أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نصارعبدالله - عقيدة الآميش














المزيد.....


عقيدة الآميش


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3087 - 2010 / 8 / 7 - 21:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أغلب القراء ـ فيما أظن ـ لا يعرفون أن هناك طائفة مسيحية معاصرة تلزم نساءها بالحجاب!!، وتحظر عليهن قيادة السيارات من منطلق أن قيادة النساء للسيارات هى إحدى المحرمات!!، وإن كان المعتدلون فى العقيدة منهم يجيزون لها القيادة بشرط أن يكون معها فى السيارة نساء أخريات وبشرط أن تكون هناك ضرورة قصوى قد استوجبت ركوبهن للسيارة، باعتبار أن مجرد ركوب السيارات دون ضرورة قصوى هو فى حد ذاته مكروه أصلا حتى بالنسبة للرجل !!، إنها طائفة الآميش Amish التى يبلغ تعداد أتباعها نحو ربع مليون نسمة ، يعيش أغلبهم فى بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية بينما يعيش بعضهم فى كندا، والخلاف الأساسى بين الآميش وبين الطوائف المسيحية الأخرى يكمن فى التعميد ، فهم يرفضون العمادة بصورتها التقليدية المعتادة ويؤمنون بأن عمادة المسيحى لا تتحقق بطقس أو شعيرة معينة ولكنها تتحقق على مدى حياته كلها من خلال عمله ، ولقد عرضتهم عقيدتهم تلك للإضطهاد والتنكيل والقتل من جانب الكاثوليك والبروستانت فى بداية نشأة العقيدة الآميشية فى أواخر القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر، مما حدا بهم إلى الفرار من أوروبا واستيطان الولايات المتحدة الأمريكية وكندا حيث ما زالوا يعيشون إلى الآن فى شبه عزلة عن بقية مكونات المجتمع، إلى حد أنهم يستخدمون فى التعامل فيما بينهم لغة خاصة بهم هى الآميشية التى هى خليط من الألمانية والهولندية ، وإلى جانب تلك العزلة اللغوية فهم يعيشون عزلة عقيدية مستحكمة تجعلهم ينظرون إلى أتباع العقائد الأخرى باعتبارهم من الكفار الذين لا يحل التزوج منهم بل ولا يحل الإختلاط بهم أو التعامل معهم بأى وجه من الوجوه إلا للضرورة القصوى، والأميشيون يؤمنون إيمانا عميقا بمعتقداتهم الخاصة التى ترسم لهم حدود ماهو مباح وما هو مكروه وما هو من المحرمات التى سبق أن أشرنا إلى جانب منها ، والتى يمكن أن نضيف إليها أيضا تحريمهم للتصوير وتحريمهم للغناء والموسيقى ، وإلزامهم للرجال بإطلاق اللحية طيلة حياتهم ، وبطبيعة الحال تحريمهم للخمور ولسائر أشكال العلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج. وفضلا عن كراهيتهم لركوب السيارات التى أشرنا إليها فى بداية حديثنا ، فضلا عن ذلك، فهم بوجه عام يرفضون كل مظاهر الحضارة الحديثة ويتعاملون معها باعتبارها أشكالا من البدع التى ينبغى تجنبها، ولهذا السبب فهم يرفضون التعامل مع الكهرباء ويعتمدون فى إضاءة منازلهم على القناديل الزيتية أو مصابيح الجاز، ويرفضون استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات فى زراعتهم ويعتمدون على الأسمدة الطبيعية وحدها ( لحسن حظهم فإن هذا النوع من المنتجات الزراعية يلقى إقبالا كبيرا ويباع من ثم بأسعار مرتفعة )، بل إن مقاطعتهم للمجتمع المحيط بهم قد وصلت إلى حد أنهم يحرمون على أبنائهم دخول المدارس الحكومية وغيرها من المدارس التى يصفونها بأنها كافرة ولا يسمحون لهم إلا بدخول مدارسهم الخاصة ، الغريب أن الولايات المتحدة قد أقرت لهم بأحقيتهم فى ذلك المسلك ، وأصدرت فى عام 1972 قانونا يقضى باستثناء الآميش من التعليم الإلزامى !!! ويبقى أن نقول إننا هنا لا نتكلم عن العقيدة الأميشية فى مجال الإشادة، ولا نتكلم عنها فى مجال التعريض أو التهكم أو الإستهزاء ، ولكننا نتكلم عنها فى مجال تقديم المعلومة التى قد تدفع ببعض القراء إلى محاولة الإستزادة بالرجوع إلى دوائر المعارف الورقية أو الإليكترونية حتى يصبحوا قادرين بعد ذلك على التحليل والمقارنة واستخلاص ما قد يستخلصونه من النتائج والعبر بأنفسهم . وكل عام، وقراؤنا جميعا بخير
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذب الأخطبوط ولو صدق!!
- الأبنودى يتبرع بجسمه
- رحيق العمر
- عن المرأة والقضاء
- فيللا النقراشى باشا
- لابد من تشريع عاجل
- هزيمة وانتصار
- أحمد كامل ( 2)
- أحمد كامل (1)
- صاحب المعالى
- ترتيبنا فى الشفافية
- عن جامعة القاهرة
- شخصيتان من تاسا
- تلك النهاية المروعة
- الإقطاعى الوحيد المتبقى فى مصر
- ذكرى رحيل فارس نبيل
- أيام مجاور
- كتاب الأهرام
- عام البغلة
- الدستور يناقض الدستور!!


المزيد.....




- البندورة الحمرة.. أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا ...
- هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
- قطر: تم الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود قبل الجمعة
- الفاتيكان يحذر من -ظل الشر-
- عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صل ...
- الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من -ظلاله الشر ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط بالمسجد ...
- قائد الثورة الاسلامية: لنتحلّ باليقظة من نواجه ومع من نتعامل ...
- قائد الثورة الاسلامية: العالم يشهد اليوم المراحل الثلاثة للا ...
- قائد الثورة الاسلامية: المقاومة التي انطلقت من ايران نفحة من ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نصارعبدالله - عقيدة الآميش