أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - في الطريق من -العربية- إلى -الرباعية الدولية-!















المزيد.....

في الطريق من -العربية- إلى -الرباعية الدولية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3095 - 2010 / 8 / 15 - 15:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


الاحتمال المرجَّح على غيره حتى الآن هو أنْ تبدأ، عمَّا قريب، المفاوضات المباشِرة، وأنْ تُصْدِر اللجنة الرباعية الدولية بياناً يفي بالغرض، وهو تمكين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني من أنْ يُعْلنا موافقتهما على بدئها؛ فإذا بدأت فسوف نرى، عندئذٍ، أنَّ نتنياهو لن يجد صعوبة تُذْكَر في إقناع حتى قسم كبير من خصومه من الإسرائيليين بأنَّه قد خرج منتصِراً من معركة "الشروط والشروط المضادة"، وبأنَّ هذه المفاوضات ما كان لها أنْ تبدأ لو لم يُلبِّ الفلسطينيون، عملياً، ومن حيث الجوهر والأساس، شرطه لبدئها، ألا وهو "تخلِّي الفلسطينيين عن شروطهم ومطالبهم" للذهاب إلى المفاوضات المباشِرة، وفي مقدَّمها شرط، أو مطلب، "الوقف التام للنشاط الاستيطاني"، فهذا النشاط لن يتوقَّف في أثناء التفاوض المباشِر، وإنْ نجحت إدارة الرئيس أوباما في إقناع نتنياهو بأنْ يستمر زمناً أطول في "التجميد" الذي قرَّرته حكومته للنشاط الاستيطاني، والذي ليس فيه من "التجميد" إلاَّ ما يؤكِّد استمرار هذا النشاط، وفي القدس الشرقية على وجه الخصوص.

"اللجنة الرباعية الدولية" لن تبخل على الفلسطينيين في أنْ تُحدِّد في بيانها "مرجعية للمفاوضات" تَخُصُّ، في المقام الأوَّل، حدود الدولة الفلسطينية؛ ولكنَّها لن تُحدِّد هذه المرجعية إلاَّ بما يسمح لنتنياهو بأن يزعم، وبأنْ يكون صادقاً في زعمه، أنَّ الحل النهائي لمشكلة "الحدود" سيضمن لإسرائيل أنْ تَضُمَّ إليها الجزء الأكبر من الأراضي الفلسطينية التي تريد ضمَّها؛ ولن تبخل عليهم أيضاً في تعيين "جدول أعمال" لهذه المفاوضات، يشتمل على "قضايا الوضع النهائي"، وفي تعيين سقف زمنى لهذه المفاوضات (قد يكون 24 شهراً).

بيان "اللجنة" لن يعطي الفلسطينيين ما يمكن أن يتسبَّب بمنع نتنياهو من الذهاب إلى المفاوضات المباشِرة، أو بانهيار ائتلافه الحاكم (أو انهياره على النحو الذي لا يريد) إذا ما باشر التفاوض، واستمر فيه؛ فهذا هو المبدأ الذي بما يوافقه سيكون البيان، شكلا ومحتوى.

وتوصُّلاً إلى اجتذاب الفلسطينيين إلى المفاوضات المباشِرة، شرعوا يبثُّون وهمين، الأوَّل هو أنَّ نتنياهو قد أسَرَّ إلى الرئيس أوباما أنَّه سيعطي الفلسطينيين من خلال المفاوضات المباشِرة أكثر كثيراً ممَّا يتحدَّث عنه في العلن الآن، والثاني هو أنَّ التفاوض المباشِر، وليس التفاوض غير المباشِر، هو وحده الطريق إلى السلام؛ وخير دليل على ذلك، على ما يزعمون، هو معاهدة وادي عربة بين الأردن وإسرائيل.

الوهم الأوَّل هو وهم قديم، يعمدون إلى تجديده إذا قضت مصلحتهم بذلك؛ وإذا قضت مصلحة المفاوِض الفلسطيني بأن يُظْهِره على أنَّه أقرب إلى الحقيقة منه إلى الوهم؛ وها هم الآن، في تجديدهم له، يقولون للمفاوِض الفلسطيني "قَدِّم مزيداً من التنازل، وبما يكفي لجعل نتنياهو قادراً على الدخول معك في مفاوضات مباشرِة، وعلى الحفاظ على ائتلافه الحاكم في الوقت نفسه؛ ولسوف تحصل في نهايتها على أكثر بكثير ممَّا يَعِدُكَ به نتنياهو في مواقفه المُعْلَنة".

أمَّا الوهم الثاني فليس من نوع الأوهام القابلة للعيش زمناً طويلاً؛ لأنَّ في متناول أبصارنا وبصائرنا من الحقائق ما يسمح بدحضه سريعأ وفي يسر وسهولة؛ فالتوصُّل إلى معاهدة وادي عربة عبر المفاوضات المباشِرة إنَّما هو الاستثناء الذي يؤكِّد القاعدة؛ ولقد أقام تاريخ التفاوض السياسي بين العرب وإسرائيل الدليل على أنَّ المفاوضات غير المباشِرة هي التي يعود إليها الفضل الأوَّل والأكبر في تحقيق ما تحقَّق حتى الآن من حلول وتسويات، في مقدَّمها حل وتسوية النزاع بين مصر وإسرائيل.

