|
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 13 ) - إنهم يشوهون الطفولة ويمسخونها .
سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 3091 - 2010 / 8 / 11 - 16:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كان أول مقال لى فى هذا الموقع الرائع والذى تشرفت بالكتابة فيه بعنوان " العروسة والمسدس " بمحور الفلسفة وعلم النفس ..فكرة المقال تدور حول رؤية أن إهدائنا عرائس للبنات ودمى مسدسات للأولاد هو ترسيخ للهيمنة الذكورية وبناء لبناتها الاولى فى نفوس الصغار , فنحن نريد للولد الإحساس بالقوة والتفوق وللبنات أن يتسلل لهم مشاعر النعومة والضعف لذا نجد إنزعاجا ً شديدا ً عندما نرى طفلا ً يلعب بعروسة , وينتابنا الإمتعاض عندما نرى طفلة تلهو بمسدس . رؤية " العروسة والمسدس " لا تزيد عن كونها رصد لحالة وتحليلها وغير معنية بتقديم بدائل ..بل هى لفهم الواقع الذكورى الذى يبدأ بترسيخ وجوده عبر العروسة والمسدس .
ولكن المؤسف والذى سنطرحه فى هذا المقال هو تصاعد الهمجية والوحشية الذكورية فلم تكتفى بتفردها وهيمنتها بل تسعى بروح قاسية ومغرورة لنزع العروسة من يد البنت .!! إنتشرت فى الآونة الأخيرة مجموعة من الفتاوى التى تُحرم اللعب بالعرائس والدمى للأطفال ..نعم تُحرم بكل عبأ هذه الكلمة والتى أصبحت سهلة فى قاموسنا اللغوى لتطول دُمىّ الأطفال من عرائس ودببة !!..سأعرض لمجموعة من الفتاوى ولنا معها موقف أو بالأحرى عدة مواقف .
هذه بعض من فتاوى الشيخ ابن جبرين
رقم الفتوى (12073) موضوع الفتوى : شراء اللعب من العرائس والحيوانات السؤال : ما الحكم في اقتناء أو شراء العرائس أو الحيوانات كالدب ؟ فأنا سمعت من امرأة معلمة دين تقول: لاشيء في ذلك عند شرائها وتركها دون اللعب بها فهذه إهانة لها . الاجابـــة : لا يجوز شراء هذه الصور ولا اقتناؤها؛ لأنها صور مجسمة تدخل في أحاديث الوعيد الواردة في حق المصورين كحديث أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون وحديث : من صور صورة كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ . ونحوها. ولا شك أن العرائس صور مجسمة حيث إن فيها الوجه والبدن والأنف والشفتان وسائر صفات الإنسان الظاهرة، وكذا صورة الدب والكلب والكبش والنسر والأرنب ونحوها فمن صورها مجسمة دخل في الوعيد فلا يجوز اقتناء تلك الصور
رقم الفتوى (11636) موضوع الفتوى :حكم ألعاب الأطفال التي تكون على شكل صور حيوانات السؤال : ما حكم ألعاب الأطفال التي تكون على شكل صور حيوانات مثل "القطة والكلب والأسد" وغير ذلك. مع الدليل؟ الاجابـــة : أرى أنها لا تجوز لأنها صور مجسمة على أشكال الحيوانات التي خلقها الله فالذين وضعوها قد تعرضوا للوعيد كما في الحديث القدسي يقول الله تعالى: "ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا برة، أو ليخلقوا ذرة أو ليخلقوا شعيرة" وفي الحديث : من صور صورة كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ وفي الحديث أنهم يعذبون يقال لهم أحيوا ما خلقتم ونحو ذلك من الأحاديث فلا يجوز تشجيعهم على ترويج هذه الصور وبذل الأثمان فيها وإدخالها المنازل فإنها تمنع دخول الملائكة كما ورد في الحديث.
رقم الفتوى (2143) موضوع الفتوى : حكم لعب الأطفال السؤال س: ما حكم الدُّمى التي لها عيون وأنف وفم، ولها أثداء يلعب بها الأطفال خاصة البنات، وبعضها كأنها أطفال رُضَّع، علمًا أنها مُنتشرة في الأسواق بكثرة، وبعض الناس يقولون: إن بعض المشايخ حللوها؟ الاجابـــة : لا يجوز عمل هذه الصور، ولا يجوز شراؤها، ولا تمكين الأطفال من اللَّعِبِ بها؛ وذلك لأنها صُوَرٌ مجسدة، وقد ورد اللعن للمُصورين، وجاء في الحديث أنهم أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة، وأن كل مُصَوِّر في النار يُجْعَلُ له بكل صورة صورها نَفْسٌ يُعَذَّبُ بها يوم القيامة، وأنهم يُعَذَّبُون ويُقال لهم: أَحْيُوا ما خلقتم، وأنَّ مَنْ صَوَّرَها كُلِّفَ أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ! وأن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة، وأنه يجب طمسها، وإزالة معالمها، وأن الذين يُصورونها قد شبَّهُوا فعلهم بخلق الله. .. وكل ذلك دليل على تحريم تصويرها، وتحريم اقتنائها؛ حيث إنها مُجَسَّمَةٌ، كاملةُ الْخَلْقِ برأسها ووجهها، وشعرها وأصابعها وأناملها. ولا يُسَوِّغُ ذلك كونها للأطفال؛ فليست كاللُّعَبِ التي كانت عائشة تعملها في صغرها، وتتلهى بها، فإن تلك خِرَقٌ وأعواد تعملها عائشة بنفسها، فتأخذ عودًا وتجعل عليه خرقة كاللباس، وتعقد في رأسه خَيْطًا كاليدين لتتلهى به، فليس له وجه ولا قفا ولا أنف ولا أعين ولا آذان ولا شفاه ولا أسنان ولا أصابع ولا أنامل.
