فوبيا المؤامرة

حسن الهويدي

الحوار المتمدن-العدد: 937 - 2004 / 8 / 26 - 07:39
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

كثيراً ما نسمع من بعض الكتاب والمثقفين العرب هذا اليوم ؟ أن المنطقة تتعرض للمؤامرة فرحين بتلك النظرية التي ابتدعها أسيادهم لجعلها مادة للاستهلاك الجماهيري، يعتاشون عليها ولكسب رضى أولئك السادة الذين أهلكوا الحرث والنسل، وأفقروا شعوب المنطقة وجعلوا حياة مواطنيها جحيما.
إن ذلك يخدم الدكتاتوريات العربية في قمع شعوبها وتجويعهم بحجة مواجهة الكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً. ولا ننسى أن هؤلاء الحكام يجثمون على رؤوس مواطنيهم بمباركة أمريكا واللوبي الصهيوني. هذه الأمة، التي لا تزال تعاني، وتدفع ثمن النظريات والشعارات الرنانة بدءاً من حماة الديار المقدسة ...وانتهاءً بالبوابة الشرقية المنهزمة!
إن هؤلاء المنظرين، الذين يعيشون بمعزل عن شعوبهم، مشاركين أسيادهم ترف القصور.. في حين أن شعوب المنطقة تعيش لتدفع ثمن أخطائهم وخطايا أحفادهم. إن هؤلاء الذين يعيشون في عزلة عن شعوبهم، كمن يعوم في بحر والبحر يحمل أثقاله. الذين تعلموا نسج حبالهم من الشعارات و المخاطر التي تستهدف شعوب المنطقة، للتسلق من النوافذ، لا الدخول من الأبواب. وعندما داهم الخطر الأمة أسرعوا للتضامن مع الحاكم المنهزم مؤكدين صحة نظرياتهم ..بدأت فوبيا المؤامرة تفتك بالعقول، وتقض المضاجع، وتنشر وباءها، فحلت عليهم وعلى أسيادهم المصيبة والخزي.
أولئك المتنازلين عن حقوق مواطنيهم، مسارعين متسابقين لدخول للحصن العظيم.. ولكن الحصن المحصن الذي يصعب تجاوزه، يتمثل في شعوب هذه المنطقة بكل تلاوينها وانتماءاتها. بالعمل لتحقيق المواطنة والديمقراطية التي أصبحت هاجس شعوب المنطقة بعيداً عن هؤلاء المتسلقين وأسيادهم الذين قامروا وغامروا بالبلاد والعباد، حيث تغلغل العفن إلى داخل نفوسهم الجشعة الخبيثة التي تأكل من أجساد ضحاياها مراهنين علىهزيمة الأخر، وعلى حساب دماء الأبرياء.
إن ما حصل في العراق لشاهد على السقوط المهين، الذي سبقه بعدة أشهر الاستفتاء للقائد الأوحد بنسبة (100%)، متجاوزاً كل حكام العرب .. وإذا كان التدقيق في الحقيقة هي تلك النسبة المعارضة للأنظمة العربية دون أي شك التي غيبت عن العمل السياسي والمشاركة في العملية السياسية والتنموية والمشاركة الشعبية لاختيار ممثليها والدفاع عن مصالحها المرتبطة ارتباطا كليا بمصالح أوطانها للدفاع عنها وتحصينها داخليا.. لا ننسى أن بعض المعارضة العربية تتبنى فوبيا المؤامرة أيضا ولكن بطريقة مختلفة، حسب مهامها الموكلة إليها.. ؟

#حسن_الهويدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات