أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فرح عبد الإله - نظرية المعرفة














المزيد.....

نظرية المعرفة


فرح عبد الإله

الحوار المتمدن-العدد: 3097 - 2010 / 8 / 17 - 19:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعتبر نظرية المعرفة من العلوم الحديثة، التي نالت اهتمام العديد من المفكرين الأوربيين، منذ ثلاثة قرون التي مضت، حيث اهتمت نظرية المعرفة بقضية أساسية رئيسية تتعلق بمصدر المعرفة، مما أدى إلى ظهور اتجاهين متعارضين، تمثل الاتجاه الأول في أن العقل هو المصدر الوحيد في المعرفة، وسمي هذا الاتجاه بالعقلاني، أما الاتجاه الثاني فتمثل في التجريبيين وسمي بهذا الاسم نظرا لأنهم كانوا يعتقدون أن الحواس هو مصدر المعرفة والوصول إلى حقيقة يقينية، من هنا يتبادر لنا السؤال التالي: أي منهما ينتج المعرفة الحقيقية؟ هل العقل أم الحواس أم هما معا؟

لقد تمثل الاتجاه العقلاني في العديد من الفلاسفة كان أشهرهم الفيلسوف الفرنسي ديكارت الذي يعد من أهم رواد الفلسفة الحديثة بل من مؤسسيه، حيث كان يرى بأن العقل فطرة في الإنسان وأنه أهم ما يميز الإنسان عن الحيوان، فهو عبارة عن منهج لتنظيم المعطيات والأفكار، واستخلاص النتائج اللازمة عنها، وتطبيقها تطبيقا عمليا نافعا، فالعقل عند ديكارت نور فطري يحتوي بطبيعته على أفكار فطرية، فهو متساو بين الناس جميعا، لا يختلفون في امتلاكه، وإنما في طرق استخدامه، فالعقل وحده يستطيع أن يميز بين الخير والشر، وأن يبني معرفة مطلقة حول النفس والطبيعة والله دون الحاجة إلى الاعتماد على الحواس لأنها تخدع وقابلة للشك، فالعقل في منظور ديكارت ينبني على أوليات عقلية بديهية للمعرفة اللاحقة وبالتالي تكون المعرفة يقينية.
وللوصول إلى معرفة يقينية عن طريق العقل، فقد اقترح ديكارت منهجا مستلهما من المنهج الرياضي في كتابه الشهير(مقال في المنهج)، الذي عرض فيه رؤية جديدة في استخدام العقل وتوجيهه، والمتمثل في أربعة قواعد رئيسية وهي: (الشك، تقسيم المشكلة إلى أجزاء، ترتيب الأفكار، مراجعة عامة للنتائج)، ويعرف هذا المنهج أحيانًا باسم الشك المنهجي: وهو منهج يرفض أية أفكار مشكوك فيها ويعيد إثباتها وترسيخها للوصول إلى أساس قوي للمعرفة الحقيقية.(موسوعة ويكيبيديا).
ولكن كيف يمكن للعقل وحده أن يبني معرفة يقينية دون الاعتماد على الحواس؟ مع العلم أننا نعلم جميعا أن للحواس دور كبير في تحقيق أو بلوغ المعرفة مع التجريبيين خصوصا مع جون لوك، الذي كان يرى بأن المصدر الأصلي والممون الأساسي للذهن البشري من أجل إدراك المعرفة هو الحواس، فالعقل عند جون لوك عبارة عن صفحة بيضاء، خالية من أفكار فطرية، لا يوجد فيه إلا ما يأتي من التجربة الحسية، حيث ينتقد جون لوك أطروحة ديكارت التي ترى بأن العقل يحتوي على أفكار فطرية بقوله: > (موسوعة ويكيبيديا). فمن خلال هذه القولة أراد أن يبين أن محتويات العقل بين الناس مختلفة حسب درجة عقلانيتهم ومعرفتهم المرتبطة بتجاربهم الحسية.
وهنا يظهر لنا الدور الثانوي الذي يلعبه العقل في بناء المعرفة، فهو مجرد وعاء لمعطيات التجربة الحسية التي تنتظم فيه بفعل التكرار والعادة، فهو عبارة عن مستودع سلبي للمعرفة حسب منظور جون لوك والتجريبيين الأمبريقيين.
إن هذا الصراع الفلسفي بين الاتجاهين العقلاني والتجريبي، أدى بذلك إلى ظهور تيار نقدي بزعامة إيمانويل كانط حول مفهوم العقل، حيث حاول تجاوز نظرة كل من العقلانيين والتجريبيين، وذلك بدمج عناصر العقلية بعناصر التجربة، لأنهم كانوا ينظرون إلى العقل من جانب واحد، فهو يرى بأن العقل ملكة في المعرفة يتألف من صور ومبادئ قبلية سابقة على التجربة، يقوم بتنظيم معطيات التجربة ويقوم بتحويلها إلى معرفة يقينية، وهذا ما جاء على لسانه بأن العقل منظومة من المبادئ القبلية(kant-critique de la raison pour).
ويرى كانط أن هناك مصدران للمعرفة، وهما الحساسية والفهم، ونقصد بالحساسية بأنها هي المسؤولة عن تنظيم الانطباعات الحسية المتفرقة التي تقدمها التجربة على شكل مدركات حسية، أي أنها تقدم لنا الموضوعات، بينما الفهم هو الذي يحول تلك المدركات الحسية إلى معرفة وذلك بواسطة مقولات قبلية تنصب فيها معطيات التجربة الحسية، فتتحول إلى معرفة، وهنا نعني بالفهم أنها تقوم بتعقل تلك الموضوعات، وقد ميز كانط بين ثلاثة أنواع من المعرفة:
• معرفة قبلية تحليلية Analytical priori : وتتميز بالدقة والثبات إلا أنها غير كافية للتعليم Uninformative حيث لا توضح إلا ما يتضمنه التعريف Definition.
• معرفة بعدية مُخلقة Synthetic posteriori : وتُنتج معلومات عن العالم الخارجي نتيجة التعلم من الخبرات، وهي عرضة للوقوع في الخطأ بسبب اعتمادها على الحواس.
• معرفة قبلية مُخلقة priori Synthetic : وتنتج عن الحدس الخالص Pure intuition وتتميز بالدقة والثبات لأنها تعبر عن الحالات الأساسية التي تنطبع على العقل نتيجة الخبرة بالأشياء، وطبقاً لكانط فهذا النوع من المعرفة تنتجه الفلسفة والرياضيات (أحمد إبراهيم أحمد، حاجتنا للمعرفة).

ومن هذا المنطلق يتضح لنا أن المعرفة في نظر كانط هي عملية معقدة صعبة يساهم فيها كل من العقل والحواس. وهذا ما جاء بقول كانط:> (kant-critique de la raison pour). هكذا يبدو لنا أن العقل عند كانط يتجسد في شكل بناء مقولات أو الصور القبلية التي ستكون عديمة الفائدة لولا معطيات التجربة الحسية.
ومن هنا يمكن أن نقول بأن العقل وحده لا يستطيع أن ينتج معرفة أكيدة يقينية، دون الاعتماد على التجربة، فإن تجاوز العقل التجربة أصبح عقلا جداليا سجاليا، لا ينتج معرفة يقينية، وبالتالي ينتج أطروحات متناقضة ليس لها سبيل إلى حلها.



#فرح_عبد_الإله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المال والإنسان
- علم الاجتماع: من اجل حبة فهم
- العنف في التاريخ
- البطالة: مفهومها، أسبابها، تأثيراتها
- التواصل داخلة الأسرة المغربية
- الحداثة
- الكوجيطو الديكارتي
- نظرة إلى العولمة
- سوق الأربعاء الأسبوعي بجماعة المناصرة
- المخدرات آفة المجتمع


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فرح عبد الإله - نظرية المعرفة