أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - خالد ممدوح العزي - تجربة قناة “روسيا اليوم” بعد ثلاثة أعوام، هل نجحت في نقل وجهة نظر روسيا السياسية ؟















المزيد.....

تجربة قناة “روسيا اليوم” بعد ثلاثة أعوام، هل نجحت في نقل وجهة نظر روسيا السياسية ؟


خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 3093 - 2010 / 8 / 13 - 15:40
المحور: الصحافة والاعلام
    




4 أيار عام 2007 انطلقت قناة روسيا اليوم الفضائية الناطقة بالعربي ضمن برامج اعد سلفا من قبل قيادة روسيا وبتوجيه من صقور الكرملين وبمباركة من الرئيس السابق “فلاديمير بوتين”. إضاءة القناة العربية شمعتها الرابعة لتكون احدي المحطات الأربعة في مشروع روسيا اليوم الناطقة “بالعربية والروسية والاسبانية والانكليزية ،لتخاطب جمهور عالمي يعرف بسياسة ودور روسيا،لكن تعين رئيس تحرير جديد لقناة “روسيا اليوم” الفضائية الناطقة بالعربية من ملاك وزارة الخارجية الروسية، ووضع القناة إعلاميا تحت رعاية (” رشا توداي” ) الناطقة بالإنكليزية ، إضافة إلى الإنذارات لعدد من العاملين بعدم تجديد العقود السنوية المفترض تجديدها في حزيران القادم ، يثير بعض التساؤلات عن أهداف هذا التغير في وضع يد الكريملين على الجرح النازف للقناة الذي عانى ويعاني منذ انطلاقته .

