|
بين 8 آب 1988 و 2010
كمال يلدو
الحوار المتمدن-العدد: 3088 - 2010 / 8 / 8 - 17:14
المحور:
حقوق الانسان
اليوم هو الأحد الثامن من آب 2010 ، لاجديد في الوضع العراقي ، فيوم امس هزت ثلاث انفجارات وسط العشار وراح ضحيتها العشرات ، واليوم ، حصد انفجار في وسط الرمادي ارواح الابرياء وهكذا تسير الاحداث . ما من جديد في قضية تشكيل الحكومة ، والصراع في أوجـه على الكرسي و لا احد يعرف النتيجة ! الا ان هذا اليوم قبل سنين شــكل منعطفا و فرحة كبيرة لملايين العراقيين الذين اضنتهم الحرب وما جلبته لهم من دمار وارهاب وخراب ، ففي مثل هذا اليوم قبل 22 عاما ، تنفس الشعب الصعداء ، وانتظرت العوائل عودة ابنائها من الجبهات . انتظرت اطلالة الاحباب الذين تقطعت سبل الاتصال بهم ، فمن العوائل من فرحت ، ومنهم من حزنت ومنهم من مازالت عيونهم على الباب عســـى ان تطرق يوما من الغائب الحاضر .
ملفات كثيرة تخص الحرب العراقية – الايرانية مازالت عالقة ولم تحل ،سأكتفي بواحد منها وهو ملف المفقودين ، والأســـرى. وقـد قيل في اكثر من مناسبة بأن عددهم بحدود (55) ألف حالة .ولا يعلم المواطن العراقي ، أو عوائل الضحايا عن اية آلية ستتبعها الحكومة العراقية والجهات المسؤلة في حل هذا الملف الشــائك ، رغم وجود امكانيات محلية ودولية في المساعدة بذلك ، تبداء اولها بتشكيل لجنة من الطرفين لتعيين المقابر الجماعية التي لجأ اليها كلا الطرفين ( وهذا حق للعوائل الايرانية ان تعرف مصير ابنائها ايضا) اثناء المعارك ، ثم تأسيس بنك للمعلومات وشهادات الشهود ، ونماذج من الحمض النووي ، وتعيين فرق استكشاف حتى تتوضح الحقيقة ويغلق هذا الملف للأبد .
الا ان جهات عراقية معروفة تخشــى فتح ملفات المفقودين وخاصة الاسرى العراقيين لدى الجانب الايراني وذلك لضلوعها بتصفية اعدادا كبيرة منهم ودفنهم في مقابر مجهولة وذلك اثناء التحقيق معهم ، او لمعرفتهم بأنهم بعثيين أو لرفضهم الاشتراك مع قوات "بدر" وجماعة " التوابيين" التي ظهرت ، وهذا بحد ذاته يعتبر جريمة مركبة تتحملها الاطراف العراقية المنغمسة اياديها بدماء الابرياء ويتحملها الجانب الايراني الذي سـمح لمثل هذه الممارسات على ارضه وبحق اســرى حرب ، يفترض ان يعاملوا وفق المواثيق والاعراف الدولية .(المعلومات وردت على لسان الكثير من الاسرى الذين افرج عنهم) .
ومع التعقيدات التي تحيط بهذا الملف ، وارتباك المشهد السياسي العراقي ، ووجود ملفات كثيرة من ضحايا النظام البائد أو ضحايا مع بعد 2003 ، لكن هذا لا يسقط البتة الحق في ملاحقة ومتابعة قضية مفقودي الحرب التي تمس جمهرة كبيرة ظلت تعاني منذ ان وضعت الحرب اوزارها قبل 22 عاما . فالقضية لها ابعادها الانسانية والوطنية والاخلاقية في آن واحد . وكم العراق بحاجة الى ذلك . فمن من المعنيين يقبل ان يشاهد في نشرات الاخبار وحتى تحت قبة البرلمان شـــخوصا كانوا لغاية الامس القريب عبارة عن جلادين وسماسرة حرب وقتلة ايضا ، تلطخت اياديهم بدماء اناس ابرياء ســـيقوا للحرب ، وما كان امامهم من خيار ، فأما الموت بيد النظام الصدامي او المشاركة بالحرب حتى وأن لم يؤمنوا بها !
