رجال ثقافة ام سياحة

محمد خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3089 - 2010 / 8 / 9 - 21:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

تعاني الثقافة العراقية الكثير من المشكلات في بنية مؤسساتها وفي أوضاع المثقفين العراقيين وخاصة العاملين منهم في مهنة المتاعب وتعتبر وزارة الثقافة هي الجهة المسؤلة بالدرجة الأولى عن أحوال الثقافة العراقية وإبراز وجهها الحضاري ولكن هذه الوزارة تعاني من مشاكل عديدة تعيق عملها وأهمها قلة التخصيصات المالية الممنوحة لها ضمن الموازنة السنوية ألعامه للحكومة العراقية وان اغلب مؤسساتها الثقافية ومرافقها الحيوية المهمة من مسارح ومكتبات ومطابع قد تعرضت إلى النهب والسلب والحرق بعد أحداث عام 2003 بالإضافة إلى وجود حاله سلبية تتمثل بعدم فهم النخب السياسية الحاكمة لدور الثقافة في بناء دولة وفي بناء مجتمع وان الكثير من السياسيين منهم يعتقدون أن الثقافة شيء ثانوي أو جمالي كل هذه الأسباب بالإضافة إلى أسباب أخرى أدت إلى تردي الواقع الثقافي العراقي بجميع مفاصله وبدلا من أن تضع الوزارة الحلول الناجعة لهذه المشاكل نراها تسعى إلى الاهتمام بالمشاركات الثقافية الخارجية وإقامة الأسابيع الثقافية العراقية في العواصم العربية والأجنبية وتهمل النشاطات والفعاليات الثقافية الداخلية وان الغاية من أقامة هذه الأسابيع الثقافية ليس الغرض منه عكس وجه العراق الثقافي والحضاري وإيصال رسالته الإنسانية إلى شعوب تلك الدول وإنما لإغراض المنفعة الشخصية وتحقيق مصالح خاصة تتعلق بالسفر ومخصصات الإيفاد وترتيب العلاقات الشخصية مع المسؤلين في تلك الدول تحسبا للأتي من الزمن. أن أسماء المسؤلين التي تناط بهم مهمة تمثيل الثقافة العراقية في الخارج تتكرر مع كل مشاركة مع العلم أن الساحة الثقافية العراقية تعج بالكثير من المثقفين والأدباء والمفكرين والمؤرخين المبدعين اللذين حصدوا الكثير من الجوائز الأدبية في مختلف مجالات المعرفة من خلال مشاركاتهم في المهرجانات والمسابقات التي تقام في مختلف بقاع العالم ويبدو أن تمثيل الثقافة العراقية في الخارج تضطلع به وزارة الثقافة حصرا. أما تطوير ونشر الثقافة العراقية في الداخل والذي هو من صميم عمل وواجبات الوزارة تقوم به جهات أخرى غير حكومية وهي منظمات المجتمع المدني حيث أن عملها يتفوق على أداء مؤسسات وزارة الثقافة وخير مثال على ذلك ما تقوم به مؤسسة المدى الثقافية من نشاطات لا تعد ولا تحصى وكذلك جمعية الثقافة للجميع ومؤسسة الزمان الدولية الثقافية والاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين وغيرها من المنظمات والاتحادات العاملة في هذا المجال. وبغض النظر عن نجاح أو فشل هذه المشاركات الخارجية فأن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الكثير من المثقفين هو ماذا جنينا من هذه المشاركات؟ فنحن لم نشاهد منذ عام 2003 ولحد ألان أي من النشاطات الثقافية والفعاليات الفنية العربية في بغداد أو المحافظات من باب رد الزيارة مثلا وكذلك لم نشاهد أي مطبوع عراقي سواء كانت تصدره وزارة الثقافة أو غيرها من دور النشر الأهلية مثل الكتب والمجلات والصحف في مكتبات العواصم العربية هذا بالإضافة إلى أن أكثرية اتحاداتنا الادبيه والثقافية مقاطعة ومحاصرة ومحضور عليها من المشاركة في الفعاليات العربية التي تقيمها نظيراتها في تلك الدول. أذن ماذا يفعل المسئول المكلف برئاسة الوفد العراقي المشارك في هذه المهرجانات أو الملتقيات الثقافية؟ هل هو ذاهب للسياحة وشراء الهدايا أم المفروض به أجراء اللقاءات والحوارات مع المسؤلين عن الثقافة في تلك الدول وعقد الاتفاقيات وفتح القنوات التي تساعد على إيصال المطبوع العراقي بل الأدب والفن والثقافة أليهم وخاصة أنهم لا يعرفون عنا سوى ثقافة تمجيد القائد الضرورة والبطل القومي الأوحد لذا اذكر جملة من النقاط التي أود إن اطرحها على السادة المسؤلين عسى أن تؤخذ بنظر الاعتبار وتساهم في تحسين أداء مؤسسات الوزارة مستقبلا وهي
1- أبعاد حقيبة الثقافة عن نظام المحاصصة المعمول به في الوقت الحاضر والخاص بتوزيع الحقائب الوزارية على الكتل الفائزة بالانتخابات من اجل ان تعمل الوزارة بحرية وبعيدا عن التأثيرات الحزبية والطائفية.
2-مد جسور التعاون والتنسيق مع منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال نشر الثقافة وتسخير إمكانيات الوزارة المحدودة من قاعات اجتماعات وعرض والمطابع وغيرها من اجل تسهيل عمل هذه المنظمات مع العلم أن المهام الملقاة على عاتق الوزارة كبيرة جدا وتحتاج إلى تضافر جهود الجميع.
3-تطعيم كوادر وزارة الثقافة بالمثقفين والأدباء والمبدعين والتعاقد معهم بصفة عقود من اجل تحسين أداء عملها والارتقاء به مع العلم أن 75% من كادر الوزارة هم من منتسبي الدوائر المنحلة واللذين لا يمتون للثقافة بصلة.
4-تحسين أداء دار الشؤون الثقافية العامة التي تعتبر من أهم دوائر الوزارة وتخفيف الإجراءات البيروقراطية المتبعة من قبل مديرها العام . في حين أن هذه الدار تعمل بمعزل عن الوسط الثقافي وثمة فردية إدارية تتحكم بقراراتها ووضع الحلول اللازمة لمعرفة أسباب فشل انتشار المطبوعات التي تصدرها هذه الدار مع العلم أن مخازن هذه الدائرة تكتظ بالكتب والمجلات الثقافية المسترجعة التي تصدرها.
5-مشاركة المثقفين والأدباء والمفكرين وأساتذة الجامعات كلا حسب اختصاصه في تمثيل الوفود الثقافية العراقية المشاركة في الفعاليات الخارجية وبغض النظر عن كونهم موظفين في الوزارة لأن هذه الكفاءات لها القدرة والقابلية على عكس الوجه الثقافي والحضاري للعراق الجديد.
6-رعاية الأدباء والفنانين والكتاب وتكريمهم ليس بالجانب المادي فقط وإنما بالكثير من الإجراءات التي تميزهم اجتماعيا عن الآخرين والاحتفاء برموز الثقافة العراقية الراحلين منهم بإقامة النصب التذكارية لهم وتسمية بعض الساحات العامة والمنتديات الثقافية والقاعات بأسمائهم لتذكير الأجيال الجديدة بعطائهم .

#محمد_خضير_عباس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات