|
معارضة ألأمس ومقاومة أليوم
فوزي ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 938 - 2004 / 8 / 27 - 12:46
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
أن هدف ((ألمقاومة)) ألمعلن وألساعي لأخراج قوى ألأحتلال من ألعراق هو في حقيقته محاولة بائسة وغير أخلاقية أو أنسانية لإزالة حجر ألعثرة ألمنيعة بوجه مخططاتها ألسرية وألمتمثلة بألتسلق عبر ألطرق ألعنفية وألدموية ألى ألسلطة وأقامة نظام مشابه بألنظام ألدكتاتوري ألسابق إن لم يكن أسوأ منه ويمكن بيسر ملاحظة ظاهرة عدم تورع تلك ألمقاومة من أرتكاب مجازر بشرية كبيرة في سبيل ألوصول ألى مآربها ألجهنمية ويلاحظ أيضاً أنه على ألرغم من أدعاءاتها بتحرير ألوطن من ألقوى ألأستعمارية ألغازية ألا أن تلك ألمقاومة لا تتسم بعنصر وطني واحد كما سنفصل في هذا ألمقال. من ألضروري ألتنويه هنا أن ما من مواطن يرغب في رؤية بلاده خاضعة للأحتلال ولكن هناك ضرورات تتعلق بسلامة أرض ألوطن وأمن ألشعب وضمان نجاح ألتجربة ألديمقراطية وألأعمار وغيرها تفرض بقاء قوات ألتحالف في بلدنا ألى أجل غير معلوم. من ألأمور ألتي يفتخر بها كل ألوطنيين أن كافة قوى ألمعارضة لنظام صدام ألبائد بأتجاهاتها ألفكرية وألسياسية ألمختلفة من يسارية وأسلامية وقومية ومستقلة لم تستهدف يوماً من ألأيام وعلى مدار عقود ثلاثة مدنياً واحداً ولا حتى مراكز ألشرطة بألرغم من دموية ألنظام ومصادرته ألكاملة لجميع ألحريات ومن ضمنها حريات ألتعبير وألتفكير وألعمل ألمعارض ألسلمي بينما تتسم ما يسمى بألمقاومة أليوم بسمات همجية وغير أخلاقية فقد تم تفجير دور ألعبادة وقتل ألمصليين في ألنجف وألكاظمية في آب 2003 حيث أستشهد رئيس ألمجلس ألأعلى للثورة ألأسلامية محمد باقر ألحكيم وأستشهد معه ألعشرات من ألمصليين وفي آب 2004 توجهت قوى ألمقاومة لتنفث نفس ألسموم ألساقطة حينما فجرت عدداً من ألكنائس في بغداد وألموصل مما أسفر عن أستشهاد وجرح ألمئات من ألمواطنين ألآمنين، كما وتم تفجير مساجد تابعة لكل ألطوائف ألمسلمة وأغتيال عدد من أئمتها ورجال دين آخرين... هذه ألسمة ألوحشية لم تتصف بها قوى ألمعارضة ألسابقة على ألأطلاق وألتي شكلت بشكل جماعي وبمساعدة أممية حكومة مؤقتة في حزيران 2004 تمثل ألتيارات وألأحزاب ألرئيسية ألعاملة في ألبلاد. كما أن ألمعارضة ألسابقة لم تستهدف يوماً ما مرافق ألبنى ألتحتية للأقتصاد ألعراقي كما تفعل أليوم ((ألمقاومة)) حيث تتعمد في إيذاء ألمواطن برزقه وتدمير حياة ألأسر عبر تفجير أنابيب ومنشآت ألنفط ومحطات ألكهرباء وألماء وألطرق وغيرها من ألمرافق ألتي لا يمكن أعتبارها أهدافاً عسكرية في أي منطق مقاوم مستمد من تجارب ألشعوب أو ألتأريخ ألا ربما في مخيلة ألمقاومين ألمريضة ألمعادية لدمل جراحات ألماضي وألسير في طريق أعمار ألبلاد بعدما خربتها ألعقود ألصدامية ألثلاثة. وثمة سمة هامة أخرى، فألمعارضة ألسابقة لم ترهب ولم تروع ألسكان ألآمنين أطلاقاً وفي ألمقابل نرى مجاميع مقاومة أليوم تجول وتصول في مدن ألوسط وألجنوب وفي مدينة ألثورة وألفلوجة على سبيل ألمثال وتقتل كل من لا يساندها وتعبث بحياة ألآمنين وبممتلكاتهم مما خلق حالة أرهاب غاشمة تعيق حياة ألمواطنين ألطبيعية وأعمالهم مما أرغم ألحكومة ألمؤقتة وألتحالف على ألتدخل ألعسكري لأعادة ألأمن وفرض ألنظام وألهدوء وسوف تستمر هذه ألجهود لسنوات أخرى مع ألأسف ألشديد لأسباب عدة منها أن قوى كثيرة تعشعش في ألمجتمع تضررت أو ستضرر مصالحها أو قيمها