الكريملين الذي أسس هذه القناة وساهم بتطويرها المالي والمعنوي من اجل مخاطبة المشاهد العربي وبهدف استعادة النفوذ الذي كان يتمتع به في الشرق الأوسط أملا على إعادة لعب دور رئيسي في المنطقة ، لكن الذين يتابعون القناة يرون التناقض الواضح في تناول المواضيع المختلفة في نشرات الأخبار اليومية والتقارير وتغطية الأحداث اليومية التي تعبر أو تدعم فئة على حساب الأخرى .
أن التخبط وعدم أتباع سياسة واضحة في روسيا اليوم ما هي إلا دليل على وجود أزمة داخلية وصراعات من اجل السيطرة والنجومية والتفرد بالقرار ، وهذا ما أتاح للعاملين في البرامج الإخبارية التفرد في اتخاذ القرارات المعنية بتغطية الأحداث تحت شعار حرية التعبير وحرية الرأي ، في ظل ضعف الرقابة من قبل الإدارة التي لا تتقن اللغة العربية بطريقة جيدة ، وغياب العرب المنحدرين من أصول عربية في روسيا كما في أوروبا وأمريكا ، والاعتماد على كادر مستورد “أو من الذين تلقوا الدراسة سابقا في روسيا , وعدم الاعتماد على أصحاب الكفاءات وحاملي الشهادات الصحافية و خاصة العرب خرجي كليات “روسيا للصحافة” ، مما أدى لاعتماد لغة بالواسطة بين الروس والوافدين المتحدثين بالإنكليزية . وهذا أضاع أصول العمل الصحفي ،و ما أدى بدوره إلى إقحام روسيا بمواقف سياسية بعيدة عن مواقفها الرسمية كدولة تصنع سياسة خاصة بها تجاه المنطقة عموما والعالم العربي خصوصا ، فأصبحت تلك المواقف تعبر عن مواقف وتوجهات رئيس الفترة الإخبارية وانتمائه السياسي أو الأيديولوجي .
لقد وقعت القناة في فخ سندان الصراعات الداخلية من قبل الكوادر الروسية ومطرقة الوافدين العرب إليها ، وأصبح استخدامها كمنبر حر لطرح الآراء السياسية والأيديولوجية القادمة معهم من داخل مجتمعاتهم العربية المتصارعة (حماس- فتح ، سورية أو إيران ،بن لادن أو حزب الله ) فالتضامن العلني للحركات الإسلامية في البلدان العربية انعكس عملا مشتركا في روسيا اليوم ، إلى حد أصبح البعض يصفها ( بطهران اليوم أو سوريا اليوم )،وهذا ما أدى إلى نسف كل الأصول والقوانين المهنية وضربها بعرض الحائط .
وهنا نعود إلى السؤال الأساسي ماذا تريد موسكو من هذه القناة ؟ وإذا كانت حقا تريد مخاطبة الرأي العام العربي فهل هذا هو الأسلوب الأجدى لذلك ؟ وهل أضاعت في ظل هذه الفوضى والصراعات الداخلية خبرات روسيا التاريخية في إدارة الإعلام الموجة .
إن مهمة روسيا اليوم الرسمية والأساسية هي نقل وجهة نظر روسيا السياسية من كل الأزمات والأحداث و إظهار مواقفها وتعاملها مع الأحداث بعيدا عن” الفلترة ” الغربية والأجنبية وخاصة بعد ما أصاب الصورة الروسية من تشويه وتغيب لدورها العلني عن الساحة السياسية العامة وخصوصا من خلال الاستناد إلى المصادر الغربية الأساسية في نقل الخبر وليس من خلال الوكالات الروسية والمراسلين المعنيين بصناعة الخبر وليس النقل عن مصادر أجنبية لقناة هي روسية الأصل . وبعيدا عن التدقيق في الأخطاء اللغوية والإملائية وعمل المراسلين -المحللين في القناة وإنما نقول إن القناة ليست بحاجة إلى تنافس في دعم فئة على حساب فئة أخرى أو طرف ضد طرف أخر من خلال موظفيها الذين وضعوا نصب أعينهم منذ انطلاقتها التنافس مع قناة مثل الجزيرة . كالحصول على حصريت بث رسائل أسامة بن لادن من اجل المنافسة مع الآخرين .
إن مشروع روسيا اليوم يأتي في إطار مشروع تنافسي ضخم من اجل التحدث عن روسيا ودورها بصورة مباشرة، والكشف عن قدراتها وإمكانيتها وجوانب الحياة الإيجابية فيها ، التي شوهها الأعلام الغربي من خلال الصورة السوداء الذي رسمها لها على أنها بلد المافيا والجريمة المنظمة , التي تسيطر على كل مرافق الحياة اليومية المختلفة البشعة والتي لا يوجد علاج لها ولنظامها الدكتاتوري ألاستخباراتي المتسلط البعيد عن الديمقراطية وحرية الكلمة والتعبير . وانطلاقا من هذا تبرز الحاجة الماسة والمطلوبة للمنافسة من قبل القيمين والعاملين في القناة . إن الإستراتيجية المطلوبة للعمل المستقبلي في إظهار الحالة الحقيقية للمشاهد العربي لوجه روسيا وشعبها وسياستها وثقافتها وفي إبراز الصورة والصوت من خلال هذه النافذة التي تتيح التعرف بعمق وعن كسب في تقريب المواطن العربي الى روسيا ودورها بعد التعتيم الأيدلوجي من قبل أعلام الغرب طوال تلك الفترة من الزمن والذي منع من التعرف على ثقافتها الواسعة والمتنوعة ، وتاريخها الطويل والعريق لتجارب شعب على مدى عقود طويلة والتعرف على أماكن جديدة فيها .
الكريملين الذي أسس هذه المؤسسة الإعلامية الروسية لمخاطبة الجمهور في العالمين العربي والإسلامي والكوادر الثقافية والعلمية فيه ولإعادة بناء جسور الصداقة القديمة بين روسيا الجديدة والعالم العربي بعد أزمة الفتور والجفاف التي أصابت الطرفين جراء التغير الجذري في الحياة الروسية بكافة جوانبها و تبلور ثقافة جديدة في التعامل مع الآخرين معتمدة على الثقة والصداقة المتبادلة بين الشعوب والتعاون والتبادل المشترك وهذا ما عبر عنه الرئيس “بوتن “خلال زياراته إلى العديد من الدول العربية ،فالقناة تعكس الوجه الرسمي للدولة الروسية لذلك يتوجب التعامل مع الأحدث انطلاقا من المواقف الرسمية ومن موقع المسؤولية الرسمية ، وللحفاظ على الاستمرارية الإعلامية لا بد من :
أولا – الأشراف السياسي المباشر من قبل وزارة الخارجية الروسية وعدم الاكتفاء بالتنبيه أو اللوم على الأخطاء المتكررة لفريق العمل.
ثانيا - نقل القيادة والأشراف الإعلامي والإخباري إلى توأم القناة الذي يبث بالإنكليزية بعد أن أتبت جدارته مهنيا وإعلاميا .
اليوم أمام المسؤولين في روسيا اليوم وقفة جادة صعبة وهامة لكي تخرجها من آفاق التجاذبات الداخلية والنهوض السريع بعمل مميز في الأداء الإعلامي الموجه للمشاهد العربي في ظل” العولمة” وكثرة القنوات الفضائية العربية و الأجنبية المستعربة التي بات التوجه أليها سهلا جدا في اجتذاب المشاهد العربي .
يمكن لروسيا اليوم النهوض سريعا من خلال طاقم متميز متمكن مهنيا وفق خطة سياسية إستراتيجية تحت شعار رئيسي ” مخاطبة المواطن العربي” الذي ينتظر عودة الصوت الروسي ودوره في المحافل الدولية والشرعية في نصرة القضايا العادلة من دون تحميلها مواقف أيديولوجية وسياسية لبعض المنتفعين ماديا في القناة .
د.خالد ممدوح العزي
باحث إعلامي ومختص بروسية ودول الكومنولث
[email protected]



#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفل مادة للإعلام
- حنين الزعبي مقابل أناستاسيا ميخائيلي-نائب مقابل نائب، -إمارت ...
- المجتمع المدني ومؤسساته، يستخدمان القانون الدولي، سلاح جديد ...
- إفراغ السجون السورية من نزلائها المستمرين،
- لأنها أمرآة فوق النجوم !!!لأنها الست فيروز ...
- دفاعًا عن الحقيقة:
- سانتبطرسبورغ مدينة الجمال، مدينة الذاكرة والذكرى
- الإعلام اللبناني المكتوب والمرآة...
- التضامن الكلي مع مساواة المرآة مع الرجل ؟؟؟؟
- قناة أل- بي بي سي- البريطانية الفضائية ،الخبر السريع من المك ...
- الذكرى المئوية لولادة -الدكتور داهش-.
- ااالارمن ومستقبلهم السياسي في لبنان بظل تحالفات حزب الطاشناق ...
- صحافة الاغتراب بين الوسائل الحديثة وعالم الماضي.
- سياسة روسيا الانفتاحية على العالمين الإسلامي و العربي
- المجتمعات المدنية تعلن الحرب على الدعاية الإسرائيلية!!!!!!
- الإعلام اللبناني المرئي والمرآة:


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - خالد ممدوح العزي - تجربة قناة “روسيا اليوم” بعد ثلاثة أعوام، هل نجحت في نقل وجهة نظر روسيا السياسية ؟