ولا شكَّ في أنَّ حاجة الولايات المتحدة إلى اكتساب النفوذ في مصر، في عهد السادات، من خلال استثمارها للاحتلال الإسرائيلي لشبه جزيرة سيناء، هي ما يفسِّر الأهمية التي حظيت بها المفاوضات غير المباشِرة بين مصر وإسرائيل، فإنَّ وساطتها لحل النزاع بين الطرفين كانت الوسيلة الفضلى لاكتسابها النفوذ في مصر.

ولا شكَّ، أيضاً، في أنَّ القضايا التي كانت مدار التفاوض المباشِر بين الأردن وإسرائيل ليست بأهمية وخطورة قضايا الوضع النهائي التي تَفَاوَض الإسرائيليون والفلسطينيون زمناً طويلاً من أجل التوصُّل إلى حلول نهائية لها؛ ولو كانت استعادة الضفة الغربية كاملة، والقدس الشرقية، هي مدار التفاوض بين الأردن وإسرائيل لَمَا أصبحت معاهدة وادي عربة حقيقة واقعة، فالمطالب العربية كلَّما صَغُرت وتضاءلت أصبح ممكناً أكثر أنْ تُلبَّى إسرائيلياً عبر التفاوض المباشِر.

واليوم، يكفي أنْ يقبل المفاوض الفلسطيني حلاًّ نهائياً لا يختلف من حيث الجوهر والأساس عن الحل الذي تقترحه وتريده وتسعى إليه إسرائيل حتى تصبح المفاوضات المباشِرة أقصر وأسرع طريق إلى توقيع معاهدة سلام بين الطرفين.

وأحسب أنَّ هذا الاستعصاء التفاوضي بين إسرائيل والفلسطينيين هو ما شدَّد الحاجة لدى الإسرائيليين، ولدى كل المعنيين بتسوية نهائية تُلبَّى فيها، في المقام الأوَّل، الشروط والمطالب الإسرائيلية، إلى السماح لمنظمة التحرير الفلسطينية بالانتقال إلى بعضٍ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبتأسيس "سلطة فلسطينية" هناك، أي حيث يسهل التأثير بها بما يجعلها تَفْقِد كثيراً من قدرتها على مقاوَمة تلك الشروط والمطالب، وكأنَّ إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بما يعود بالنفع على إسرائيل أوَّلاً يَسْتَلْزِم إخضاع "القيادة الفلسطينية الشرعية" لنوعٍ من الاحتلال الإسرائيلي!

وكان يكفي أنْ تَقْبَل تلك القيادة، أو أنْ تُرْغَم على قبول، تمويلاً للسلطة المُسْتَحْدَثة، لا يأتي كله، أو جُلُّه على الأقل، من مصادر فلسطينية، أو من مصادِر "فلسطينية ـ عربية موثوقة"، حتى يعطى هذا التمويل ما نراه الآن، على وجه الخصوص، من الثمار السياسية (والإستراتيجية) المُرَّة المذاق فلسطينياً.

وكان يكفي أنْ يُركَّز الوجود السياسي والمالي والبشري لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولحركة "فتح"، حيث تعمل "السلطة الفلسطينية"، وأنْ تُلْحَق "المنظمة" و"الحركة" بـ "السلطة"، حتى تَعْظُم الكارثة المُحْدِقة بالشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه القومية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُصَّة العرب من الضغوط التي يتعرَّض لها عباس!
- حرارة الغلاء وحرارة الانتخابات ترتفعان في رمضان!
- عُذْرٌ عربي أقبح من ذنب!
- ظاهرة -بافيت وجيتس..- في معناها الحقيقي!
- في القرآن.. لا وجود لفكرة -الخَلْق من العدم-!
- -السلبيون- انتخابياً!
- عباس.. هل يرتدي كوفية عرفات؟!
- صورة -المادة- في الدِّين!
- هل أصبحت -المفاوضات بلا سلام- خياراً إستراتيجياً؟!
- الأزمة الاقتصادية العالمية تنتصر ل -قانون القيمة-!
- هرطقة تُدْعى -الملكية الفكرية-!
- الآلة
- معنى -التقريب-.. في مهمة ميتشل!
- أمراض ثقافية يعانيها -الطلب- في اقتصادنا!
- حكوماتنا هي الجديرة بلبس -النقاب-!
- صورة -المفاوِض الفلسطيني- في مرآة -الأمير-!
- معادلة ليبرمان!
- الفقر والفقراء.. في دراسة مُغْرِضة!
- ما تيسَّر من سيرة -القطاع العام-!
- مهزلة يُضْرَب بها المثل!


المزيد.....




- النيجر.. إطلاق سراح وزراء سابقين في الحكومة التي أطيح بها عا ...
- روسيا تشهد انخفاضا قياسيا في عدد المدخنين الشرهين
- واشنطن تدرس قانونا بشأن مقاضاة السلطات الفلسطينية بسبب هجمات ...
- هل يمكن للسلطة الجديدة في سوريا إعادة ترتيب العلاقات مع بكين ...
- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يناقش غلاء الأسعار وتسييس القفة ال ...
- إسرائيل تعدل إجراءات الإنذار استعدادا لهجمات صاروخية كبيرة و ...
- القضاء الأمريكي يرفض نقل قضية ترحيل الطالب محمود خليل المؤيد ...
- باراغواي تستدعي السفير البرازيلي لديها وتطالبه بتوضيحات حول ...
- موسكو: سنطور الحوار مع دول -بريكس- ومنظمات أخرى لبناء الأمن ...
- تبديد أسطورة فائدة أحد مكونات النبيذ


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - في الطريق من -العربية- إلى -الرباعية الدولية-!