محمد نفاع
الحوار المتمدن-العدد: 3092 - 2010 / 8 / 12 - 08:17
المحور:
القضية الفلسطينية
هنالك اعمال تقوم بها الشرطة لا تنصح بعرقلة عملها، مثل اطفاء حريق او انتشال غريق او ملاحقة لصوص وتجار مخدرات وقتلة ابرياء وما شابه، وهنالك اعمال ونشاطات تصبح عرقلة عمل الشرطة فيها كل الخير، فعند القيام بهدم بيت عربي او حتى قرية عربية بكاملها ضمن مخطط الاضطهاد والترحيل وتقوم الشرطة بحماية أبطال الهدم، فهل يتساوى الأمران!! او عند محاولة البطش بمتظاهرين ضد الاحتلال والاستيطان واقامة جدار الفصل العنصري، او تجريف ارض واشجار على يد قوات الاحتلال والمصادرة لارض عربية، فهل هذا ينطبق على ما اشرنا اليه في البداية، لم اواجه احدا قام بعرقلة اعمال شرطي وهو يهب – اذا هبّ – للقيام بعمل خير مبارك كالذي ذكرناه، او عندما تقتل الشرطة وقوات الامن شبانا من العرب يتظاهرون ضد الحصار والمجازر والاحتلال والاستيطان ومن اجل السلام العادل، فهل عرقلة تحمل هؤلاء القتلة يدخل في باب العقاب او الثواب!! لذلك نرى هذا السيل من الملاحقات والمحاكمات لاناس مناضلين شرفاء ضد شرور وجرائم هذه السياسة، حبذا لو يجري هناك تعديل على هذه القوانين الجائرة والتي اتخذت وتصب بمعظمها لحماية المجرم والمعتدي والمحتل والمستوطن العنصري والمضطهد، في مواجهة العربي واليهودي والاجنبي عندما يتظاهر هؤلاء في الشيخ جراح مثلا او في بلعين او في نعلين او في يوم الارض او هبة اكتوبر، فكثيرة جدا هي المناسبات والممارسات التي تتطلب التضامن، وهذا التفريق بين الظرفين ليس من الصعوبة بمكان ابدا، الصعوبة هي في مفاهيم هذا العالم الحر، عالم الحرب والعدوان والاحتلال والاستغلال والاضطهاد القومي، هذه السياسة تفقد الجندي والشرطي الكثير من انسانيته ان وجدت، وتجعل منه جزءا من ماكنة الاجرام، وعلى امل ان يجري مثل هذا التعديل – ان جرى – فتحية لكل المناضلين الشرفاء وهم يتصدون لموبقات وجرائم الاحتلال والهدم والاضطهاد، فهذا التصدي وهذه المقاومة الانسانية والضميرية هي من اشرف الاعمال خاصة اليوم في مواجهة تصعيد السياسة العنصرية والزحف الفاشي.
#محمد_نفاع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