بشير زعبيه
الحوار المتمدن-العدد: 3101 - 2010 / 8 / 21 - 12:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أيّ بطولة ؟؟ أية مشاعر , أية مبررات ؟! تلك التي تدفع انسانا لأن يحوّل نفسه الى قنبلة ثم ينسل بين صفوف جماعة من البشر, فينسف نفسه وينسف الجميع , وفي لحظة واحدة تتطاير الرؤوس والأطراف ويتفجر الدم و تتناثر الجثث ليكتمل مشهدا دمويا يتكرر هذه الأيام من العراق الى الصومال الى باكستان و أفغانستان ، لا حرمة للمكان فقد رأينا المسجد مسرحا لهذا النوع من القتل , ولا حرمة للزمان فها نحن نرى القتل نفسه يحدث في أيام شهر رمضان ..
هزتني كما هزت غيري الجريمة البشعة التي استهدفت قبل يومين مركز تطوع للجيش العراقي في العاصمة العراقية بغداد وأودت بحياة ستين شخصا واصابة ضعفهم من المواطنين الأبرياء العزل .. هزتني هذه الجريمة التي لا يمكن تصنيفها خارج كونها عملا ارهابيا يتسم بالجبن والغدر والنذالة وترفضه كل الأديان والاعراف الانسانية والقيم الحضارية مهما كانت ، هزتني هذه الجريمة كما هزتني قبلها جرائم التفجير والقتل الجماعي التي شهدتها الجزائر وقبلها المغرب ومن يدري القادم أين وضد من ؟!، ( و قبل أن يزايد علّي أحد أقول أيضا تهزّني وربما تدمرني كل يوم الجرائم اللاانسانية التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي في حق أبناء شعبنا الفلسطيني ولا حول لي هنا كما لا حول للكثيرين منكم سوى العجز وتراكم الحقد على العدو ) ، أي استخفاف بالروح وأي استخفاف بالقيم وأي استخفاف بالانسان عموما ، كيف يفكر هؤلاء القتلة ومن يقف وراءهم ويدفعهم الى المزيد من القتل ، اية قضية يمكن أن يدافع عنها أصحابها بمثل هذا الأسلوب الهمجي وكيف يمكن اقناع أي انسان متحظر بشرعيتها ؟؟ بئس القضية هذه التي يطلق أصحابها الرصاص والقنابل على الزحام , وينتهجون القتل من أجل القتل مبدأ !
كيف يمكن تبرير مثل هذه المجازر ؟! وأي عاقل سويّ يمكن أن يتعاطف مع فاعليها ؟! وكيف يمكن أن نلوم الآخر على اتهامنا وربط سلوكنا ومعتقداتنا بالارهاب ونحن نقدم اليه كل يوم ما يكفي من الحجج والقرائن ما يعزز اتهامه هذا ؟!
لا حاجة لي ولا وقت لديّ أيضا ليجادلني أحد حول شرعية المقاومة ضد المحتل وحق الناس في الكفاح من أجل الحرية , نعم لمقاومة الاحتلال , لا للقتل من أجل القتل , هذا مبدأ مجمع عليه من قبل جميع الأسوياء , ولا أعتقد كما أسلفت أن ثمة عاقلا قد يجرؤ على المقاربة بين مقاومة المحتل وما نراه يحدث في أسواق العراق ومساجد باكستان و شوارع الصومال على سبيل المثال ..
لقد راودتني قبل أيام حفنة من الأمنيات الجميلة بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم ، وكأني اليوم بالشرّ يطل مخرجا لي لسانه مستهزئا بأمنياتي شامتا كأنه يؤكد : (( ليس في الامكان أفضل مما كان )) .
ومع ذلك هل لنا غير أن نظل نحلم بمستقبل أفضل ولو أقل شرا وحقدا ودموية !!!
#بشير_زعبيه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