ضياء ثابت السراي
الحوار المتمدن-العدد: 6151 - 2019 / 2 / 20 - 20:34
المحور:
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2019 - دور وتأثير المنظمات والاتحادات النسوية في إصلاح وتحسين أوضاع المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين
تنشط بين الحين والأخر منظمة نسوية في مجال حقوق المرأة العراقية لكنها لاتصل إلى قلب معاناة المرأة العراقية وتكتفي بنشر التقارير والتصريحات عبر مئات الآلاف من الكيلومترات.
ومؤخرا أصدرت منظمة نساء في العراق (OWFI organization of women s in Iraq)،تقرير قالت فيه :"أن النساء العراقيات يعانين من ظروف سيئة جدا ومن أزمات مستمرة تتراوح مابين العمالة النسوية التي تعد الاسوء بين العمالة النسوية في العالم تقريبا" ،وهذا أهم ما توصلت إليه تلك المنظمة.
منظمة نساء في العراق هي منظمة دولية بريطانية تديرها مجموعة من النساء البريطانيات ومن جنسيات أخرى تنشط في مجالات حقوق النساء في العراق لكنها وللأسف لا تعتمد على المعايشة الفعلية للواقع النسوي العراقي وتكتفي بإقامة دورات مصغرة في إقليم كردستان وبشكل مقل جدا وتعتمد على مراسلين يرفدونها بتقارير تكون في اغلب الأحيان غير واقعية أو مستوحاة من الواقع لكنها غير حقيقية ومجرد استنتاجات وخيالات لهؤلاء المراسلين الذين يضعون أسماء نساء ويسردون قصص من بنات أفكارهم .
هذا الواقع العملي التي امتازت به هذه المنظمة هو واقع امتازت به اغلب المنظمات والمؤسسات الاجتماعية التي تنشط في مجالات حقوق الإنسان في العراق مما يجعلها كلها في مصاف المنظمات التي تسعى إلى الاستفادة والمتاجرة بآلام النساء العراقيات ومظالمهن، إذ لم تنزل أي من تلك المنظمات إلى واقع المرأة العراقية التي تعيش في أقاصي الريف العراقي تعاني من الويلات والمصائب الاجتماعية التي تحيط بها من كل جانب ،ولم تصل يوما هذه المنظمات إلى قلب المجتمع النسوي العراقي لترى مدى الضيم والحيف الذي يقع على كاهل هذه المخلوقة التي سخرت لإغراض الزواج والإنجاب والعمل والخدمة المنزلية وهي أخر من يأكل ويشرب وينام ويرتاح في العائلة .
وبين الظروف المعيشية السيئة وخصوصا في العلاقة الاجتماعية في محيط العائلة ، حيث لاتحظى المرأة بالاحترام والتقدير وتهمل في كافة حقوقها ،إضافة إلى إنها تعاني من حالات الزواج المتعدد من قبل أزواجهن وتكون المرأة موضوع مقايضة عشائرية ومادة تحل بواسطتها الخلافات التي تنشب بين العشائر لإرضاء الأطراف المتنازعة.
الواقع يبين أن نسب السكن المتناثر في العراق تفوق 60% أي أن نسبة الريف في العراق أكثر من نسبة المدنية إذا ما علمنا أن المدنية تعشرنت وتريفت وطبقت تقاليد الريف في اغلب زواياها ولم يسلم من المدينة التي تقلدت بتقاليد الريف والأعراف العشائرية ألا ما هو اقل من 10% من سكانها .
فأين تلك المنظمات التي تركز على مناح من ظلم المرأة قد لا تمثل نسب بارزة وكبيرة كالاغتصاب وما شابه فيما تهمل حقوق المرأة الفعلية كالتعليم والاحترام والحرية والضمان الصحي والتوعية والتثقيف وباقي حقوقها؟؟.
#ضياء_ثابت_السراي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