للمرة الثانية تفشل الولايات المتحدة بنقض القرار:
الامم المتحدة تتبنى بروتوكولا ضد التعذيب
رغم اعتراضات واشنطن ومحاولاتها لعرقلة الاتفاق
الخميس 25 يوليو 2002 14:56
نيويورك-برنار استراد: تبنت الامم المتحدة بروتوكولا جديدا ضد التعذيب رغم اعتراضات الولايات المتحدة التي حاولت عرقلة الاتفاق لانه يلحظ الية تفتيش تحت رقابة دولية للسجون ومراكز الاحتجاز. وهي المرة الثانية في اقل من 15 يوما التي تواجه فيها الولايات المتحدة في الامم المتحدة معارضة لا تتمكن من التغلب عليها.
وتم تبني البروتوكول الاختياري في معاهدة مكافحة اشكال التعذيب وغيره من الممارسات او العقوبات الوحشية او غير الانسانية او المهينة، في ختام مباحثات شاقة بنسبة 35 صوتا مؤيدا مقابل ثمانية اصوات معارضة وعشرة امتنعوا عن التصويت.
وقد امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت. وكانت قدمت تعديلا لعرقلة تبني النص يطالب باجراء مباحثات اوسع، مما يؤدي فعليا الى تأخير التصويت على النص عاما على الاقل. ورد التعديل ب29 صوتا مؤيدا مقابل 15 معارضين و8 امتنعوا عن التصويت. وفي 12 تموز الماضي، اضطرت واشنطن اثر معركة دبلوماسية طويلة في مجلس الامن، الى الموافقة على حل وسط عوضا عن الاعفاء الكامل لرعاياها من الملاحقة امام المحكمة الجنائية الدولية الذي كانت تطالب به.
وسيعرض البروتوكول الذي تطلب اعداده حوالى عشرة اعوام، على الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول المقبل للتصويت عليه رغم ان الامر مضمون سلفا. وستطبق بنود الاتفاق الذي يرسي نظاما دوليا للتفتيش بدون ابلاغ على اماكن الاحتجاز كالسجون ومخافر الشرطة، على الدول التي وقعته فقط.
واشار ممثل كوستاريكا الذي عرض البروتوكول الى انه سيؤمن "نظاما حازما للتحقق" يتيح التاكد من ان الموقعين على الاتفاقية ضد التعذيب يحترمون التزاماتهم. واشارت الولايات المتحدة الى ان بعض بنود البروتوكول قد تناقض الدستور الاميركي.واضافت انه لا يمكن فعليا تطبيقه الا في حال تبنيه بالاجماع.
غير ان التعديل الاميركي الذي رفض حصل على تاييد الصين وكوبا وايران وليبيا وهي دول تتعرض باستمرار للهجوم من واشنطن نفسها بتهمة عدم احترام حقوق الانسان وممارسة التعذيب. ورحبت بتبني البروتوكول منظمات الدفاع عن حقوق الانسان التي كانت اتهمت الولايات المتحدة بالسعي الى دفنه بمناورات اجرائية.
وقالت جوانا وشلر من منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان "نحن مسرورون جدا. هذا البروتوكول اداة فعلية لتفادي استخدام اساليب التعذيب". واضافت "يبدو ان غالبية الدول ايقنت انه عبر استخدام حجة ضرورة التوصل الى اجماع، فان الولايات المتحدة كانت تستخدم الفيتو" ضد اقرار المشروع. ودخلت الاتفاقية ضد التعذيب التي تبنتها الامم المتحدة عام 1984 حيز التنفيذ في العام نفسه وصادقت عليها 130 دولة بينها الولايات المتحدة في 1994.
(أ ف ب)