حزب العمل الشيوعي في سورية
الحوار المتمدن-العدد: 940 - 2004 / 8 / 29 - 04:25
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
نرحب بالرفيق عماد شيحا ونهنئه إذا أطلق سراحه أخيراً، بعد أن استحلب النظام وعصر أي فائدة من إبقائه في المعتقل. بعد أن عصر أي تخيل، أي وهم، أي رائحة فائدة ولو من بعيد.. أكثر من 29 عاماً! هل تصدقون؟ زرنا رفيقنا عماد، زاره الكثيرون .... وأول من زاره سجانوه في اللحظات البكر لإطلاق سراحه. نعتذر إذ لا نستطيع التكهن كيف فكروا خلالها على الصعد السياسية والوجدانية والأخلاقية .... نستطيع أن نقارب أحاديثهم معه، إذ لابد أنها تشبه أحاديثهم مع مئات منا عندما أطلق سراحهم سابقا، نستطيع ذلك دون أن يقوله عماد لنا لكن. ما هو المهم في كل ذلك.. المهم أن عماد قد عاد من "الآخرة" . جئنا قبله وها هو معنا تحت الشمس مرة أخرى ها هو معنا ننتظر إفراغ تلك الآخرة أو ذلك الجحيم. كل العالم الذي يمتلك منطقاً مختلفاً عن النظام منطقاً ديموقراطياً إنسانياً متحضراً ينتظر ذلك، لقفل ملف الاعتقال على الرأي، لفتح أبواب المعتقلات إلى الأبد وهي فارغة إن ترك بضعة مئات من معتقلين الذي لا يريد النظام بإبقائهم إلا السماح لذلك العالم المختلف بنبش سمات وطبيعة النظام الجوهرية بقرائن إضافية، لماذا لا يلغي النظام هذه القرينة!، لماذا لا يلغي غيرها أيضاً أكثر بساطة منها؟ نقول إنها قوة الأشياء في طبيعتها وجوهرها حتى يثبت العكس.
أقام عماد ليلة أخيرة مع الرفيق عبد العزيز الخير في مهجع واحد اسألوه عن كل ذلك، ربما تدركون معنى ترك رفيق لرفيقه، إنسان لإنسان آخر وحيد في ذلك المكان، ربما تدركون معنى انتظارنا الآن وعماد معنى لإطلاق سراح أخر رفيق لنا في المعتقل، ربما ندرك سوية أن الوقت قد حان لنتكلم عن جماليات المكان، لنتكلم عن "نوستالجيا" حقيقية جداً بقدر ما هي عبثية جداً ، نتكلم عنها مرة أخرى بعد آلاف المرات ويكون معنا رفيقنا عبد العزيز كما هو عماد الآن وليكون ذلك "الجحيم" قد تحول إلى ذكرى.
#حزب_العمل_الشيوعي_في_سورية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