فالح الحمراني
الحوار المتمدن-العدد: 3093 - 2010 / 8 / 13 - 21:43
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
نشرت وسائل الاعلام اخيرا تحقيقات مروعة تظهر زيادة عدد الاطفال الذين ولدوا في مدينة الفلوجة العراقية مشوهين وممسوخين ، صور تتقطع لها نياط القلوب لما يمكن ان تسفر عنه افعال الانسان في صراعه المحموم من اجل تحقيق اهداف موهومة وامتلاك المال والسلطة، وحينما تغيب عنه الحكمة والعقل السليم ويتحول الدين الى خرافة لا علاقة لها بالرسالة السماوية والى اداة سياسية بيد بعض القوى لجر البسطاء وجعلهم وقود لتحقيق اهدافها.وقالت طبيبة مستشفي الفلوجة انها تقر بارتفاع ولادة عدد الاطفال المشوهيين ولكنها لاتستطيع تحديد السبب ان كانت قنابل فسفورية قد استعملت في المواجهات. ومهما كانت الاسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه الظاهرة المؤلمة فان الاطفال بالفلوجة ولدوا على خلفية الاعمال القتالية التي دارت في المدينة بين المسلحين والقوات الدولية والوطنية منذ عام 2003، وان هذه الصورة ينبغي ان تبعث على صحوة القوى والساسة بالعراق المتصارعين على السلطة، وان يكون اطفال الفلوجة اشارة خطر وانذار عما يمكن ان ينجم عنه استمرار العنف واخلاقية الانتقام والثأر وتصفية الاخر على الهوية والحروب الطائفية والعرقية ، من مآسي انسانية لا يبررها دين او مذهب انساني. والكف عن تسيس الدين. ان اطفال الفلوجة هم بمثابة ناقوس الخطر مثل الذي في هيروشيما التي تعرضت لاول هجوم نووي في الحرب العالمية الثانية، مذكرا بتداعيات الحرب النووية، وصرخة لايقاظ ضمير اؤلئك الذين ينظرون الى البلد "ككعكة" يجب تقاسمها سلما ام حربا. ان ماساة اطفال الفلوجة ينبغي ان تكون درسا بليغا للساسة العراقين بل والمجتمع باسرة بابرام عقد اجتماعي يحرم وللابد استخدام العنف لتحقيق اهداف سياسية وحل الخلافات قبل ان تتفاقم الحروب التي هي ايضا سياسة ولكن بوسائل اخرى.ان اطفال الفلوجة كانوا الضحية المساوية التي ينبغي ان تكون الخط الاحمر الذي ينبغي ان يسود بعده السلام الاجتماعي والتمكن من ثقافة الحوار والتسامح والبحث عن الحلول المقبولة للجميع، وحقا فان الحياة حينما تطرح مشكلة لابد ان تطرح الى جانبها الحل، والحكمة تقتضي البحث عنه.
#فالح_الحمراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