|
! خوفي ان يُستبدل جيش المهدي بقوات بدر
مالوم ابو رغيف
الحوار المتمدن-العدد: 937 - 2004 / 8 / 26 - 13:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يحلوللبعض ان يطلق صفة مقاومة على اعمال التخريب والقتل التي تجري في العراق ،البعض الاخر عندما راعه ما يجري ولم يجد عذرا لهذه الاعمال الارهابية ارتأى ان يفرق بين المقاومة الشريفة التي تقتل الامريكان وبين اعمال التخريب والتفخيخ وزرع العبوات الناسفة .القتل ولغة الرصاص هماالقاسم المشترك بين كلا النوعين وقد فطن الاعلام العربي المرئي ،المقروء والمسموع لهذا القاسم المشترك ليضفي ظلال من الشرعيةالمزيفة على جميع الاعمال الارهابية ،فعندما يزرع المقاوم (الشريف) عبوة ناسفة على قارعة الطريق لتقتل اطفال ونساء ورجال يبرر الاعلام ذلك بالقول ان عبوة ناسفة اخطات هدفها او ان انفجار لغم كان يستهدف قافلة امريكية قد ادى الى قتل عدة اشخاص عن طريق الخطأ.اذا ابتعدنا عن مخابئ جنرالات الجيش ورجال البعث الكبار في المثللث المشؤوم واتجهنا جنوبا سنتصدم بمقاومة كانت ولحد يومنا هذا ،تسمى المقاومةالشريفة وهي عصابات مقتدى،ولا نعرف اين هو شرفها المزعوم وهي تأتي بنفس الاعمال والافعال وتضفي عليها صفة الشرعية الاسلامية مثلها مثل سرايا الموحديين الارهابي والجيش الاسلامي وجيش انصار السنة وتدعي الدفاع عن المقدسات .هي ايضا مثل المقاومة (غير) الشريفة تقطع الرؤوس وتفقأ العيون ،وتقطع الايدي والارجل والالسن وتصادر الاموال والممتلكات وتستولي على الدوائر الحكومية وتفجر انابيب النفط وتمطر الوزارات والفنادق بقذائف المورتروترهب المدن والقرى وتهدد وتقسر الناس على تعليق الصور والبوسترات وتمنع الذهاب الى العمل و كل ذلك يتم وفق شرائع الله المرعبة. فاذا كان هذا هو الشرف الذي تتحلى به المقاومة فما هي الخسة اذن .؟ عندما صدمنا بطبيعة اعمال الارهاب وهالنا وهال العالم باجمعة النزعة الحيوانية والسادية لدي بعض ممن يدعون التدين ويهبون للجهاد ويدافعون عن الاسلام ،تصورنا ان ذلك من طبيعة التفكير الديني المتطرف ،وانه اساس الدين الوهابي التكفيري الذي يحلل كل اعمال المنكر في سبيل الله واوعزناه لتعاليم ابن تيمية وابن الباز وابن لادن حتى ان البعض سلب بن لادن صفة التدين واسماه اللادين ،هكذا اعتقدنا وهكذا لازل البعض يعتقد ،البعض الذي يبحث عن ذرات الرحمة وسط كم هائل من تعاليم النقمة والقتل والتعذيب المقدسة ،ولكن هل لنا ان نعيد النظر مرة اخرى بما اعتقدنا به وامنا بانه صحيح .؟ وان لا فرق في التعاليم الدينية اذا ما تم تحويلها الى تعاليم سياسية تؤدي عاجلا ام اجلا الى القتل باسم الله ،ما لم يعمل الانسان عقله ليهذب ما ادخله الكهنوت من دون علم الله على تعاليمة فجعلها صالحة لكل زمان ومكان وكان التاريخ والزمن والانسان والعالم ساكن لا يتحرك ولا يتغير ولا يتقدم.! فتصلح لها مثلما صلحت لاقوام يفاخرون الناس بأميتهم ،ولاحداث نقلتها الينا ذاكرة الرواة وفق ما ينسجم مع مصالحهم ومطامحهم ومطامعهم فازادوا وقللوا ،واختلقوا واخترعوا ،وعملوا من انفسهم ملائكة غير منظوريين تسترق السمع الى كلام الرسول وهو يحادث زوجته عائشة وهما في ساعة الخلوة . لا ضير في ذلك طالما كان للانسان حرية الاختيار والعبادة ،وليس من مشكلة في الايمان والاعتقاد طالما كان هذا الايمان والاعتقاد محض ارادة واختيار شخصي ،لكن عندما يرتبط هذا الاعتقاد بالسياسة وتتولى تنفيذه ونشره والدعاية له احزاب سياسية تسعى الى السلطة وتعلن عن تطبيقه اذا استولت عليها باي طريقة كانت ،وترغم الناس على التصرف وفق قوانينه ونظرياته وتجيزاو لاتجيز وفق مقولات ليس من القانون الانساني بشيئ ،انذاك ثصادرحرية الانسان الشخصية ويصبح الامر احتكارا للحقيقة وتسقط مقولة لا اكراه في الدين ،ويصبح الدين محظ قسر واجبار مفروض على الناس بالقوة ويصبح ادعاء الاعتدال لا معنى له .