|
فضيلة عدم الكفاح - أصالة النص في الخطاب التاريخي الإسلامي (3)
مختار العربي
الحوار المتمدن-العدد: 937 - 2004 / 8 / 26 - 08:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(خالد نبي ضيعه قومه!!) ،،، خالد بن سنان العبسي الذي قال بالتوحيد ونبذ عبادة الأوثان والأحجار والتخلص من أوهام تناسخ الأرواح ، خالد العبسي الذي كان نبياً! يحكي المسعودي في كتابه مروج الذهب ومعادن الجواهر - الجزء الثاني عن الأنبياء الذين ظهروا قبيل الدعوة الإسلامية المحمدية ويعددهم المسعودي المعتزلي الشافعي كالآتي:- 1. خالد بن سنان العبسي. 2. أمية بن الصلت. 3. قس بن ساعدة الإيادي. 4. بحيرا الراهب. 5. عمرو بن نفيل. 6. ورقة بن نوفل. وكثيرون !، وما يلفت الانتباه في زعم هؤلاء النبوة ونزول الوحي تشابه العبارات والمفردات التي وردت في أشعارهم وحكمهم وكلنا يعلم الشعر الذي كان قس ينطق به في سوق عكاظ والنثر واستخدام عبارات وردت في متن القرآن ، ولكننا بصدد نبوة خالد العبسي ويحكي أنه لما دنت لحظته قال لمريديه وأبناء قبيلته : إذا مت فبعد (ثلاثة أيام!) انبشوا قبري لأعلمكم سر الكون! ويقال أن قومه رفضوا نبش قبره حتى لا يقال بين العرب أنهم نبشوا قبر ميت لهم! إلى هنا ولا شيء يثير التساؤلات ولكن والشيء الملفت للنظر أن المسعودي يحكي عند مجئ ابنة خالد إلى النبي وقولها له: أن أبي كان يقول : قل هو الله أحد ، الله الصمد ، فكيف عرف خالد مثل هذه الآيات وهي لم تنزل بعد وحياً على النبي (ص)؟ ومن أين له بها؟ وهل صحيح أن الوحي كان ينزل عليه؟ وإذا كان له وحياً واتصالاً بالسماء فأين بقية آياته؟ ولماذا لم يصرح بها؟ أليست تكليفاً سماوياً له؟ ، هذه هي الأسئلة وبوضوح شديد، نلاحظ أن المسعودي وكغيره من المؤرخين الثقاة نقلوا لنا هذه القصص والآثار دون أن يعملوا فيها عقولهم بل عقليتهم النقلية التي ترفض الكفاح الفكري وتتخذ من القصص سبيل للدعاوى المعلنة بأن هذا ما رأينا! والحقيقة التاريخية أن مسألة إدعاء النبوة كانت منتشرة في الجزيرة العربية انتشاراً واسعاً ولها صدى والسبب معرفة بعض العرب بما ورد بالكتب المقدسة التوراة والإنجيل، ولكن يبدو لنا أن مسألة إدعاء النبوة قديمة جداً في الجزيرة العربية، فهذا أبو طالب عندما برز له أبرهة (يسميه المسعودي بالنجاشي، وهذا في حادثة الفيل قال : بأن للبيت رب يحميه وقد كان أبو طالب يعتنق النصرانية أن لم تكن عقيدته هي عقيدة الصابئة الإبراهيمين الحنفيين) ، وقس بن ساعدة كان نصرانياً وقال عنه النبي : أتمنى أن يبعث يوم القيامة أمة وحده! كيف وهو مشرك بتقرير الشرع ذلك وأنه لم يشهد إسلامية النبي محمد (ص)!؟!. الخطاب التاريخي يخبرنا أن النبي بعد موته تركت جثته لثلاثة أيام ولم يدفن! وخالد بن سنان ذكر الثلاثة أيام لقومه، فما سر هذه الأيام الثلاثة؟ وهل لها علاقة بالمعتقدات العربية التي تقول بقيامة الميت وخاصة الأنبياء منهم؟ ولماذا تركت الجثمان ولم يدفن فما السبب الحقيقي والداعي المنطقي لذلك؟ هل لأنهم اعتقدوا بقيامة محمد؟ وثورة بن الخطاب الذي لم يصدق بأن محمد قد مات ويتوعد بالقتل من يقول بذلك؟ ذات الخطاب يجعل من فكرة النبوة المطلقة لمحمد (ص) حكاية يعتريها الكثير من الشك وذلك في نظر المؤمنين به في ذلك العهد! فقد قص علينا التاريخ كم من الأنبياء الذين نادوا بذات العبادات وذات الأحكام ، كترك الخمر والنساء ونبذ عبادة الأوثان! إذا المسألة ليست حكراً معرفياً لدى العرب بأن النبي محمد (ص) هو النبي الأوحد صاحب الرسالة الخاصة، فقد كذبه علية القوم من أمثال أبو سفيان!ّ ولكنهم تحت وطأة الظرف السياسي الجهادي وهو فتح مكة قبلوا الدعوة على مضض فلماذا لم يصدقوه ومسألة إدعاء النبوة عرفاً يعرفونه ويخبرونه جيداً؟ إلا إذا ، كانت المسألة سياسية! أو فرض واقع جديد لا يتوافق وطموحات السادة!