|
إضافة ثرية .. و تحد جديد
عبدالقادر حميدة
الحوار المتمدن-العدد: 940 - 2004 / 8 / 29 - 02:28
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
( لوجون أفريك ) بالعربية في عددها الأول :
إضافة ثرية .. و تحد جديد
عرض / عبدالقادر حميدة
حاجة القارئ العربي إلى أكثر من نافذة يلقي من خلالها نظرة على الفضاءات القريبة و البعيدة ، هي الدافع الرئيسي الذي مكن المجلة الشهرية الشهيرة ( لوجون أفريك ) من أن تطل علينا بداية من جوان الماضي باللغة العربية ، بعد أن توافرت عوامل أخرى جعلت المؤسس الصحفي بشير بن يحمد يرفع التحدي .. منها عثوره على الصحفي المناسب الصافي سعيد .. كانت هذه إشارة من رسالة المحرر التي أجاب فيها عن سؤال : لماذا لوجون أفريك بالعربية ؟ .. و من هذه الإشارة نمد جسرا نحو هذه المجلة مرحبين بها في لغة الضاد ، و مهنئين مؤسسها على هذه الصفحة الجديدة من صفحات التحدي ، التي و بدون شك ستكتب بحروف من ذهب في تاريخ الصحافة العربية ، و مهنئين في ذات الوقت القارئ العربي بهذا الينبوع الجديد ، مع تأكيدنا على ضرورة أن يرتشف منها .. لأنها أكثر من مجلة ..فهي " .. ناقلة و حاملة لأربع مجلات ناطقة بالفرنسية هي : الأسبوعية ( الأنتليجنت ) ، و الشهريتان " أفريك ماغازين ) و ( إيكو فينانس ) ثم الفصلية ( ريفي دي لأنتيليجنت ) ، وهي مجلات تمتاز بالجرأة و الموضوعية و حق الاختلاف .. " و حين تدنو أخي القارئ من هذا الينبوع الجديد ، بل وحين يصطفيك نهمك بأن تكون أحد المطلين من هذه النافذة ، فإنك ستجد العدد الأول الصادر في جوان 2004 ، ثريا و متنوعا ، سياسيا و ثقافيا ، و مغريا للقراءة ، و جذابا محفزا على انتظار الأعداد القادمة .. فعلى غلافه نقرأ عبارات الملف الرئيسي ( العرب في عين الغرب .. كيف يروننا ؟ لماذا يكرهوننا ؟ ) و ( الشرق الأوسط الكبير .. الحلم و الكابوس ) ن و عن المغرب نقرأ ( ثورة الحريم الناعمة ) ، و عن الجزائر ( بوتفليقة الثاني و الأخير ) ، و عن موريتانيا ( مذكرات ولد دادة ) ، كما نجد اعترافات رجل جذاب جدا عن الممثل عمر الشريف ، و بلاتر يتحدث عن المونديال في باب الرياضة .. و تجيء البداية بالعمود الذي يكتبه الصحفي بشير بن يحمد في الأنتليجنت كل أسبوع و الموسوم ب ( في ما أعتقد ) ، و قد تم اختيار اثنين منه لهذا العدد ، و نمر بعده لصفحة خاصة بالصحفي الصافي سعيد عنوانها الدائم " خارج الزمن الإمبراطوري " و هي تمثل مرايا خط المجلة ، و جاء عنوان هذا العدد " الهذيان الأمريكي الكبير " .. و في سياسات نقرأ أحد مواضيع الغلاف و هو ( لعبة الشرق الأوسط الكبير ، حلم للشعوب أم كابوس للقادة ؟ ) بقلم فرانسوا كافالييه ، يطرح فيه العديد من الاستفهامات ، و يستهله بعبارة للرئيس اليمني علي عبدالله صالح ( علينا أن نقص شعرنا بأنفسنا قبل أن يحلق لنا الأمريكان رؤوسنا ) ، متحدثا عن مشروع " الشرق الأوسط الكبير " الذي " لا نعرف حتى الآن سوى المخطط الإجمالي منه .. " ويؤكد كاتب المقال أن المشروع الأمريكي يحدد ثلاث نقائص أساسية من الضروري العمل على تلافيها هي : الحريات ، التعليم و المرأة يلي ذلك مجموعة من التوصيات منها على سبيل المثال : نقل جزء لا يستهان به من النفقات العسكرية إلى ميزانيتي التعليم و التكوين و إنشاء بنك لتنمية الشرق الأوسط الكبير على غرار البنك الأوروبي .. و قد أضاف السيد فرانسوا أن الدهاء في صياغة هذه النقاط يتمثل في محاولة أمريكية لمغازلة " الشارع العربي " ، و وضع فرنسا خاصة في وضعية غير مريحة ، و في جعل نقطة العراق مرتكز أساسي بدل الملف الإسرائيلي – الفلسطيني ، في الوقت الذي تصر فيه فرنسا و ألمانيا بدرجة أقل على وضع الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني في قلب الإشكالية .. و من جهتها تباينت ردود فعل الدول العربية بين مؤيدة قطر ، موريتانيا و المغرب و رافضة مصر ، الأردن و السعودية و البيان المشترك الصادر في الرياض في 25 فيفري الماضي واضح كل الوضوح و الذي جاء فيه : ( لن نقبل أبدا أي نوع خاص من الإصلاحات يفرض على البلدان العربية من الخارج ..) ، بنما ترى الجزائر أن هذا المشروع " لا يأتي بجديد " .. و ينهي الكاتب مقاله هذا بأن هذا المشروع يبقى ظرفيا طالما أنه متعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل .. و قد جاء في سياسات أيضا مقالات أخرى منها : أبعاد صدمة تونس بقلم سامي غربال ، و بورتريهات لكل من السيستاني ، مقتدى الصدر و الشهيدين الشيخ ياسين و الرنتيسي .. كما كتب جان دانيال رئيس تحرير المجلة الفرنسية ( نوفيل ابسرفاتور ) و مؤلف كتب عديدة آخرها ( السجن اليهودي ) ، عن كتابه هذا ( الانحراف المفارق ، لشعب مفارق .. ) ، لنصل بعدها إلى الملف و موضوع الغلاف ( العرب في عيون الغرب .. لماذا يكرهوننا ؟ و كيف يروننا ؟ ) بقلم الصافي سعيد ، الذي افتتحه مفتتحا ذكيا بعبارة لرفاعة الطهطاوي في كتابه ( الإبريز في تلخيص باريس ) وهي : " بين العرب و الغرب نقطة .. و يالها من نقطة ؟ ) ليطرح بعدها عدة استفهامات شيقة و جديرة بالقراءة : من يكره من ؟ هل الغرب هو الذي يكره العرب و المسلمين ؟ أم المسلمون و العرب هم الذين يكرهون الغرب ؟ هل الكراهية معطف ضد الخوف من الانحلال و التبخر أو الانسحاق ؟ أم هي مظهر استعلائي و تحقيري لكل من هم أقل درجة و ثقافة و تمدنا ؟ .. تليها قراءة ممتعة بقلم مالك شبيل عن برنار لويس بعنوان : سوء فهم أم خلط متعمد للإسلام ؟ ما الذي حدث بالضبط ؟ و في ختام الملف لمحة موجزة عن منظري و مفكري بوش و هم : كارول روف ، بول وولفيتز ، و ريتشاربيرل .. و عن وضعية المرأة في بلدان مغاربية تكتب فدوى ميادي عن إصلاحات العائلة بالمغرب تحت عنوان : ( ثورة ناعمة في المغرب / الملك و النساء و الأخوان ) ، ونجد هامشا يتحدث عن المرأة التونسية و تحررها المبكر ، بينما يرى هامش آخر أن المرأة في الجزائر تتعرض ( لظلم تاريخي ) .. و عن الجزائر .. مقالات بخصوص استفتاء الثامن من أفريل الماضي ( بوتفليقة الثاني و الأخير ) و ( الوعود و المهمات ) ، تعتبر أن النتائج ما هي إلا انعكاس لإرادة شعبية ترغب في مواصلة ما تم الشروع فيه .. يليه مقال رائع سرد فيه كاتبه فرانسوا سودان قصة عبدالقدير خان البطل القومي الباكستاني الذي تحول من بطل إلى بائع أسلحة ، كما نجد فصلا من مذكرات الرئيس الموريتاني الأسبق مختار و لد دادة .. و في الرياضة أيضا نعثر على حوار ممتع مع جوزيف بلاتر ، يتحدث فيه ابن الفلاح السويسري الذي صار إمبراطورا للفيفا عن المونديال و معاركه و التزاماته، نفس الشيء بالنسبة للرئيس السنغالي الأسبق عبدو ديوف .. و في باب ثقافات نقرأ تحقيقا عن اتحاد الكتاب التونسيين بعنوان ( القلعة تتصدع ) ، و حوارا مع الروائية السنغالية ( فاتو ديوم ) , و آخر مع الروائي ذي الأصل الجزائري أنور بن مالك بمناسبة صدور روايته الأخيرة ( هذا اليوم سيأتي ) .. و لعل أروع ما في هذا الباب ما كتبته علياء بلحاج عن مذكرا غارسيا ماركيز ( أن تعيش لتحكي ) بعنوان ( معنى الحياة ..في فعل الكتابة / ماركيز إن حكى ) .. يليه حوار مطول مع ( شيخ الجنتلمانية الشرقية .. عمر الشريف ) و مقالات عن الموسيقى و التلفزيون .. و بعد ركن وجوه نقرأ في ( ذاكرة ) عن فيلم ميل غيبسون ( آلام المسيح ) بعنوان ( الذنب الذي لن يغتفر .. من قتل المسيح ؟ اليهود أم الرومان ؟ ) .. و هكذا و بعد هذا العرض الخفيف يتبين أن مجلة ( لوجون أفريك ) بالعربية إضافة ثرية للغة الضاد ، ورافد ثقافي جديد لا يمكن الاستغناء عنه ، و نافذة سنظل نطل منها بكل تأكيد ، على كل جيد و جديد ..
عبدالقادر حميدة الجزائر
#عبدالقادر_حميدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في مكتبة الوقت
-
حالات من الغيم المستتر
-
صبية بدون إثم
-
أن تعيش لتحكي .. و تحكي لتعيش
-
المرايا و المتاهات لبورخيس
-
متعة القراءة .. و لذة الإكتشاف
-
حديث عن المجموعة الأولى للشاعرة السورية فرات إسبر / مثل الما
...
-
الربيع يؤجل السفر
المزيد.....
-
تونس: هجوم بسكين على عنصر أمن نفذه شقيق مشتبه به في قضايا إر
...
-
مقتل عنصري أمن في اشتباكات بحمص بين إدارة العمليات العسكرية
...
-
نتنياهو يضع عقبة جديدة أمام التوصل لصفقة تبادل للأسرى
-
زلزال عنيف يضرب جزيرة هونشو اليابانية
-
موزمبيق.. هروب آلاف السجناء وسط أعمال عنف
-
الحوثيون يصدرون بيانا عن الغارات الإسرائيلية: -لن تمر دون عق
...
-
البيت الأبيض يتألق باحتفالات عيد الميلاد لعام 2024
-
مصرع 6 أشخاص من عائلة مصرية في حريق شب بمنزلهم في الجيزة
-
المغرب.. إتلاف أكثر من 4 أطنان من المخدرات بمدينة سطات (صور)
...
-
ماسك يقرع مجددا جرس الإنذار عن احتمال إفلاس الولايات المتحدة
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|