْ... بقيت على العيونْ...
وانطلقت الزنزانةُ المتحركةُ بجنونْ...
وصفيرٍ ملعونْ..
إلى حيثُ توارى السنونْ....
في شرقِِ المدينةِ......في شمال المدينة....
في جنوبها... وغربها...
أيـــــــــن المدينة ؟؟؟؟؟؟؟
نقولا الزهر-دمشق –21-4-1994
#نقولا_الزهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