ّ! إذاً هل الخطاب يصدق مطلقاً دائماً أم هو مبدأ الوحي الشيطاني:- لم يستطع الشيطان أن يخدع أحد من الأنبياء القّديسين الذين كتبوا كتب الكتاب المقدس بوحي إلهي على مدى قرون عديدة. لم يكتبوا البته تعليما خاطئا يُضل الناس. حمى روح الله الحي القدوس القوي القادر على كل شيء كلمة الوحي الإلهي من الفساد بخدع شيطانية مُضلّلة. الإله الغير قادر على حماية كلمة وحيه في فمّ نبيّه من الفساد الشيطاني لا يمكن أن يكون الإله الحقيقي الحي القادر على كل شيء في الكون. يعلّم الكتاب المقدس أن مبدأ الوحي الشيطاني المُضل هو مبدأ خطأ: “إِنَّ الْكِتَابَ بِكُلِّ مَا فِيهِ، قَدْ أَوْحَى بِهِ اللهُ؛ وَهُوَ مُفِيدٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ وَالتَّقْوِيمِ وَتَهْذِيبِ الإِنْسَانِ فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَجْعَلَ إِنْسَانَ اللهِ مُؤَهَّلاً تَأْهِيلاً كَامِلاً، وَمُجَهَّزاً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ” (2 تِيمُوثَاوُسَ 3: 16-17). من المشاكل الرئيسية لمبدأ الوحي الشيطاني الخادع أن النبي الذي يدّعيه يفقد ثقة الناس به. قد تكون هناك آيات أخرى شيطانية لم يتم تصحيحها. نعلم أن الوحي الشيطاني يتعلّق بمُمارسي السحر، وليس له علاقة البته بالأنبياء القدسيين للإله الحيّ. لعلك تعلم أن القرآن يعلم مبدأ الوحي الشيطاني (سورة الحجّ 22: 52). طبعا القرآن لم يستشهد بحادثة معيّنة واحدة حيث جعل الشيطان نبيا قبل محمد يُعلن وحيا من الله، ثم بعد ذلك يدّعى بأنّ هذا الوحي كان من الشيطان، ليس من الله. من أحد الأمثلة المشهورة لإدّعاء الوحي الشيطاني في القرآن ما يُعرف بالآيات الشيطانية في القرآن: "أفرأيتم اللَّت والعُزّى ومَنوةَ، الثالثة الأُخرى؟ [الآيات التالية هي الآيات الشيطانية التي أزيلت فيما بعد من القرآن:] هؤلاء الوسطاء المُمَجّدين الذين تُرجى شفاعتهم حتى لا ينسوا. [بعد إزالة هذه الآية أصبحت نهاية هذه الفقرة كالآتي: ] إن هي إلاَّ أسماء سمَّيتُمُوها أنتُم وآباؤُكم. ما أنزَل الله بها من سُلطان” (النّجم 53: 19-23). علّمَت الآيات الشيطانية للقرآن عبادة ثلاث آلهة وثنية بجانب الله (إشراك بالله): اللات، العُزّى ومنات، بنات ألإله الوثني لشبه الجزيرة العربية في وقت محمد. هذه كانت ثلاثة أصنام يعبدونها في مكة. بالطبع، الوثنيون المكيّون الذين شكّلوا أغلبية سكان مكة في ذلك الوقت، سُرُّوا كثيرا عندما سمعوا أنّ آلهتهم مُعتَرف بها للعبادة. إدّعى محمد بعد إعتراض أتباعه بأنّ هذه الآيات قد أوحى بها الشيطان، وحذفهن من القرآن. ومرد هذا التساؤل ، الجدل الذي يثار حول أصل النصوص وإلاهيتها! وهل هنالك نصوص تزخر بها كتب التراث والتاريخ تم دسها بفعل مبدأ الوحي الشيطاني (عودة إلى قائمة المحتويات) لم يستطع الشيطان أن يخدع أحد من الأنبياء القّديسين الذين كتبوا كتب الكتاب المقدس بوحي إلهي على مدى قرون عديدة. لم يكتبوا البته تعليما خاطئا يُضل الناس. حمى روح الله الحي القدوس القوي القادر على كل شيء كلمة الوحي الإلهي من الفساد بخدع شيطانية مُضلّلة. الإله الغير قادر على حماية كلمة وحيه في فمّ نبيّه من الفساد الشيطاني لا يمكن أن يكون الإله الحقيقي الحي القادر على كل شيء في الكون. يعلّم الكتاب المقدس أن مبدأ الوحي الشيطاني المُضل هو مبدأ خطأ: “إِنَّ الْكِتَابَ بِكُلِّ مَا فِيهِ، قَدْ أَوْحَى بِهِ اللهُ؛ وَهُوَ مُفِيدٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ وَالتَّقْوِيمِ وَتَهْذِيبِ الإِنْسَانِ فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَجْعَلَ إِنْسَانَ اللهِ مُؤَهَّلاً تَأْهِيلاً كَامِلاً، وَمُجَهَّزاً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ” (2 تِيمُوثَاوُسَ 3: 16-17).
