نحو نضوج العقل السياسي الكوردستاني

ئارام باله ته ي

الحوار المتمدن-العدد: 3099 - 2010 / 8 / 19 - 07:33
المحور: القضية الكردية
    

نحو نضوج العقل السياسي
الكوردستاني

قدم تحالف القوى الكوردستانية ورقة عمل تضم 19 مقترحآ للقوى السياسية العراقية التي تريد التحالف مع الكورد . ومع الاطلاع على ما جاء في هذه النقاط . يشعر المواطن الكوردستاني بشيء من الطمأنينة ، لما طرأ من نضوج في العقل السياسي الكوردي . بعد أن شعرنا الخيبة وانتقدنا فشل ممثلي الكورد اثناء كتابة الدستور . بفرض حق تقرير المصير ، كحق معترف به في كافة القوانين والاعراف الدولية ، في الدستور العراقي . مقارنة بما حصل في السودان وما اكتسبته حركة الجنوب من حق استفتاء على الاستقلال بعد مضي 6 سنوات من الاتفاق المبرم بينهم وبين المركز . في الوقت الذي لايملك فيه هؤلاء عدد شهدائنا ولاسنين نضالنا في هذا الطريق الوعر.
الان بعد مضي 7 سنوات في العراق الجديد كان الهاجس لدى شعب كوردستان هو اذابة القومية الكوردستانية ، لاسيما بعد بروز توجهات قوموية عروبية حاولت حتى النيل من فدراليتنا . الا أن تأكيد ورقة المقترحات الكوردستانية على الأستحقاق القومي ، يبدد هذا التخوف ويبشر بتمسك الساسة الكورد بحقوق شعبهم القومية كمكافئة لهذا الشعب الذي لم يصوت في كوردستان سوى لممثليه الكوردستانيين .
ان العقل السياسي الكوردستاني الذي لم يعرف الوحدة وتراص الصفوف منذ سقوط امبراطورية ميديا ، بدأ يلتقط ومضات الميديين الذين تسيدوا المنطقة ولم يدعوا انفسهم عرضة للاذابة والتنكيل ، من خلال قرار القبائل الميدية المشتتة ، التوحد ككتلة متجانسة . ويبدوا ان قرار تشكل الكتل الكوردستانية من مجموعة كتل ، هو السير على درب الأجداد المؤسسين لميديا ، وترك الشقاق الذي ساد تاريخ الكورد لحقبات طويلة ، ومن ضمنها مفاوضات الأحزاب الكوردستانية الفردية مع الحكومات العراقية المتعاقبة التي لم تؤدي الى نتائج عملية . اليوم هناك واقع مختلف بوجود رئيس منتخب للأقليم وبرلمان ديمقراطي ، يمثلان مرجعية مشتركة للقوى الكوردستانية ، على الرغم من خلافاتها الداخلية ووجهات نظرها المتباينة حول أمور الحكم في الاقليم .
ان أهم ما لفت نظري في المقترحات الكوردستانية ، والتي اعتبرها في غاية الأهمية لظروف ومتطلبات المرحلة القادمة هي ، تأكيد الورقة على اجراء التعداد السكاني في موعده ، وهذا سيسهل كثيرآ في مهمة القائمين على تطبيق المادة 140 من الدستور ، لما له من اهمية بالنسبة للكوردستانيين المقتطعين من كوردستان . حيث تناولت ورقة المقترحات كذلك تطبيق المادة 140 خلال مدة اقصاها سنتان . وذهبت الورقة الكوردستانية الى المطالبة بتسليح وتجهيز قوات (البيشمركة) ، وهذه النقطة اعتبرها جوهرية وحاسمة بالنسبة لبقاء التجربة الكوردستانية ، اذ مع انسحاب القوات الأمريكية ، لابد ان يمتلك ( البيشمركة ) قوة ردع تجاه القومجيين الذين لن يتوانوا عن تهديد الأقليم في ظل اختلال موازين القوى .
وكانت لدي ملاحظة على النقطة رقم (18) من هذه المقترحات التي نصها ( تعد الحكومة الائتلافية مستقيلة في حال انسحاب الطرف الكوردستاني بسبب خرق دستوري واضح او عدم تنفيذ البرامج المتفق عليها ) حيث لم تبين الجهة التي ستحدد الخرق الدستوري ، ونحن نعرف موضة التأويلات التي لم ينزل الله بها من سلطان ، حول الدستور من الساسة العراقيين . اذ كان يفترض اضافة ( اذا اقرت المحكمة الدستورية بوجود خرق دستوري واضح ) ، ثم من أجل المزيد من الاطمئنان ، لماذا لايتم اضافة التوقيع والتصديق والايداع لدى المحكمة الدستورية العليا كالتزام مفروض على الطرفين ؟
ان هذه المقترحات الكوردستانية لوا طبقت أو تم الاتفاق عليها ، من شأنها تعويض بعض الهفوات السابقة ، واعادة الأعتبار الى الكوردستانيين الذين عاشوا في العراق منذ ضمهم القسري كمواطنين درجة ثانية . واللافت للأنتباه ان هذه المطالب والمقترحات ليست طوباوية بل انها تقع في صميم الدستور العراقي الدائم ولاتخترقه . هل بدء العقل السياسي الكوردستاني يخطوا خطوات جدية للوصول الى مرحلة النضوج ؟ .

# النسخة الكوردية من المقالة موجودة في جريدة ئه فرو ، عدد يوم الخميس . http://www.evropress.com

ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون
[email protected]

#ئارام_باله_ته_ي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات