أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق حربي - لالذبح شعبي والاستقواء بالأجنبي














المزيد.....

لالذبح شعبي والاستقواء بالأجنبي


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 939 - 2004 / 8 / 28 - 09:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كلمات
-69-

وجد الشعب العراقي نفسه بعد سقوط نظام الفاشيست تحت قدميه أنه أمام متاهة كبرى، حتى بعد تسليم السلطة والسيادة وتشكيل حكومة مؤقتة، ويوما بعد يوم لاحظنا بأن المتاهة أخذت تكبر وتتسع، ومافتىء العراق يشهد ترجمات لها عبر القتل اليومي المريع، وشن الهجومات تلو الهجومات للفتك بالعراقيين، ليس في النجف الأشرف وحده، بل في بغداد والعمارة والناصرية والبصرة وغيرها، وربما تنتشر ظاهرة القتل المجاني والعشوائي أو ماشئت أن تسميه، لتشمل أماكن أخرى متفرقة من العراق الحبيب، طالما أن مشاكله - في رأي الحكومة – لاتحلُّ، إلا بشنِّ الهجومات والإستقواء بالأجنبي!
لم تحتكم الحكومة المؤقتة برئاسة السيد إياد علاوي، إلى لغة العقل والتفاهم والحوار السياسي مع التيار الصدري، وهو مليوني واسع في ضمير الجياع العراقيين والمسحوقين والمظلومين، فجردت عليهم وزيري الداخلية والدفاع، ليطلقا أيديهما في شعب العراق قتلا وتشريدا وتهديدا!!
في الطرف الثاني وفي خضم الحرب الشعواء على النجف وأهلها خاصة، إنشغل القائمون على ضريح الإمام علي عليه السلام بإحصاء الهدايا والنفائس فيه، واحتاروا من هم أولى بمفاتيح الضريح : السيستانيون أم الصدريون!!؟ ولم يكن ينقصنا، والموت على أبواب الناس مكشرا عن أنيابه، إلا تصريح لوسائل الإعلام، بأن موجودات الضريح والمفاتيح أثمن من دماء الناس!، وأطهر من شرف العراقيين شعبا ذاق أنواع المرارات في العهد البائد!
لقد أخرج السيد السيستاني للعلاج في لندن في ظرف عراقي ملتبس وشديد التعقيد، وتم في غيابه للحكومة والمحتل الأجنبي والشرطة والقوات متعددة الجنسية، ضرب العراقيين الشيعة لاسيما في عتباتهم المقدسة، وأصابت منهم مقاتل، درس سريع جديد لم تستفد منه الحكومة في ذبح مواطنيها والاستقواء بالأجنبي، لأن السيد السيستاني وهو الحصيف أدرك اللعبة، وعاد سريعا واستلم زمام مبادرة الحل والسلام، ومن جهة ثانية لم تستطع الحركة الصدرية، أن تثب إلى رشدها بعد حمق وضعف تدبر، وتلجم الداخلين بين صفوفها من مشعلي الفتن واللصوص وفدائيي صدام الأوغاد وغيرهم من البعثيين وسارقي أثاث دوائر الدولة، ولم تستطع كذلك رفض الأصابع الأجنبية حكومات ومخابرات وفتاوى مغرضة، وتتحاور مع الحكومة المؤقتة، وتوفر دماء مواطنينا أعزائنا.
أخيرا عاد السيد السيستاني بعد العملية الجراحية في قلبه، سلمه الله منها ومنَّ عليه بالصحة والعافية، ودعى الناس للتوجه إلى النجف الأشرف في مسيرة سلمية، واضعا بذلك حدا لسفك الدماء العراقية البريئة، وقتالٍ دامٍ بلا مبرر استمر نحو ثلاثة أسابيع، وكانت آخر حصيلة للضحايا حسب وزارة الصحة قبل قليل، هو مصرع 110 مواطنا وجرح 501، وتلك لعمري أرقام مهولة تستدعي من كل عراقي مخلص لوطنه، شجب أفعال الحكومة الشائنة ورفضها جملة وتفصيلا، إذا ماتعلق الأمر بحياة مواطن عراقي واحد تحت أي ذريعة، ومهما كانت الأسباب، هذه الحكومة المؤقتة ماذا أفعل بها ودمي رخيص وحياتي لاتساوي ثمن رصاصة طائشة!؟
إن مشاهد الدم المسفوح على أرض العراق، منذ وطأت بلادنا قدم الإحتلال البغيض، وحتى الليلة البارحة، حيث تم قصف مسجد الكوفة بمدافع الهاون (ذهب ضحيتها 25 مواطنا وعشرات الجرحى غيرهم)، مشاهد تعلن صراحة أن الدماء العراقية تجاوزت في نزولها وانحطاطها، التسعيرة البعثية المجرمة التي عمل عليها صدام ونظامه البائد عقودا طويلة، وذلك بجعلنا نحن العراقيين في نهاية قوائم البشر الذين يستحقون الحياة ويتمتعون بحريتهم وثرواتهم.
في نهاية مأساة النجف الشرف دعونا من فضلكم نطرح هذه الأسئلة:
1- ماسبب سقوط المئات من الضحايا في مدن النجف وبغداد (مدينة الصدر) والكوت والناصرية والعمارة والبصرة والكوفة، لماذا لايفتح محامون عراقيون مستقلون، تحقيقا في ملابسات القضية ويعرضونها أمام الشعب العراقي، طالما أننا نعيش أجواء بناء الديمقراطية في وطننا، والحكومة تخضع للمساءلة عن كل برامجها، وأخطرها طبعا هي ذبح الشعب العراقي!؟
2- هل انتهت الحرب في المدن المقدسة بين تيار الصدر والحكومة!؟، أم أنها جولة تتبعها أخرى حسب الأهواء والإستعدادات والتقاط الأنفاس والتدخلات الأجنبية وغيرها!!؟
3- هل إذا انتهت الحرب في المناطق الشيعية تبدأ في المناطق السنية لاسمح الله، وجنب شعبنا كله شيعة وسنة وأكرادا وتركمان ومسيحيين ومندائيين ويزيديين وشبك، القتل المريع ورخص الدم العراقي!!؟
4- هل تستمر الحكومة بمحاربة هذا الطرف أو ذاك، ويستمر سفك الدماء على أرضنا وشاشات العالم ، فيخسر العراق أرواح أبنائه وتستنزف طاقاته وتهدر ثرواته لاسيما النفطية وتتعطل مشاريع الإعمار.
27.8.2004



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رامبو العراق الجديد
- مكيفات جيش المهدي!!
- بروستات هيئة علماء البعثيين!!
- فرهود ياعراق
- نداء لتأسيس الجمعية السومرية في الناصرية
- عجبي!!
- فوائد محاكمة صدام العلنية
- عراقنا الجديد وكتبة الارتزاق العربي!!؟
- مسلخ الفلوجه الطائفي
- كلمات
- على الفرات
- نص شعري
- ابو غريب
- إزاحة الجلبي أولى ثمار مشروع الإبراهيمي!!
- رأي في مشروع الابراهيمي
- وعادت أدوات البعث البغيضة!!
- ملاحظات في وضع العراق الراهن
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس وزراء اليابان المحترم
- حول ظاهرة خطف الأجانب في العراق!!
- إذا سقط الحلم العراقي!؟


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طارق حربي - لالذبح شعبي والاستقواء بالأجنبي