من المشاكل الرئيسية لمبدأ الوحي الشيطاني الخادع أن النبي الذي يدّعيه يفقد ثقة الناس به. قد تكون هناك آيات أخرى شيطانية لم يتم تصحيحها. نعلم أن الوحي الشيطاني يتعلّق بمُمارسي السحر، وليس له علاقة البته بالأنبياء القدسيين للإله الحيّ.
لعلك تعلم أن القرآن يعلم مبدأ الوحي الشيطاني (سورة الحجّ 22: 52). طبعا القرآن لم يستشهد بحادثة معيّنة واحدة حيث جعل الشيطان نبيا قبل محمد يُعلن وحيا من الله، ثم بعد ذلك يدّعى بأنّ هذا الوحي كان من الشيطان، ليس من الله. من أحد الأمثلة المشهورة لإدّعاء الوحي الشيطاني في القرآن ما يُعرف بالآيات الشيطانية في القرآن:
"أفرأيتم اللَّت والعُزّى ومَنوةَ، الثالثة الأُخرى؟ [الآيات التالية هي الآيات الشيطانية التي أزيلت فيما بعد من القرآن:] هؤلاء الوسطاء المُمَجّدين الذين تُرجى شفاعتهم حتى لا ينسوا. [بعد إزالة هذه الآية أصبحت نهاية هذه الفقرة كالآتي: ] إن هي إلاَّ أسماء سمَّيتُمُوها أنتُم وآباؤُكم. ما أنزَل الله بها من سُلطان” (النّجم 53: 19-23). علّمَت الآيات الشيطانية للقرآن عبادة ثلاث آلهة وثنية بجانب الله (إشراك بالله): اللات، العُزّى ومنات، بنات ألإله الوثني لشبه الجزيرة العربية في وقت محمد. هذه كانت ثلاثة أصنام يعبدونها في مكة. بالطبع، الوثنيون المكيّون الذين شكّلوا أغلبية سكان مكة في ذلك الوقت، سُرُّوا كثيرا عندما سمعوا أنّ آلهتهم مُعتَرف بها للعبادة. إدّعى محمد بعد إعتراض أتباعه بأنّ هذه الآيات قد أوحى بها الشيطان، وحذفهن من القرآن. وتساؤلاتنا حول أصل النص أنما مردها الجدل الثائر حول أصلانية النص وإلهية النص وأن ما تزخر به كتب التراث والتفسير إنما هي مسلمات لا يرقي إليها الشك ولا تحتمل النقد حتى لو كان من أجل إثبات حقيقتها وجذورها الربانية! وقد يفهم من هذا المقال الذي هو دراسة موضوعية للخطاب الإسلامي والنص التراثي التاريخي أنها محاولة لبذر الشك والحط من قدر النص واتهامه بالتضليل والكذب! ولكن إنما هي محاولة لقراءة النص بهدوء وتحليله حسب المنطق العقلي ومناسبته وملائمته لمعطيات الحياة الإنسانية وتطورها بعيداً عن التعصب والإنغلاق الفكري الذي يجمد الرؤية الفكرية حول النص.....
#مختار_العربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفحات من التوبيخ – الإنسان حزيناً كل عام…
-
مذكرات رجل قتله المجد- الحلقة الثانية
-
المعرفة الهادئة – الكهانة والنص الكارزمي 2
-
مذكرات رجل قتله المجد - الحلقة الأولي
-
فيدل كاسترو - نموذج للإنسان العالمي..
-
الحوار من منظور إسلامي - والإسلام السياسي كعقيدة جديدة!
-
اكتشاف الذات! - ذلك الهم الوجودي
-
ستالين - رجل الطبيعة النبيل!!
-
المرأة ومهمة الجنس التعبدي!!
-
المعرفة الهادئة - قراءة في الخطاب التاريخي الإسلامي1
-
التخبط وممارسات التجهيل – حسن بن محمد بن بزرجميد - نموذجاً
-
المرأة من منظور جاهلي / إسلامي (أزمة النص الديني) (3)
-
نظرة لواقع العبودية في مجتمع الجاهلية والإسلام 2
-
الرق في الإسلام - نظرة موضوعية 2)
-
العبودية في الإسلام - نظرة موضوعية
-
لغة القهر وشرعية الأماكن!!
-
في مفهوم الاضظهاد - دهشة الخوف
-
دعوة للثورة على الوهم - المرأة من منظور جاهلي إسلامي 2/1
-
الخروج من قوقعة الذات - فلسفة غياب الوعي في الإنسان العالمي
...
-
المرأة من منظور جاهلي / إسلامي - أنواع النكاح
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|