ألرجعية ألمناقضة للفطرة ألأنسانية بألأنعتاق من كافة أشكال ألتمييز وألأضطهاد وألعنف، أن هذه ألقوى ستخرب كل ما تقع عليه أياديها ألملطخة بألدماء ألى أن تلفظ أنفاسها ألأخيرة لأن ألديمقراطية وألحريات تمثل بألنسبة لها صراعاً على نفوذها ووجودها في مجتمع قبلي متدين ومحافظ تخشى عدد لا يستهان به من ألقوى ألمتناقضة في ألتوجهات وألأفكار من أي تغيير جذري وسوف لن توافق بشكل سلمي بألتغيرات ألديمقراطية ألتي تشهدها ألبلاد كألتعددية ألفكرية وألسياسية وحرية ألصحافة وألنشر وألعبادة وألتطورات ألأقتصادية وألسياسية وألأجتماعية ألعميقة ألتي يرافقها بألضرورة تطورات في ألأفكار وألمفاهيم لدى غالبية ألشعب فتلقى مقاومة عنفية من تلك ألجهات ألمتخلفة وألرافضة للأصلاحات ألحقيقية في بنية ألمجتمع ونظام ألتعليم ومناهجة خير مثال يقفز ألى ألذهن كأحد أعمدة ألنظام ألديمقراطي ألحساسة وألتي على أساسها تُزال قيم وتوجهات قديمة وبالية ورجعية لستبدل بقيم ألتسامح وقبول ألآخر مهما كانت خلفيته ألسياسية أو ألدينية أو ألمذهبية أو ألقومية وهذا ـ كمثال واحد فقط ـ يرعب ويقضّ مضاجع قوى ألرجعية ألتقليدية وألمتشبثة بقيم وأنتصارات ألماضي ألغابر ألزائفة أو ألمعمدة بدماء ألأبرياء من ألشعوب ومنها ألعرب. لم يكن مشرعاً أو أو فعلاً عملياً في برامج كافة قوى وأحزاب ألمعارضة يوماً ما وعلى ألأطلاق خطف ألرعايا ألأجانب من ألعمال وألفنيين وألصحفيين وغيرهم في حين نلمس ألآن ظاهرة غير أخلاقية أخرى وغير أنسانية حيث تقوم عصابات ألمقاومة بقطع رؤؤس ألمخطوفين ومن ثم عرضها على شاشات ألتلفزة وألأنترنيت في ألعالم كله مما يثير غضب ألرأي ألعام ألعالمي ويترك أنطباعاً عنده بألعقلية ألهمجية لتلك ألمقاومة ألتي في ألوقت ألذي تتخذ من ألأسلام قاعدة أنطلاق عقائدية ومنهجية لها معتمدة على ما يحلو لها من تأويلات للقرآن وألحديث فهي من جهة أخرى أضرت بصورة ألأسلام وبطبيعة شعبنا ألمسالمة وألطيبة وليس غائباً عن تحليلنا أن ألهدف من وراء خطف ألعمال وألفنيين ألأجانب هو حرمان وطننا من ألكفاءات ألفنية وألتقنية ألرفيعة وألتي تستخدم في مشاريع ألأعمار وألتي بدورها تستخدم ألعمالة ألوطنية ألعراقية ألأمر ألذي يساعد في تقليص معدلات ألبطالة من جهة وتحسين مستوى معيشة ألملايين من شعبنا من جهة أخرى وتساهم في عملية نقل بلدنا ألى دولة صناعية وزراعية متطورة في غضون عشرة أعوام فقط إذا لم تعترض مسيرة ألنظام ألوطني ألأئتلافي ألجديد أو ألنظام ألمنتخب مستقبلاً أعمال تفجير وتدمير وتخريب على ألمستويات ألمذكورة آنفاً. وتعمد هذه ألمقاومة ألى تفجير ألقنابل في ألأماكن ألعامة مما يؤدي ألى سقوط ألمواطنين ألأبرياء كما وتطلق صواريخ غالباً ما تسقط على منازل أهلية تسكنها ألعوائل مع أطفالها وفي ألأسواق ألشعبية وحافلات نقل ألركاب ألعامة. وبطبيعة ألحال، توجد عناصر تمايز أخرى بين معارضة ألأمس ومقاومة أليوم غير أننا ذكرنا سماتها ألرئيسية ومن هذا ألتحليل ألسريع ندعو شعبنا لعزل قوى ألشر وألعنف وألرجعية وألتمييز ألأهوج ودعم جهود ألحكومة ألمؤقتة وألأئتلافية ألممثلة لشعبنا لأشاعة ألأمن وحكم ألقانون في ألبلاد كما وندعوه ألى ألنظر لقوات ألتحالف على ما هي في حقيقتها بكونها قوات تحرير قدمت للعراق لأجل محدود وهدف محدد لأسقاط ألدكتاتورية ولكان معظم هذه ألقوات قد رحل من ألعراق ألى أحضان عائلاتهم وأحبائهم وشرعوا بمزاولة حياتهم ألطبيعية ألسلمية في دولهم ألمتطورة حيث ينعمون فيها بأجواء ألسلام