أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - العدالة..والعلاقة بين الدولة والمجتمع














المزيد.....

العدالة..والعلاقة بين الدولة والمجتمع


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3088 - 2010 / 8 / 8 - 10:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



اذا كانت الدولة على انواع فان العراق يعدّ من تلك التي شهد معظم انواعها: ملكية، جمهورية، دستورية، قومية، استبدادية، شمولية، ديمقراطية.وبعيدا" عن جدل فلسفي في مفهوم الدولة وقراءة تاريخية لأنواع الدولة التي حكمت العراق، فان ما يعنينا هنا هو حاضر هذه العلاقة وخوفنا على مستقبلها، وما ينبغي ان تكون عليه صيغتها الاجرائية بين دولة ينص دستورها على انها ديمقراطية ومجتمع تطلع لقيام هكذا دولة.
ان الدولة مفهوم فرضي يتجسد وجودها في ثلاث سلطات: تنفيذية وتشريعية وقضائية. والشرط الحاسم لقيام علاقة جيدة بين الدولة والمجتمع هو تحقيق العدالة..وهذا يتطلب وجود نظام قضائي مستقل عن الحكومة ووزارة العدل. والغالب على القضاء العراقي منذ تأسيس الدولة عام 1921 هو انه يأتمر بما تأمر به الحكومة بأستثناء فترات من الحكم الملكي وبعض الأنظمة الجمهورية،كان فيها مستقلا" وفخورا" بقضاة كانوا انموذجا" لسلطة الحق لا لسلطة الحاكم. غير ان القضاء تلقى ضربة قوية افقدته استقلاليته حين عهد "مجلس قيادة الثورة" المباد الى نفسه سلطة اصدار مراسيم لها قوة القانون، رافقها اعادة بناء الجهاز القضائي العراقي بما يخدم سياسات حزب البعث الحاكم. بل ان رئيس النظام السابق عدّ "القانون" مسألة سهلة في مقولة تلفازيه مشهوره له بان القانون" نصنعه نحن ونغيره نحن ـ قاصدا" نفسه!". واليه ومجلس قيادة الثورة ينسب تشكيل محاكم بصلاحيات استثنائية ( محكمة الثورة) التي استخدمتها قبله انظمة جمهورية كانت مهمتها اصدار احكام ظالمة بحق معارضي السلطة، بعضها لا توجد مواد قانونية تحدد الفعل وجزاءه ومن نوع المضحك المبكي. ففي حادثة من آلاف، حكم على ستة اشخاص بالسجن لمدة سنتين لانهم امتنعوا عن تنفيذ طلب رئيس المحكمة بسبّ الحزب الشيوعي العراقي وشتم عبد الكريم قاسم!. وللتاريخ، فان رئيس المحكمة قال لأحدهم( الكاتب): اذا تسبهم اطلعك براءه واذا ما تسبهم احكمك سنتين..وحين أجابه بانه في محكمة... جاءته ـ قبل أن يكمل ـ صفعة مباغتة من يد جندي عبرت قضبان قفص الاتهام فسقط مغميا عليه في حضن الشاعر الكبير محمد صالح بحر العلوم.
والواقع أن التباهي باستقلالية القضاء العراقي فضيلة لا يستحقها بصيغة التعميم. فالجهاز القضائي كان شريكا في جرائم النظام السابق لثلاثين سنة. وكان على الدولة الجديدة أن تعيد بناءه بما يحقق العدالة الاجتماعية التي يضمنها النظام الديمقراطي. صحيح انها دعت وسعت لتحقيق عدالة قضائية لكن اخفاقها كان مريعا في تحقيق العدالة الاجتماعية، بل خلقت تمايزا طبقيا واسعا بين المستوى الاقتصادي للمسؤولين بمنحهم رواتب وامتيازات خيالية وبين المستوى الاقتصادي لأفراد المجتمع. فبحسب المسح الذي أجراه الجهاز المركزي للأحصاء عام 2004 فان 55% من الأسر العراقية تعاني من الحرمان الاقتصادي، و 28% منها وصفت بأنها من الطبقة الفقيرة، وأن ربع العراقيين يعيشون تحت خط الفقر وفق تقرير منسوب للأمم المتحدة. وبحسب تقديرات الجهاز المركزي للأحصاء ومعاهد ودراسات جامعية،فان حجم البطالة في العراق حاليا بين 30-70%.

ان العدالة، بوجهيها القضائية والاجتماعية، هي التي تحدد نوع العلاقة بين الدولة والمجتمع. فاذا كان القضاء عادلا وشعر المواطن بأن حقه مضمون فانه يحرص على دولته ويدافع عنها تلقائيا..ولكن هذا مشروط بتحقيقها للعدالة الاجتماعية..والا فان أول خطوة لانفصام العلاقة بين الدولة والمجتمع تبدأ بالتظاهرات والاحتجاجات.فالامام علي (ع) يقول: الفقر في الوطن غربة..وأبو ذر يقول:"عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج شاهرا سيفه بين الناس" .ولا عذر لأية دولة بأي مسمى كان أن يعيش ولاة أمرها في رفاهية وأهلها في شقاء مع أنهم يعيشون في أغنى بلد في العالم!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع ..والأمن الوطني
- غورنيكا عراقية
- الأخلاق والديمقراطية..ايها السياسيون
- السياسي..المثّلث
- سيكولوجيا التماهي والطقوس الدينية في الزيارات المليونية
- غضب العراقيين..وصناعة الحاكم
- ثقافة نفسية-15 :حين يكون شريك حياتك مربّعا!
- رفاهية مناضلين ..وشقاء شعب
- حين تبتلع السياسة علم الاجتماع
- القيلولة..قد تطيح بالنظام!
- البطالة أشد تأثيرا من الفساد والارهاب!
- كأس العالم وسيكولوجيا الطبيعة البشرية..والعراقية
- سياسيون ولكن..مرضى عقليا!
- الى الائتلافين والعراقية..مع التحية
- السياسيون..وسيكولوجيا الاسقاط
- فراش الزوجية..وثقافة العيب
- ثقافة نفسية 14:الأوهام
- ثقافة نفسية 13:شيزوفرينيا- عتاب من مريض عقليا
- برلمان ديمقراطي ..لم ينتخبه الشعب!
- لمناسبة فوز ( الشرقية ) بالاستفتاء..تبيان موقف


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - العدالة..والعلاقة بين الدولة والمجتمع