وهذا مقطع فيديو للشيخ الحوينى حكم العرائس والدباديب للشيخ الحوينى http://www.youtube.com/watch?v=lnnc6OOMuXc
بالرغم أن هذه الفتاوى لا تحتاج لتعليق لتظهر مدى بشاعتها إلا أن هناك خواطر كثيرة تندفع لتطرح نفسها وتصفعنا على وجهوهنا بقسوة وتذكرنا بما وصل به حالنا . فبداية.. هناك فوبيا الحظر والتحريم التى تسيطر على حياتنا ووجودنا وتسرى كالنار فى الهشيم لتصبح كل الأمور محط سؤال هل هى حلال أم حرام !! هل هو جائز أم لا ؟!! فلم نترك شيئا ً بسيطا ً وتافها ً إلا توجسنا منه بالرغم أن الأمور لا تتحمل كل هذا . بلا شك أن الإنسان المتوجس والمرتاب فى كل صغيرة وكبيرة هو نتاج مجتمع غير صحى يفتقد الثقة فى ذاته وغير قادر على حسم أموره ..مجتمع مازال فى مرحلة الرضاعة ولم يتم فطامه بعد . أعتقد أن الحالة النفسية التى تنتابنا من هذا التوجس وتلك الفوبيا وعدم القدرة على حسم أمور كثيرة وبسيطة تحتاج من المثقفين والمفكرين العرب بحث هذه الظاهرة والتى تجتاح نفوس مجتماعاتنا العربية والتى ترفع من مستوى هذا التوجس عاليا ً مما يدفعهم للسؤال فى مثل هكذا أسئلة ليمددوا آذانهم للإستماع والقبول فى أمور بسيطة لا تحتاج منهم كل هذا الإهتمام .
نقطة ثانية ...وتتمثل فى السائل فهاهو إنساننا العربى فى القرن الواحد والعشرون يسأل فى أمور لم يسألها أجداده من قرون مضت ..يسأل فى أشياء بسيطة وبديهية تم حسمها بتجارب عديدة وممارسات إمتدت من قرون مضت . إنساننا العربى غير قادر على حسم أى أمر بذاته مستعينا ً بفكره وثقافته وتجاربه المعرفية فى أمور لا تحتاج أى عناء فى حسمها أو مجرد الجدال فيها , ليتوجه لشيخ يفتيه فى أمر العرائس والدببه . ولكن هل نقول بأن مثل هذه الأسئلة هى نتاج لمنهجية القولبة والبرمجة التى مارسها التراث الدينى على مدار تاريخه والذى لا تقوم دعائمه إلا على هكذا سياسة ومنهجية .
نقطة ثالثة وهى أننا نلقى السؤال فى المكان الخاطئ والجهة الغير مسئولة كأن نعالج مرضانا عند حلاق بدلا ً من طبيب ..فإذا كان يشغلنا كون العرائس والدمى مفيدة لأطفالنا أم لا ...فعلينا أن نتوجه إلى علماء النفس والإجتماع فهم من يمتلكون الوعى لفهم نفسية الطفل وما الأشياء التى تنمي وتثري من وجدانه وذكائه ومشاعره وماهو الذى يضمرها ويشوهها ... وليس الإرتماء أمام الشيوخ أسيرى الحرف والنص ورؤية موغلة فى القدم لا تريد أن تبارح مكانها .
نقطة رابعة .. ماهذا العبث والتسطيح ؟!..وما هذا الإجرام .؟!! هل وصلت الأمور بأن تكون دمية جميلة شئ مُحرم ..هل تزعج دمى من العرائس والدببة الله فى سمواته وفى مملكته الممتدة ؟!!..هل الله يغار من مثل هكذا دمى وتثير غضبه ولعنته ؟!! أى منطق هذا الذى تستندون عليه ..هل البنت الصغيرة ستنصرف عن عبادة الله لأنها تلعب بعروسة ودب.!! بالرغم أن هذه النقطة هى محور المقال فأنا أجد الإستفاضة فيها شئ غير مجدى فهى تفيض بفجاجتها وتعلن بشكل غريب عن قبحها وغباءها .
نقطة خامسة .. ماذا تعنى فتواهم بتحريم اللهو بدمى عرائس ..ألا تعنى اننا نحكم على أطفالنا بالمسخ والتشوه ...الطفلة تتكون لديها علاقة عاطفية ووجدانية بعروستها وتتعلم أول دروس التواصل وكيف لها أن تولى عناية وإهتمام ..كيف تصدر مشاعرها البريئة وكيف تمنح الحب والعطاء ...كيف يكون لها هوية ووجود . الطفلة تخلق عالمها الجديد من خلال العروسة تتحاكى معها وتتناغم ..تمارس برائتها وقدرتها كإنسانة أن يكون لها حضور ووجود فى عالم تصنع فيه حروفها الأولى.
نقطة سادسة ..لفت إنتباهى نقطة ألح الشيخ على تصديرها بدم بارد محاولا ً أن يبدى بعض المرونة فهو يسمح باللهو بالعرائس والدمى ولكن بعد نزع وقطع رؤوسها أوتشويه ملامح وجهوهها .!!! ماذا تبقى من الدمية ؟..تبقى القبح والبشاعة ليؤسس له مكانا ً فى وجوداننا ..ويرسم فجاجة وبشاعة تتعود عليها عيون أطفالنا هل نحس بمشاعر طفلة صغيرة وقد نزعنا رأس عروستها الجميلة لنجعلها مبتورة ..أو نشوهها ونقضى على ملامحها . هل لنا أن نتخيل مردود هذا الأمر على نفسية طفلة صغيرة ..هل نخلق فى داخلها الجمال أم الخواء والقبح والتشوه . إنهم يؤسسون للقبح منهجا ً والذين يعرفون جيدا ًكل ملامحه .. !! وتقول لى لماذا نحن متخلفون ؟.. لقد نزعنا الجمال من عيون أطفالنا الصغيرة يا عزيزى ووضعنا القبح والتشوه .
نقطة سابعة ..أين مثقفينا وعلمائنا ومفكرينا من مثل هكذا عبث لا يكتفى بنشر خرافاته بل يدمر ويشوه ويمسخ نفوس أطفال صغيرة ..بل يمارس بإجرام جاهل تشويه كل شئ جميل ليحل مكانه كل القبح والخواء الروحى ليرد الإنسان إلى بوهيميته الأولى لا يدرك فى الحياة إلا الطعام والجنس . أين مثقفينا لماذا أياديهم مرتعشة ..لماذا لا تكون مثل هكذا فتاوى هى معركتهم الحضارية والإنسانية ..هل هو الخوف فى الولوج لمعارك سيصبحون فيها خاسرون وسط تصاعد المد الوهابى البدوى ..هل هو الرهبة من تحدى هذا الطوفان من المد الأصولى ..هل هوعدم الإكتراث بمستقبل وحياة أمة ..هل وصل بهم الحال أن ينبطحوا هم الآخرون ويلقون بكل علمهم وفكرهم الحر فى صناديق القمامة ليستمعوا و يستمتعوا لمثل هكذا فتاوى .
نحن يا سادة فى حاجة ماسة إلى بعض الشجاعة والشفافية والمصداقية فى مواجهة هذا الطوفان الهمجى الذى يريد إكتساح كل أخضر ويابس ...هذا الأمر لا يكون من نصيب القوى العلمانية وحدها بل على كل دينى تشرب شيئا ً من نبع الحضارة والمدنية لينضم بالوقوف ضد مثل هكذا فتاوى . علينا التصدى لهذه الهجمة والردة الحضارية ولنقل لهم : كفوا وإصمتوا فكلامكم غبى ومتخلف ولن ندعكم تمسخوا وتشوهوا نفوس أطفالنا الجميلة .
دمتم بخير .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحن نخلق الأسطورة والميثولوجيا والحلال والحرام ويمكن أن نسرق
...
-
لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 8 ) - إستحضار العنف الكامن وتف
...
-
لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 7 ) - ما بين وطأة الموت وما بي
...
-
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 12 ) - الأم ماتت والجنين مات و
...
-
لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 6 ) - إشكاليات الفكر الدينى وك
...
-
تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 6 )
-
تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 2 ) - زهور الله المقطوفة
...
-
لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 5 ) - الرضاعة الحسية والشعورية
...
-
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 11 ) - نحن نزرع الشوك والمُر و
...
-
نحن نخلق آلهتنا ( 9 ) - الله يكون حافظا ً وعليما ً وعادلا ً
...
-
تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 1 ) - الصلاة كثقافة للبرم
...
-
لماذا يؤمنون .. وكيف يعتقدون ( 4 ) - كيف تربح المليون دولار
...
-
أنا والله ويدى اليسرى .
-
نحن نخلق ألهتنا ( 8 ) - الله خالقا ً للوجود فى ستة أيام .
-
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 10 ) _ همجيتهم وهمجيتنا .. ياق
...
-
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 10 ) _ همجيتهم وهمجيتنا .. ياق
...
-
نحن نخلق آلهتنا ( 7 ) - الله مُجيبا ً للدعاء .
-
تديين السياسة أم تسييس الدين ( 4 )- حد الردة رغبة سياسى أم ر
...
-
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 9 ) - الخلوة الغيرالشرعية بين
...
-
لماذا يؤمنون .. وكيف يعتقدون ( 3 ) _ الدنيا ريشة فى هوا .
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|