قد لا تبدوا الحلول الآن واضحة المعالم ، لكن السكوت عن هذا الملف انما يبعث برسالة مغلوطة للمسؤلين العراقيين والايرانين ، ولابد من الاصرار على المضي قدما واتباع اساليب جديدة لأبقاء هذا الملف حاضرا في الدوائر المعنية ( وزارة حقوق الانسان ووزارة الدفاع وجمعيات السجناء والاسرى والمفقودين ) ، ان كان في الكتابة عن هذا الموضوع في الصحافة والأنترنيت ، ومطالبة مجلس النواب وأعضأئه الجدد ، او حتى بتنظيم الاعتصامات السلمية . فالدولة معنية قبل اية جهة اخرى بوضع نهاية معقولة لقضية الأسرى ومفقودي الحرب العراقية – الايرانية ان كان ببذل الجهود الحقيقية لكشف الحقيقة او بأنصاف العوائل وتكريم ضحاياها حتى تضع حدا لمعاناتهم وحتى يلقى المجرمون والقتلة جزائهم العادل ايضا . فأن كنـّا نطالب بأنصاف ضحايا انقلاب 8 شباط الاسود ، او جرائم النظام البعثي منذ العام 1968 ، فلماذا يكون ملف المفقودين والاســرى بعيدا عن هذه المطالبات ، خاصة وأن شــهودا كثر مازالوا موجودين وعلى قيد الحياة ؟ ليس لـي الا ان اعلن عن تضامني مع هذه العوائل المنكوبة ، بأمل الوصول لنهاية مشـــرّفة لهذا الملف ، حتى يعود المغيبون، او حتى نترحم على اللذين غادرونا .
آب 2010
#كمال_يلدو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زيارة -للزعيم- في عيد الثورة
-
ظلال الزعيم -عبد الكريم- في المشهد العراقي
-
هل الآرشيف العبري العراقي ....عراقي؟
-
قرأة في تفجيرات الموصل الأخيرة:لا بديل عن الحماية والمحكمة ا
...
-
حول انتخابات 2010:قبلنا التحدي ، وفخورين به!
-
حول انتخابات الخارج،احتفظوا - بعراقيتكم- للذكرى فقط!
-
قناديل من كلية العلوم/جامعة بغداد
-
بعض الفرق الموسيقية للجالية العراقية في ديترويت ... - الجمهو
...
-
أتمنى ان تكون -زلّة لسان- غير مقصودة!
-
هدية عيد الميلاد لمسيحيي العراق!
-
من يستمع لمايكرفون - الفيحاء- المفتوح ؟
-
مسلسل تفجير كنائس الموصل:ام الربيعين تقتل ابناءها!
-
تضامنا مع جريدة - المدى- وكاتبها المبدع - وارد بدر السالم-/م
...
-
لقاء مع الناشطة شروق العبايجي-المبادرة العراقية للمياه-،خطوة
...
-
ماذا لو رفض العراقيون والعالم الحر نتائج الانتخابات؟
-
من ينصف المسيحيين في العراق ؟
-
ولكل حسب عمله ...!
-
على ابواب انتخابات البرلمان الجديد:حتى لا ت̛غدر قوائم ا
...
-
ام تحسين تصرخ: -چا هيّة ولية؟-
-
في عيد الصحافة الشيوعية حقوق مشروعة لكنها حقوق ضائعة دعوة ال
...
المزيد.....
-
أردوغان يدعو الأمم المتحدة إلى فرض حظر تصدير الأسلحة لإسرائي
...
-
ألمانيا: البرلمان يوافق على قانون يحد من امتيازات طالبي اللج
...
-
ذي قار ممتعضة من -الدعاوى الكيدية- والاعتقالات وحراك لمنع إر
...
-
باسل ناصر في بلا قيود: الوضع الإنساني في غزة يواجه مشاكل معق
...
-
أردوغان يدعو الأمم المتحدة إلى اتخاذ قرار -ضروري- ضد إسرائيل
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام الكيان الإسرائيلي أساليب تشبه ال
...
-
العراق.. احتجاجات في الناصرية بعد اعتقال ناشطين
-
-اليونيسيف-: الأطفال في لبنان يتعرضون لخطر متزايد
-
اللاجئون السوريون في لبنان من نزوح إلى نزوح
-
اعتقال وفرار واغتيال: ما أبرز الادعاءات المضللة التي لاحقت ي
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|