أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين عجيب - يتامى جبلة














المزيد.....

يتامى جبلة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 940 - 2004 / 8 / 29 - 02:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ملاحظات على هامش مهرجان جبلة الثقافي الأول

مع حلول مساء الجمعة يكون المهرجان الثقافي قد انتصف بفعالياته المختلفة,وتوضحت الملامح الأساسية العامة التي تحكم المهرجان والثقافة السورية عموما. كان خياري منذ بداية كتابتي في الشأن السوري,الفصل التام بين الأشخاص وبين الممارسات والأفكار والنصوص,الأشخاص وبغض النظر عن مواقعهم الاجتماعية والثقافية خارج دائرة اهتمامي, على العكس من الممارسات والنصوص والأفكار التي يروجون لها ضمنا أو صراحة,والتي أعتقد أن في نقدها حياتها, أو تتحول إلى عادات وطقوس تتكرر بشكل آلي يبعث على السخرية والشفقة لا غير.
حضوري لفعاليات المهرجان أكّد لي عمق الأزمة السورية,والسياسة وأهلها ليست سوى سطح جبل الجليد العائم فوق كتلة صمّاء من الفكر الجامد نتقاسمه كما نتقاسم الهواء,والمشكلة الأساسية هي المثقف السوري اللاهث خلف دور, عبر ممارسة ونص وأفكار,ليست سوى أصداء باهتة لما تنتجه دوائر السلطة والثروة والنفوذ,وقد تكررت مرة بشكل مأساة وتتكرر اليوم بشكل م.......ة.

*
يمكن التمييز بسهولة بين ثلاثة مستويات تتوزع على الحضور والمشاركين,الفئة الأولى تتكون حصرا من المثقف المسلّح(أتجنب التسمية بعدما بدأت المواقع الإلكترونية حتى,تفرض رقابتها ) والسلاح هنا ليس الإبداع والإنجاز عموما, بل الموقع الذي يحتلّه كمسؤول له دور وشأن في القرار الثقافي أو الاجتماعي. فئة مدللة دوما وتحتكر المكاسب المادية والمعنوية على السواء. وهي معروفة للجميع ومتوفرة في جميع البلدان العربية,وقد تحولت الأنشطة الثقافية المختلفة لديهم إلى تبادل منافع كما تحولت المهرجانات بفضلهم إلى ممارسة موحّدة بالجوهر وتختلف بالمكان والزمان.وأظن الذي يحدث في جبلة تكرر في جرش أو بعلبك أو المغرب والمشرق وسيتكرر اليوم وغدا.
الفئة الثانية: هي الجلاد والضحية بنفس الشخص, يقومون بكل الجهود اللازمة لانجاح العمل, وبنفس الوقت يكررون الممارسة الاجتماعية والثقافية التي تكرس التراتبيات المتعددة والتي تضمر ثنائية موروثة من عصور العبودية: ثنائية البطل والتافه أو العظيم والصغير. شخصية فصامية بشكل صريح تتمزق بين الاحتقار الذاتي وبين جنون العظمة وتلميع الصورة,أجد نفسي معهم فأكرههم وأتلذذ بجلد الذات.
الفئة الثالثة : تضم ما تبقى, العموم الذين يبحثون عن التسلية وتمضية الوقت, كذلك القراء ومن يحملون الهاجس المعرفي والثقافي بجد. ستمضي الثقافة في الطريق السهل:من سيئ إلى أسوأ, ما لم يتغير المركز و الاتجاه, بأن يتحول القراء إلى الحكم الفعلي, ويكسر الاحتكار الثقافي, الذي يتغذى على التسلط والجهل ويعيد إنتاجهما بشكل دوري ومستمر.

*
من نافل القول, أن المهرجان أفضل من عدمه, لكن من السخف وانعدام النزاهة,تجنب إبداء الرأي والملاحظة, وخصوصا أن المهرجانات تستهلك حصة من المال العام, مهما كانت ضئيلة تستوجب الشفافية ووضوح المعايير,وهذا الجانب سأتوسّع به في ختام المهرجان, الذي سأسعى إلى حضوره, رغم الجرعة الزائدة من الإحساس باللا جدوى, التي تسربت إلى عقلي ونفسي مع كل جهودي المبذولة للتكيف والمصالحة مع واقع جبلة واللاذقية وما يحيط بهما.

حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حارس النجوم
- المهرجان السوري
- تفكك الشخصية
- الرجل الصغير يحكم قبضته على المستقبل
- تعدد المعايير
- معايير مزدوجة
- وردة المتوسط
- موقع الرأي
- رأي هامشي سوري حول موقع الرأي الشيوعي السوري
- خيبة الثقافة العربية
- الشخصية اللصوصية
- جفاف عاطفي 2
- جفاف عاطفي أو الرماد السوري
- لا بد من الشعور بالمرارة
- الرأي والحقيقة
- مجّانية الرأي
- بؤس الأيديولوجيا
- تحولات أيديولوجية_2
- خداع الذات
- الليبرالية في سوريا - 3


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين عجيب - يتامى جبلة