أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - حازم صاغيّة - قبائلنا وقبيلة أميركا














المزيد.....

قبائلنا وقبيلة أميركا


حازم صاغيّة

الحوار المتمدن-العدد: 3101 - 2010 / 8 / 21 - 10:33
المحور: بوابة التمدن
    


الحياة
السبت, 21 أغسطس 2010

عند كلّ محطّة عراقيّة كبرى، يُستعاد تاريخ منطقتنا وثقافتها ولغتها السياسيّة وطرقها في النقد والنقد الذاتيّ.

والآن، مع الانسحاب الأميركيّ، ما الذي يزخر به العراق، ومن ورائه المنطقة؟

العنوان الأبرز الذي يسجّله بعض العرب، بمن فيهم عراقيّون، بحماسة ونشوة، هو: تجدّد نشاط «القاعدة» وتوسّعه. ومثل هذا الاحتمال، وهو للأسف كبير الحظّ، يعني مزيداً من القتل الطائفيّ، واقتراباً أكبر من حافّة الحرب الأهليّة المفتوحة، وتوسّعاً لرقعة اللاتسامح في الحياة العراقيّة، والعربيّة، فضلاً عن توفير منصّات أعلى وأوفر عدداً للأفكار الهمجيّة المنبعثة من قبور التوابيت السحيقة. لكنّ تجدّد نشاط «القاعدة» وتوسّعه يضيفان إلى سعادة السعداء به سبباً آخر، إذ هو دليل على... فشل الأميركيين في بلاد الرافدين!

العنوان الثاني الذي لا يني يستظهر نفسه في صورة يوميّة، هو: تفاهة السياسيّين العراقيّين العاجزين عن تشكيل حكومة تسدّ بعض الفراغ السياسيّ الذي يرعى فيه الإرهاب. لقد حلّت التفاهة والصَغار، بعد 2003، محلّ القسوة الاستثنائيّة التي رمز إليها صدّام حسين وحكمه وبعثه، كما لو أنّ الخصوبة العراقيّة، والعربيّة إلى حدّ بعيد، تقتصر على توليد التفاهة والقسوة.

مع هذا، ثمّة سعداء لا يكتمون سعادتهم، إذ الوضع الجديد من صنع الأميركيين، وانقشاعُ عجزه وتفاهته ما هما إلاّ الدليل على فشلهم.

وبالفعل بات الرضيع يعرف أنّ الأميركيين ارتكبوا أفدح أخطائهم، بعد حرب 2003، حين حلّوا الجيش العراقيّ، وقضوا على الأداة الوحيدة القادرة على إدامة وحدة عراقيّة ما، ولو شكليّة. لكنّنا حين نتّفق على هذه الحقيقة نكون نعلن أنّ العراقيّين في حاجة إلى طرف قسريّ وقمعيّ من أجل الإبقاء على وحدتهم وردعهم عن التقاتل. وحتّى لو افترضنا أنّ مخطّطاً أميركيّاً شيطانيّاً هو الذي حمل واشنطن على حلّ الجيش، بقي أنّ العراقيّين هم الذين استجابوا لهذا المخطّط ونفّذوه بأيديهم حين اشتهى بعضُهم الموت للبعض الآخر وحين مارسه بعضهم بحقّ البعض الآخر.

بلغة أخرى، تكمن المسألة هنا: لماذا لا نملك، حين تسقط دولنا، بدائل أرقى منها ومن سلطاتها؟ لماذا لا نملك في جعبتنا، من بين الفاعلين السياسيّين الكبار، إلاّ وحشيّة صدّام ووحشيّة «القاعدة» وتفاهة السياسيّين البدلاء؟

لا شكّ في أن طرح المسألة على هذا النحو يخرجنا من التسطيح السياسويّ الضيّق والشائع بحجّة مكافحة «الجوهرانيّة»، فنعود هكذا إلى حقائق تاريخنا المتعثّر بذاته بدل التيه الذي نسبح فيه تحت مسمّيات «وطنيّ» و «تقدميّ» و «رجعيّ» وسوى ذلك. ونقطة البداية، حين نوقف الأمور على رأسها، أنّنا، منذ احتكاكنا بالعالم المعاصر، آثرنا رفض الوطنيّة والدولة كما حملهما لنا الاستعمار (ولم يحملهما غيره)، وتمسّكنا بموروثنا العصبيّ وانقساماته الأهليّة حتّى حين كنّا نخوض صراعات «قوميّة» و «تحرّريّة». أليس في رأس قيم البداوة، مهما حُدّثت وأُدلجت، أن يفرح بعضنا لعنف «القاعدة» تمارسه ضدّ «القبيلة» الأخرى، أو أن يتبرّع بعضنا لإيران بما أعطي له من قوّة وتأثير، إذ هي من يضمن الحدّ من قوّة «القبيلة» الأخرى؟ أوليس في رأس قيم البداوة، مهما حُدّثت وأُدلجت، رفع المسؤوليّة عن النفس وإحالتها إلى طرف ثالث، فعليّ أحياناً وغيبيّ وهميّ غالباً؟ وهذا الطرف اسمه اليوم «قبيلة» أميركا!



#حازم_صاغيّة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبعد من مسلسل تلفزيونيّ
- صدام بين المحاكمة والإعدام
- ديانة مكافحة الإرهاب... الكاذبة
- يوم بكت نيويورك وواشنطن قال -المحافظون الجدد-: وجدناها، هذه ...
- -بالروح بالدم- نفدي من؟
- خريطة طريق إلى أبو مازن ومجلس الحكم
- نظرة الى مصاعب أن يكون المرء ليبرالياً في العالم العربي
- لماذا لم ينتفض الجنوب؟
- بؤس الاخوان, بؤس مصر, بؤسنا
- بماذا تردّ المنطقة؟
- خمس ملاحظات حول صدام الثورتين
- إلى أميركا الأخرى
- بوش وإيران والفرص المفوّتة
- تركيا : من التحديث إلى الحداثة
- نهاية الأصولية و . . . الدعوتان
- ليس لدينا ما نقول
- عفن في أميركا
- أميركا وأوروبا و... الآخر
- إنه الخليج لا الشرق الأوسط
- فصل عنصري ووصل موتي


المزيد.....




- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...
- مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل ...
- القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت ...


المزيد.....

- حَمّاد فوّاز الشّعراني / حَمّاد فوّاز الشّعراني
- خط زوال / رمضان بوشارب
- عينُ الاختلاف - نصوص شعرية / محمد الهلالي
- مذكرات فاروق الشرع - الرواية المفقودة / فاروق الشرع
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 9 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة ,, العدد 8 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 7 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة الالكترونية , العدد 6 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 5 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 4 / ريبر هبون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - حازم صاغيّة - قبائلنا وقبيلة أميركا