اي مذهب ديني اذا ما أُقحم في السياسة وبقى مخلصا لتعاليم الدين يفقد اعتدالة ،لان السياسة تؤمن بالتبدل والتغير والمرونة والحوار والمساومات والتحالف بينما الدين يؤمن بمبدا لا يخشى بالله لومة لائم وان قوانينه ونظرياته هي نظريات الاهية ثابتة ارفع من تلك التابعة للناس ويشيع نوع من التقسيم الغائي بين الناس ،قسم مؤمن يستحق الاحترام والتفضيل وله حرية الكلام والكتابة وقسم اخر غير مؤمن يستحق التعزير ولاهانة وما عليه الا الصمت وان ما يحصل للانسان هو قضاء وقدر وان الفقر والعوز والبلوى هي من الله ليختبربهاعباده ،ويصبح النظال في سبيل الحزب هو نظال في سبيل الله.ولهذا يتسارع المؤمنون على اطلاق صفة حزب الله او الاسلامي على احزابهم السياسية لتكون اكثر تأثيرا على الناس. لا يمكن انتقاد رجل الدين او تسفيه افكاره او المساس باديلوجيته حتى اذا كانت على شكل اراء ونظريات سياسية فالمقدس لا يفيض الا التقديس هكذا هو الاعتقاد وهذا هو سبب الحكم بالاعدام على الكاتب الايراني هاشم اغاجاري الذي تجرا فانتقد الخمنائي رجل الدين من مذهب الشيعي المتعدل ،فاين هو الاعتدال اذن .؟واذا كان الحجاب هو فرض بقانون حتى على المسيحيات فاين اصبحت حرية الانسان التي يكفلهاله الله في تعاليمه السماوية والانسان في تعاليمه الارضية والطبيعة في فضائتها الرحيبة وهوائها الطلق.؟ عندما دعا السيد السستاني الناس للتوجه الى النجف محاولا حل الازمة القائمة بين الحكومة وعصابات مقتدى الصدر سارعت الاحزاب الاسلامية الى تلبية النداء وتبنته وكانها تابع للمرجعية ومنفذة لاوامارها وعاملة بما ترتأيه ،اذا كان هذا صحيحا فلماذا تصر على اقحام الدين في السياسة بينما السيد السستاني لا يوصي بذلك ولا يحبذه ولا يدعو اليه.؟ اليس هذا هو نوع من الانتهازية التي تسعى الى وضع اختام قداسة المرجعية على بياناتها السياسية لتوحي انها تتكلم وتتصرف بما تمليه المرجعية وليس لمصلحة سياسية معينة .؟ولماذا لا يتم هذا بصبغة شعبية كما دعى اليها السيد السساتي وليس بصبغة حزبية دينية تحاول استغلال الازمة لصالحهاالخاص .؟والخوف كل الخوف ان تتولى قوات بدر دور جيش المهدي للنتهي الى نفس المازق ان لم يكن اليوم ففي غد ..وعندها ستكون المقاومة شريفة حتى وان قتلت وفجرت وخربت فالشرف بالنسبة للمتدينيين لا يتأتى من نوع العمل بل من هدف المقصد..وعند هذه النقطة يجتمع كافة المسلميين بما فيهم بن لادن...المهم بيضة الاسلام ان لا تنكسر ودرء الخطر عن امة الاسلام ومحاربة الروم اذا غزوا مع جيش معاوية الظالم المتجبر والتقاء ايران مع ارهابي القاعدة ومكفريين السعودية والحثالات القومية ..ضد عدويقولون انه كافر وان كان كفره سببا لتخليص ملايين المسلميين من براثن اخ مؤممن ..وعند هذه النقطة سيترك المعتدلون اعتدالهم ليلتحقوا بركب القتل المقدس من اجل الله...
#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المقدسات والعصابات الدينية
-
حسنا..لندعوها مقاومة
-
شعوب تدافع عن الاستعمار
-
عندما تغرق السفينة تهرب الفئران اولا
-
برجيت باردو-الاسلام- والوهابية
-
خادم الحرمين الديمقراطيين
-
الحكومة الجديدة وتصوراتها الحمقاء
-
الفلوجة تستسلم على الطريقة البعثية
-
للننقذ النساء من براثن رجال الدين
-
الاحزاب الشيعية بين التخبط واللعبة السياسية
-
جيش لا يدين الاجرام ، جيش لا يستحق الاحترام
-
احترام الانسان يعني احترام الاسلام
-
هل لنا ان نتحرر من قيود ما يسمى بالامة
-
اسوء امة اخرجت للناس
-
ثقافة الانتحار الاستشهادي الاسلامية
-
الدين جزء من المشكلة وليس من الحل
-
فلسفة العمائم
-
تشويه المفاهيم ..العلمانية نموذجا
-
المرجعية الدينية والمرجعية السياسية
-
اخطار لم تنتبه اليها المرجعية الدينية في دعوتها للانتخابات
المزيد.....
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|