درويش محمى
الحوار المتمدن-العدد: 3093 - 2010 / 8 / 13 - 02:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السيد حسن نصرالله على حق هذه المرة, فاسرائيل يدها طويلة في بيروت كما في دمشق ودبي بطبيعة الحال, واحتمال ان تكون اسرائيل وراء عملية اغتيال رفيق الحريري احتمال قوي جداً, انه احتمال قائم والسيد حسن نصرالله لم يأتي بجديد, فالدولة العبرية لها باع طويل وتجربة عريقة في النيل من خصومها عن طريق عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية, وعملية قتل محمود المبحوح في الامارات العربية اخيراً لا تزال ماثلة للعيان.
السيد حسن نصرالله على حق هذه المرة, سواء اكانت الادلة التي ساقها سماحته في اتهامه لاسرائيل قوية او ضعيفة, مقنعة او غير مقنعة, فالرجل ادلى بدلوه وقال كلمته, وسواء وصلت تلك الادلة الى مستوى "القرائن" او لم تصل, لا يجوز التقليل من شأنها وشأن السيد حسن, المأخذ الوحيد على خطابه الذي حاول من خلاله ابعاد الشبهات عن حزبه وربما عن نفسه, انه يقول بان اسرائيل لها المصلحة في اغتيال رفيق الحريري, وبالتالي اسرائيل هي من قتلت رفيق الحريري, هذه المعادلة خاطئة وغير منطقية, واذا اخذنا بها في تحديد شخصية الجاني في جريمة اغتيال السيد الحريري, سندخل في نفق مظلم و"حيص بيص"لايقدم ولا يؤخر, وربما يقول بعضهم ان النظام السوري هو الاقرب الى دائرة الاتهام من غيره, فالمصلحة السورية في احداث فوضى في لبنان حينها, كانت تتجاوز المصلحة الاسرائيلية, والوجود السوري في لبنان كان دوما ولا يزال قائما على احداث الفوضى و الفرقة بين اللبنانيين.
في كل الاحوال, الكرة اليوم في ملعب المحكمة الجنائية الدولية, هل لديها قرائن اقوى من "القرائن" التي جاء بها السيد نصرالله? هل بامكان المحكمة تقديم ادلة مادية حسية تكشف عن هوية القتلة اسرائيلية كانت ام لبنانية او حتى سورية? خطاب السيد حسن نصرالله لا يجوز الاستهانة به ولا يجوز كذلك تضخيمه, الا على ضوء ما سيصدر قريباً عن المحكمة الجنائية الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري, وعلى ضوء خطاب السيد دانيال بيلمار المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية يمكننا الحكم على خطاب السيد نصرالله .
#درويش_محمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