جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3092 - 2010 / 8 / 12 - 00:09
المحور:
القضية الكردية
اكتب لك لاني لم احفظ عهدي ووعدي الذي قطعته لك في الطفولة و المراهقة ان لا اتركك واخدمك مدى حياتي و اني في الحقيقة اشعر بالذنب و الخجل لاني وقعت في حب الانجليزية و الفرنسية و الالمانية و العربية. انا اعلم انت جميلة بجمال طبيعة كردستان و طبيعتك الجبلية نقية و بريئة ببراءة الاطفال.
ابتعدت عنك لفترة طويلة و اصبح لساني ثقيلا و كأنما اخاطب اجنبية عندما اتكلم و لكن قلبي رغم ذلك يبقى دائما لك. لم استطع ان اعيشك لهذا السبب اتمنى على الاقل ان اموت بين يديك. ارجوك لا تغضبي علي - انت تعرفين الحب يسبب العمى و لكني دفعت بسببه ثمن غال لاني اصبحت متمزقا كتمزق كردستان و بدون هوية اليوم. سابقا كنت اخجل ان اقول انا ابن بلدك و اصيب بالحرج لاني اذا قلت انا كردي اما تتحير الناس لانها لا تعرف من اين انا دون ان ابدأ بالسؤال: هل قرأتم قصة كارل ماي (سفرة في طبيعة كردستان الوحشية) و احيانا تسألني: هل انت كردي تركي ام كردي فارسي ام كردي عربي؟ كيف اجيب - اتحير. عندما اسمع السؤال يبدأ دمي بالغيان و يصعد الى عيناي التي تتحول لونها الى الاحمر و لكن عقلي يتدخل و يهدأني لكي لا اقوم بحماقة. اتعجب كيف اجمع بين هويتي و التركي الذي لا يريد غير محوي. هل هناك تركية كردية لكي تكوني كردية تركية؟ كيف استطيع حتى النطق بأسم بلد سرق ارضنا ودمر بيتنا و اطلقوا عليه تركيا ليجعلوك تختفين عن الانظار.
استطعت ان اتحرر من عقدة الهوية و اتمتع بالحياة اينما كانت ومع من كانت واصبحت اكره القومية و الوطنية لانها مفاهيم ضيقة و لكن عندما انظر الى خريطة العالم لا ارى وجود لك. اين ابحث عنك احفلك بسماء كردستان؟ دعيني العن اجدادنا لانهم تركونا في هذه الحيرة و الورطة والمأزق. لماذا لم تظهري الى العيان وتمشي على منصة ملكات الجمال او تشتركي بالالعاب الاولمبية بهويتك الكردية فقط مثل بقية خلق الله دون اضافة؟ لماذا لم تناديني قبل ان تتزوجي؟ انا جوعان لطبخك وعطشان لشفتيك. (حني على الولهان) تعالي انظري كيف (نحل جسمي وذابت روحي و بان عظمي). بالمناسبه هذه الكلمات ليست مني هي لاغنية عراقية عربية جميلة قديمة اسمعها كثيرا لانها تنطبق علي اكثر من العربي.
لا تحزني عزيزتي ليست شمس كردستان في حاجة الي فهي تشرق بدوني و بدون امثالي طالما انت باقية على قيد الحياة.
جمشيد
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