وألتوافق ألأجتماعي وألتآلف ألشعبي لولا جرائم ألمقاومة أليومية بحق شعبنا وحكومته ألأئتلافية وسعيها لأقامة نظام فاشي آخر وتقسيم ألعراق على أسس قومية وطائفية، وندعوه أخيراً ألى ألتمسك بأولوية مصالح ألوطن وتقدم وسلامة مواطنيه أولاً وعدم ألأنزلاق في مستنقعات مصالح ألأنظمة ألظلامية وألقمعية ألأقليمية ورفض تدخلاتها في ألشأن ألعراقي لأن تلك ألأنظمة تسعى جاهدة لأفشال تجربة ألعراق ألديمقراطية وإدامة سفك ألدماء وحالة عدم ألأستقرار لأن في ذلك ضمانة ببقائها في ألسلطة وأستمرارها في أرهاب وقمع شعوبها غير أننا واثقون من أن شعبنا وقواه وأحزابه ألمسؤولة ونظامه ألجديد سيفوتون ألفرصة على أعداء ألديمقراطية ألناشئة وألفتية في ألعراق وستستمر في تحالفها ألمصيري مع دول وقوى ألديمقراطية وألتقدم في ألعالم ألى أن يتم تغيير موازين ألقوى في ألعراق عندما تتمكن ألحكومة وألقوى ألديمقراطية من ألوقوف على قدميها بوحدها عبر ألدعم ألشعبي ألمستمد من تنامي ألوعي بقيم حقوق ألأنسان ومثل ألديمقراطية وألحرية ألتي ستنتصر لا محالة على قوى ألعنف وألأرهاب وألتخلف في هذا ألعقد من ألقرن ألواحد وألعشرين ويتحول ألعراق ألى دولة دستورية ديمقراطية يحكمها ألقانون وينعم ألشعب بألسلام وألأمان وألحياة ألكريمة ألراقية في ظل ألتعددية وألمعارضة ألسلمية وألعمل ألدؤوب لبناء أقتصادنا ألوطني وأعمار مدننا ألخربة. ألسؤال ألهام ألذي نطرحه وألذي من خلال ألأجابة عليه تتكشف ألهوية ألحقيقية للمقاومة وهو: أن أبواب ألعمل ألسلمي مفتوحة تماماً للجميع، إذاً لماذا لا تشارك تلك ألقوى في ألأنتخابات ألقادمة ؟ أذا كانت حقاً تمثل مطالب ألشعب حيث يمكنها ألفوز بمراكز حساسة في ألسلطة عبر مشاركتها في ألأنتخابات ـ حسب خطابها ألزاعم بتمثيلها للشعب ـ ومن ثم تقديم طلب رسمي للأمم ألمتحدة بعدم ألحاجة لوجود قوات ألأحتلال في ألعراق هذا أذا كانت نواياها سليمة وأنسانية ولكنه يمكن للقارئ ألكريم أن يستشف من أساليب تلك ألمقاومة أنها ترفض خيار ألسلم حيث تسري أحقاد ألعنف وظغائن ألأرهاب في عروقها.
#فوزي_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعد محاولة طرده ألى إيران، ألصدر يحتمي بألسيستاني
-
ألعراق ألجديد: نحو تأطير ألصراع بطابع جديد!
-
ألديمقراطية وألأنتخابات في ألعراق!
-
منابع ألأرهاب وألحلول ألعملية لدحرها في ألعراق
-
مقترحات وتقييم لمجلس ألحكم ألانتقالي ألعراقي
-
ألتعاون مع ألتحالف ومستقبل ألوطن وألشعب
-
ألأخطاء ألرئيسية لقيادة وقوات ألتحالف في ألعراق
-
أيُّـها ألجــارُ باعـــدِ
-
تحرير ألعراق : فرصة ذهبية يجب إستثمارها للتحول إلى الديمقراط
...
-
!رحلــةٌ إلـى ألحـلاّق
-
بــــــغــــــــدادُ
-
!ملاحظات فـي إصـول ألرد وألنـقـد
المزيد.....
-
بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
-
فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران
...
-
مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو
...
-
دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
-
البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
-
ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد
...
-
بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
-
مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
-
مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو)
...
-
الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|