صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 3091 - 2010 / 8 / 11 - 11:47
المحور:
الادارة و الاقتصاد
انصرمت نحو خمسة أشهر منذ الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات العامة العراقية ولم يزل السياسيون يراوحون في مكانهم إذا لم يكونوا قد تراجعوا كثيرا بالشكل الذي افقد العملية السياسية الجارية في البلد مغزاها.
وهذا بالتأكيد ليس موضوع حديثنا في وجهة نظر خاصة بالاقتصاد غير اننا يمكن ان نلاحظ بوضوح ان جميع المتحدثين من على شاشات الفضائيات من النواب الفائزين والخاسرين كليهما بما فيهم رؤساء الكتل يتجنبون الحديث عن أي موضوع يهم الاقتصاد العراقي وكأن أوضاع الناس المعيشية لا تعنيهم بشيء او كأنهم يعيشون في ارض خالية من الناس.
يتحدث البرلمانيون والسياسيون في كل شيء وبعضهم بلغة فقهية بليغة عن الاستحقاقات الدستورية وما ورائها وعن المصلحة والمصالحة والوفاق والتوافق والشراكة والشركة وغيرها من المسميات التي ابتدعوها بسبب عجزهم عن التوافق مع حالة المجتمع العراقي.. يتحدثون في كل هذا وغيره إلا موضوع الاقتصاد الذي يشخصه المفكرون على انه عصب المجتمع والحياة والعامل المحدد لسير التاريخ فكأنهم في واد والشعب العراقي في واد آخر أو كأنهم غير معنيين بما يأكله المواطن وما يلبسه او اين يسكن كما انهم لا يتحدثون عن خططهم وبرامجهم للارتقاء بالاقتصاد العراقي تمهيدا لخلق مجتمع يتمتع بالاستقرار والرفاهية المطلوبة.
ان مثل هذا النأي عن التطرق الى قضايا الناس وهمومهم واقتصاد البلد برأينا يفسر بسببين، الأول هو عدم تفكير هؤلاء أصلا بكل ما يتعلق بهموم الإنسان العادي ولن تعنيهم غير الشعارات السياسية والصراع من اجل نيل الكراسي، أما الأمر الآخر في هذا القصور فهو عدم امتلاك معظم السياسيين العراقيين الحاليين أي خبرة في مجال الاقتصاد والبناء الاقتصادي وفي هذا المجال توجد بدائل منها الاستفادة من خبرة مستشارين مهنيين مختصين بالاقتصاد كما يمكن تعيين اشخاص مهنيين كوزراء للوزارات التي تتميز بطبيعتها الاقتصادية وليس كما حصل في المدة السابقة التي وزعت فيها المناصب على اساس المحاصصة وليس على اساس الخبرة والمهنية فتسلم مسؤولية التجارة مثلا اشخاص غير ضليعين بالعمل التجاري وهكذا في المناصب الأخرى.
ان المغزى من الحراك السياسي وكذلك الاجتماعي المرتبط به يجب ان يصب في صالح الناس إذ انه إذا لم يكن كذلك فقد معناه ومسوغاته ويجب ان يفرد السياسيون او مستشاروهم مجالا واسعا للحديث عن مشكلات الناس وكيفية حلها والخطط التي يضعونها لتنفيذ تلك الخطط وانقاذ الناس من معاناتهم التي تعاظمت.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