أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد مهدي - العِلموية والإسلام (5)














المزيد.....

العِلموية والإسلام (5)


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3087 - 2010 / 8 / 7 - 21:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ملامح البعد الفاوستي للإسلام

ناقشنا مسالة " الوعي " و " العقل " بمنظور عصبي وكذلك بمنظور سايكو فيزيائي في مواضيع عدة ٍ هنا في { الحوار المتمدن } ، وتوصلنا إلى النتيجة الآتية :

عمليات الدماغ وما ينتج عنها من " فكر " و " سلوك " تجري في مستويين اثنين :

الأول : مستوى فوق الجزيئآت

ونقصد به العمليات الدماغية الناتجة من حركة النواقل العصبية ، وهي جزيئآت كيمياوية ، وكذلك حركة الايونات وهي ذرات ذات شحنات زائدة ( موجبة وسالبة ) ..

فتفاعلات الايونات و النواقل الكيمياوية في الجهاز العصبي والدماغ تحديداً هي المسببات الإنفعالية – الهورمونية ، المتأثرة حسياً بالمحيط والمسببة للميول الغرائزية والبعد الابوليني المؤمن بالقدرية في الشخصية .
هذا البعد بسيط وواضح في النفس البشرية ، ولو تم ترجيحه على البعد الآخر العقلاني فإن السلوك يقود للفرادة و الانانية لأنه يستمد نظمه من الجسد ومعطياته الحسية .
هذا المستوى من الفكر " الطبيعي " يقود البشرية لقدر الرأسمالية ..

الثاني : المستوى الفراغي تحت الكمي

وهو المستوى الغامض الخفي من عملية التفكير ، الذي يحدث تحت مستوى الذرة ، ضمن عالم الكم الاحتمالي المبهم ، والذي سقنا عنه الأدلة بأنه الجانب الفكري المحض الذي لا يخضع لتقلبات الهورمونات والمعطيات والمنبهات الحسية المثيرة للغرائز والميول العليا وإنما ... المعطيات والمنبهات القادمة من " الذاكرة " البعيدة المؤرشفة ...!!

وهكذا ، فهذا المستوى هو ما نطلق عليه البعد الفاوستي الذي يسير بالضد من المعطيات الحسية ، ففي حالة زيارتنا لطبيب الأسنان ، هذا المستوى من التفكير هو الذي يجعلنا نحتمل الألم ...!

فالألم يدفعنا غريزياً للابتعاد عن كرسي الطبيب وفق البعد الانفعالي الابوليني ،لكن البعد الفاوستي العقلاني المضاد هو الذي يبقينا محتملين الألم لأجل نتيجة ٍ متوخاة :
شفاء طويل الأمد
وهكذا ، مسيرة تطور العقل البشري قفزت من مستوى السيطرة الإنفعالية ( جذع المخ ) عبر التاريخ إلى مستوى السيطرة المنطقي ( مقدمة الدماغ ) ...

والدين ، ورغم فساد منهجه بفعل الانتهازيين ، لكنه وكما وضحناه في مقال الأول من آيار الماضي ( لماذا نعتقد : الأيديولوجيا بمنظور عصبي ) فقد خطا في مسار تطور العقل نحو البعد الفكري المحض اللا غريزي .. ( ناقشنا الموضوع يومها بإسهاب ) ..

لهذا السبب ، لم يكن الإسلام في دعوته للثقافة الكلية بدعة فكرية في تاريخ التطور العقلي الإنساني ، بل هو نتاج تحولات تاريخية منسابة على مدى ملايين السنين ومكملة لحلقات تطور الميثولوجيا و الفكر الديني في بلاد الرافدين والصين ومصر ..

فما تناولناه سابقاً بأنه مستوى التعبئة الثقافية الكلية التي جعلها السلاطين ووعاظهم حظا ً للفقراء ، هو في الحقيقة البعد التجاوزي الفاوستي المعاكس لتيار الغريزة و الإنفعال والذي يقود الإنسانية إلى قدر ... الاشتراكية ...

وبالتالي يكون سؤالنا في النهاية :

هل يمكن أن يذوي التطور الفاوستي المضاد للغريزة في العقل ؟

الجواب : هذا مستحيل ..

الجنس البشري يقطع دروب التاريخ في تطور الدماغ و أجزائه المنطقية حسبما يخبرنا علم الأعصاب ، و أيضاً في تطور عمليات الذاكرة تحت الكمية ، وهذه كلها مؤداها تطور البعد المعاكس للحسية الفردية ، البعد الكلي الجمعي .. بما في ذلك العقائد الدينية ، والإسلام تحديداً ببعده الثقافي الجمعي ( وليس الاقتصادي المعروف ) كما ناقشناه في الموضوع السابق .


الإسلام و مصير الحضارة

الفردية بصورة عامة ( وقود الرأسمالية ) ، وبمسار تطور العقل تعتبر مرحلة " متأخرة " ، والجماعية هي المرحلة المتقدمة والشعور الجمعي في مسار تناميه وتطوره يحتم زوال الرأسمالية في النهاية وحلول الاشتراكية كقدر نهائي للبشرية كما تنبأ ماركس ..

لكن ، مع ذلك ، تبقى الماركسية ناقصة للبعد التعبوي الثقافي للإسلام ، الذي يتيح للأفراد بطقوس الصلاة الجماعية اليومية وعلى مدى زمني بعيد " خلق " ثقافة ذاكرة جماعية ، بل حتى تخليق مسارات عصبية دماغية فردية معززة للسلوك الجماعي ..

هذا يعني في النهاية ، ومن سخرية القدر أيضاً ، إن الإسلام كثقافة والاشتراكية كنظام اقتصادي قدر البشريــة ، رغم إنها ستبدو عبارة ساخرة ..على الأقل هذا ما تخبرنا بها دراسات الانثروبولوجيا وعلم الأعصاب و السايكوفيزيا ..



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العِلموية والإسلام (4)
- العِلموية والإسلام (3)
- العِلموية والإسلام (2)
- العِلموية والإسلام (1)
- العراق : هرم الحضارات والتأريخ في الذكرى التسعين لثورة العشر ...
- لكتاب - اليسار - في الحوار المتمدن مع التقدير
- تكنولوجيا التخاطر Telepathy technology
- السحر السياسي الأسود
- حادثة اسطول الحرية و الدور التركي - الأطلسي - في المنطقة
- رجل ٌ .. وإيمانٌ عظيم
- سياسة بريطانيا و أميركا : تراكمات أخطاء حررت المارد الشيعي م ...
- مورفين ٌ .. و ابتسامة
- سقوطُ بغداد : مدرسة ُ الحرب الجديدة وكلمة ٌ أخرى سيقولها الت ...
- لماذا نعتقد ؟ .. الإيديولوجيا من منظور عصبي
- العقل والدين Mind And Religin
- العقل ُ : آلة ُ بناء ِ الحضارة
- الوعي والزمن
- الباراسايكولوجي بين نظريتي الكم و النسبية
- نظرية - عربية - في علم الاقتصاد
- كيف أدرك الشرق الوعي الكلي ؟


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد مهدي - العِلموية والإسلام (5)